رام الله الاخباري :
قال رئيس الوزراء محمد اشتية "إن مفهوم فتح للديمقراطية بسيط وهو الوطن للجميع ولكل من يلتزم به، ولم يتخرج ياسر عرفات من مدرسة لتصفية خصومه بل تخرج من مدرسة يميز بها بين العدو والصديق، بين التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل إحياء الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات، الذي نظمته مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد، في قصر رام الله الثقافي برام الله، بحضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وشخصيات رسمية واعتبارية، ورجال دين وسفراء وقناصل عدد من الدول.
واستطرد رئيس الوزراء: "فتح التي أقامت الديمقراطية في غابة من البنادق، تحتكم اليوم إلى الشعب من خلال ما طرحه الرئيس أبو مازن بأن المدخل لإنهاء الانقسام هو الديمقراطية الانتخابية والتوجه نحو إجراء الانتخابات، ووقف الجدل العبثي الذي لم يوصلنا إلى هدف إنهاء الانقسام. إن أبو مازن، ومعه فتح، يجسد المدرسة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان أبو عمار يسميها محقا ديمقراطية غابة البنادق".
وأضاف: "تحقيق وحدتنا تحت سقف البرلمان سوف يمكننا من مواجهة السياسات الاستعمارية التي تشنها علينا إسرائيل، وحركة فتح اليوم في حالة تصد وصمود وبناء، ونحن حكومتها فهي التي تقود الكفاح ضد المشروع الاستعماري الصهيوني ومواجهة سياسته، وهي التي تبني المجتمع وتناضل من أجل إنهاء الاحتلال وانتزاع الحق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المبنية على المعايير الدولية والقيم الإنسانية، دولة لكل المواطنين الأحرار".
واستدرك اشتية: "في ظل انسداد الأفق السياسي، فإن استراتيجية الانفكاك المتدرج اقتصاديا وخدماتيا يمهد الطريق ليكون الاقتصاد رافعة للسياسة ويبقي روح الاشتباك مع الاحتلال حية، وبما يوجب أن يرافق ذلك من مقاومه شعبية، وتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه إلى أن يندحر".
وقال رئيس الوزراء: "إن العالم، لا سيما الدول الأوروبية الصديقة والعربية الشقيقة، مطالبون بالتحضير لمرحلة ما بعد فشل صفقة القرن، على أرضية القانون الدولي والشرعية الدولية، وفي إطار مؤتمر دولي بعد أن أخفقت المفاوضات الثنائية في إنهاء الاحتلال".
وأضاف: "إن فلسفة مشاركة طرف ثالث في العملية السياسية جاءت من أجل ردم الهوة في العلاقة غير المتوازنة بين المحتل والواقع تحت الاحتلال، على طاولة المفاوضات، هذا الطرف الثالث الذي كان دائما أميركيا متحيزا لإسرائيل، كانت مشاركته دائما تجعل من طاولة المفاوضات غير متوازنة أكثر مما هي عليه، لذلك من المهم كسر احتكار واشنطن للعملية السياسية واستبدال ذلك بمؤتمر دولي".
واختتم رئيس الوزراء: "تعلمنا من التاريخ أن القائد يمسك شمعة ليضيء بها الطريق لشعبه، وهناك قائد يمسك مرآة تعكس ضوء الشمعة، عرفات أمسك بالشمعة والمرآة معا، شمعة تضيء طريقنا إلى القدس والعودة، ومرآة عرفات نرى فيها وحدتنا الوطنية، ونراه فيها، ونرانا فيها، لأن في كل واحد منا شيء منه".