رام الله الاخباري:
خاطب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغزة يحيى السنوار، قادة الاحتلال الإسرائيلي، بالتأكيد على أن "قضية حل مشكلة غزة الإنسانية يجب أن تكون الأولى على جدول أعمالكم، لأننا لن نصبر أكثر من ذلك وبلغ السيل الزبى".
وشدد السنوار خلال لقاء مع الشباب في غزة اليوم الإثنين، على أن حماس لن تقبل ببقاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ولن تصبر أكثر من ذلك، مذكرا أن الأزمة الإنسانية ضربت كافة مناحي الحياة بسبب الحصار والعقوبات المفروضة عليه.
ورد السنوار على تهديدات قادة الاحتلال الأخيرة بضرورة توجيه ضربة عسكرية إلى غزة، بالتأكيد على أن حماس وفصائل المقاومة بانتظار جيش الاحتلال ليرى ماذا ستفعل به، مشددا على أن العالم سيرى أن صبر حماس والمقاومة على الجوع والحصار كان لبناء القوة لتمريغ أنف الاحتلال بالتراب.
وأضاف: "جاءنا أحد الوسطاء ليسأل إلى أين يذهب القطاع في حالة الحصار. قلنا له إننا نعلم هدف هذا الحصار. يريدون أن يجعلوا الشعب في غزة، ينفجر في وجه بعضه بعضًا، وبعدما أصدرنا هذا التحذير، بدأت كل الاتصالات وأصبح الجميع يريد أن يزور غزة ويحل أزماتها الإنسانية".
وأشار السنوار إلى أن حل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لها حلان، الأول يتمثل في تقديم تنازلات استراتيجية عن القضية الفلسطينية، والثاني هو إحداث توازن قوى وارغام الاحتلال على أن يكسر الحصار عن شعبنا، وهذا ما نعمل عليه.
وشدد على أن المقاومة جاهزة لضرب تل أبيب على مدار ستة شهور كاملة، مشيرًا إلى أنها "تمتلك قوة عسكرية يعتز بها ويحسب لها الاحتلال ألف حساب، رغم الحصار".
وأكمل السنوار: "لدينا الآلاف من القذائف الصاروخية التي ستحيل مدن الاحتلال إلى خرابات ومدن أشباح، إذا ارتكب أي حماية تجاه القطاع أو أي من قضايانا الوطنية الكبرى"، لافتا إلى أن لإيران الفضل الأكبر في بناء قوتنا وتعزيزها.
وأضاف رئيس حماس: "لدنيا مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض ولدينا مئات غفيرة من غرف التحكم ومئات الآلاف من الكمائن (..) إذا فكر الاحتلال بدخول غزة سيهاجمهم شبابنا بمضادات دروع صنعت بالقطاع".
وشدد على أن "القذائف المصنعة في القطاع ستحيل الدبابات الأقوى في العالم إلى حديد محترق"، لافتا إلى أنه كان لدى المقاومة مئات قليلة من مضادات الدروع النوعية، لكن اليوم فتمتلك الآلاف منها.
وتابع: "بنينا هذه القوة وسنستمر في بنائها ليس للدفاع عن قطاع غزة، وليس لحماية رؤوسنا، بل لتحقيق أحلام شعبنا بالتحرير والعودة، وفي الوقت ذاته، وقفنا للاحتلال بالمرصاد، ولم نسمح له بأن يتغول على شعبنا، ولا أن يغير في قواعد الاشتباك، وكنا له بالمرصاد على مدار 12 جولة في العامين الماضيين، وأثبتنا له أننا لا نلعب ولا نتردد في اتخاذ القرار".
ووفق السنوار، فإن المواجهة الأخيرة أثبتت أننا لا نلقي القول جزافا، مبينا أن "أكبر رشقة وصلت تل أبيب في 2014 كانت 10 صواريخ، أما العالم فقد رأى في المواجهة الأخيرة كيف أن الرشقة الواحدة تحتوي على 50 أو 60 قذيفة".
ولفت إلى أن "نموذج حد السيف أثبت أن دماء مجاهدينا في الإعداد والتجهيز، اقتلعت الحكومة الإسرائيلية وليبرمان، ليدخلوا في أزمة، لم تحلها تنظيم الانتخابات مرتين، وربما يذهبون إلى انتخابات ثالثة".
وزاد السنوار قائلا : "لم نتردد في مواجهة الاحتلال، وفي الوقت ذاته عرفنا كيف ندير المواجهات بحكمة واقتدار دون أن ندحرج البلد إلى حرب مفتوحة".
وفي شأن آخر، ألمح السنوار إلى وجود جهود جبارة تبذلها مخابرات عديدة تتقدمها الإسرائيلية؛ لضرب الحالة الأمنية والاستقرار في قطاع غزة، مبينا أن الأجهزة الأمنية تفكك في كل أسبوع، محاولة لزعزعة الاستقرار في قطاع غزة، عبر استغلال أصحاب الفكر المتشدد، مطالبا الجميع باليقظة.
وذكر أنه لدى حركته الكثير مما لم يُكشف في نتائج التحقيقات لاغتيال القائد مازن فقها، موضحا أن "الاحتلال سيتفاجأ بكمية المعلومات التي تمتلكها".
وبحسب السنوار، فإن المخابرات الإسرائيلية استخدمت "أصحاب الفكر الأسود" في محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، وتفجير موكب الحمد الله، وتفجير حواجز الشرطة في قطاع غزة.
وتابع: "لو كُشف حجم النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في محاربة هذه الشبكات والمجموعات التي تريد أن تضرب حالة الاستقرار في قطاع غزة لذُهل الجميع".
وقال إن "المجهودات المبذولة لضرب حالة الاستقرار في قطاع غزة فلكية، ولو نجحت لما استطاع المواطنون أن يعيشوا في أمان بالقطاع، ولتحول إلى بحر من الدماء وشلال من الشجارات".
وفيما يتعلق بملف الانتخابات الفلسطينية، أكد السنوار جاهزية حركته لها، مشددًا على أنها ستذلل كل العقبات في طريقها وستبذل كل الجهود وستبدي المرونة "ما سيفاجئ الجميع من أجل إنجاح هذا المسار".
وقال السنوار: "نثق أن حماس لو لم تفز في الانتخابات فلن تخسر، فيكفيها فخرا ان تخضع لكلمة شعبها"، مبينا أن حركته "التي تحمل هذا الشعب لا يمكن أن ترفض أن تحتكم له ولصناديق الاقتراع".
وتابع أن "الانتخابات فرصة للخروج من هذا المأزق الذي تعيشه القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن حركته كانت تفضل أن تكون البداية بانتخابات المجلس الوطني المظلة التي تجمع كل الفلسطينيين في الداخل والخارج.
وشدد على أنه "لا بد من لقاء وطني مقرر يجتمع فيه قادة الفصائل ليضعوا النقاط على الحروف ليزيلوا أي إشكال يمكن أن ينشأ في الطريق"، منوها إلى أن "هناك تفاصيل يجب الاتفاق عليها، مثل قانون الانتخابات، والحريات، والنزاهة، وضمان احترام النتائج".