الاسير "العربيد " في وضع صحي حرج

الاسير سامر العرابيد

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

دعت مؤسسات حقوقية فلسطينية، مساء الأحد، سلطات الاحتلال الإسرائيلية، إلى الإفراج الفوري عن الأسير الفلسطيني، سامر العربيد (44 عاما)، الذي تعرض للتعذيب خلال التحقيق ونقل إلى المستشفى في وضع صحي حرج.

وطالبت المحامية سحر فرنسيس من مؤسسة الضمير لرعاية الأسير، من أجهزة المخابرات الإسرائيلية، الإفراج عن الأسير العربيد فورا، بسبب حالته الصحية الخطيرة.

ونقل موقع "عرب 48" عن المحامية فرنسيس، قوله إن الأسير العربيد، أحيل إلى المستشفى يوم الجمعة لتلقي العلاج وهو بحالة حرجة، بسبب التعذيب التي تعرض له أثناء التحقيقات من قبل المحققين.

وكان العربيد بحالة فقدان للوعي، كما عانى من كسور في القفص الصدري، ورضوض وأثار ضرب في كافة أنحاء جسده وفشل كلوي شديد، واتضح أنه تم نقله إلى المستشفى دون إعلام عائلته أو محاميه بهذا الأمر في حينه.

وأضافت فرنسيس أنه "تم اعتقال العربيد وهو في طريق عودته إلى بيته، يوم الأربعاء 25 أيلول/ سبتمبر الجاري، فيما كان برفقة زوجته، على يد وحدات خاصة، بصورة عنيفة"، حيث تعرض للاعتداء والضرب بأسلحة القوات الخاصة التي قامت باعتقاله.

وتابعت "على الفور، أخبرونا أن سامر ممنوع من اللقاء بمحاميه، وتم تمديد اعتقاله خمسة أيام في المسكوبية"، موضحة أنه "تبين في محضر الجلسة على لسان سامر (يوم الخميس 26 أيلول/ سبتمبر)، أنه يشعر بوجع في صدره وأنه يعاني من وعكة صحية حادة، دون أن يكترث له المحققون؛ وتم تمديد اعتقاله مدة 8 أيام".

وأوضحت أنه "في يوم السبت تفاجأنا بأحد المحققين يخبرنا أن الأسير سامر نقل بوضع صحي حرج للمستشفى؛ توجهنا بدورنا للمستشفى وإلى أجهزة المخابرات لنطمئن عليه، ولكن حين وصلنا إليه كان في وضع لم يمكنه من الحديث، واكتشفنا أنه موجود من يوم الجمعة، إذ وصل إلى مستشفى هداسا في جبل الزيتون، بحالة إغماء وهو يتنفس بصورة اصطناعية من خلال أجهزة التنفس".

وتابعت فرنسيس أنه "اتضح أن سامر يعاني من كسور عدة مناطق بجسده، ويوجد كدمات على جسمه، على منطقة الرقبة والصدر والقدمين، وفي مستشفى هداسا في القدس لم يسمحوا لنا بزيارته وحتى أهله ممنوعين من الزيارة".

وأشارت إلى أنها تقدمت بطلب إفراج بسبب الوضع الصحي، ولكن الطلب قوبل بالرفض بحجة أنه يتلقى العلاج، وأنه مشتبه بمخالفات أمنية، مشككة في ادعاءات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

واعتبرت أن "جريمة تعذيب سامر ترقى لجريمة حرب، بسياق الاحتلال، وحتى غير الاحتلال، هذه تعتبر خرقًا للقوانين الإنسانية والدولية، لا يمكن اللجوء إلى التعذيب بأي حالة من الأحوال".

بدوره، أكدت وحدة استيضاح شكاوى المُحقّق معهم في وزارة القضاء الإسرائيليّة أنها بدأت في فحص طريقة إدارة التحقيقات التي أدت إلى إصابة الأسير العربيد بجراح حرجة.

وقالت وزارة القضاء في بيان إنها ستفحص طريقة إدارة التحقيق ونوعه، وستشدد على درجة العنف التي تعرّض لها العربيد.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن المسؤول الأمني قوله إن العربيد خضع لـ"تحقيق اضطراري"، يُسمح فيه بممارسة التعذيب بزعم أن العربيد شكّل "قنبلة موقوتة"، وأن التعذيب استخدم من أجل منع عملية خلال أمد قريب.

وألمح رئيس الشاباك الأسبق، يعقوب بيري، إلى إمكانية أن محققي الشاباك تجاوزوا الحدود أثناء التحقيق مع العربيد، وقال للإذاعة العامة الإسرائيلية، صباح اليوم، إنه "آمل أن هذا لم يكن خللا (في التحقيق) وأنه نابع من حالة صحية. فلم نسمع منذ سنوات طويلة عن تعقيدات نتيجة تحقيق".

وفي ذات السياق، أكدت مؤسسة "الضمير" الحقوقية، في بيان صدر عنها اليوم، أنه "منذ لحظة اعتقال العربيد، منعت قوات الاحتلال محاميه من زيارته والاطمئنان عليه".

وكشفت أنه "بالرغم من أن العربيد صرح يوم الخميس الماضي أمام القاضي العسكري أنه يشعر بالأم في صدره، ولا يستطيع البلع ويستمر في التقيؤ، بالإضافة الى وجود أثار واضحة للضرب خاصة على رقبته، إلا أن قوات الاحتلال تجاهلته ولم تنقله إلى المستشفى بشكل عاجل".

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، قد ناشدت المنظمات الدولية والحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجتمع الدولي، "التدخل لحماية الأسرى من القتل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي من خلال التعذيب والإهمال الطبي، داعية إلى إنقاذ حياة الأسير سامر العربيد".

عرب 48