رام الله الاخباري :
بحث رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم اليوم الأحد، في مكتبه برام الله، مع رئيس مجلس شركة كهرباء محافظة القدس ومديرها العام هشام العمري، تداعيات وخطورة بدء شركة الكهرباء الإسرائيلية إجراءاتها بقطع وتقنين التيار الكهربائي عن مناطق امتياز الشركة نتيجة لتراكمِ الديون المستحقة على الشركة، بسبب تخلف عددٍ من المشتركين عن تسديدِ فواتيرهم الشهرية، إضافةً إلى انتشارِ آفةِ سرقة التيار الكهربائي في بعض المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية.
وحضر اللقاء عضو مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس، خالد أبو عكر، ومحامي الشركة محمود قراعين، ومساعد المدير العام لشؤون التخطيط والتطوير الاستراتيجي في كهرباء القدس علي حمودة، ومساعد المدير العام للشؤون المالية فراس القواسمي.
واستهجن ملحم قيام شركة الكهرباء الإسرائيلية وبموافقة من حكومة الاحتلال بقطع التيار الكهربائي عن مناطق امتياز كهرباء القدس قائلاً "إن الحكومة بدأت باتصالات فورية مع كافة الجهات الدولية ومخاطبة ممثلي المجتمع الدولي حول قرار الكهرباء الإسرائيلية، وخطورة قطع التيار الكهربائي واتباع سياسة العقاب الجماعي على كافة قطاعات شعبنا سواء الملتزمين أو غير الملتزمين، خاصة أنه سيؤثر سلباً على مختلف المنشآت الحيوية في فلسطين، لا سيما القطاع الصحي والقطاع التعليمي والاقتصادي، وهذا يدلل أن هناك سياسة ممنهجة من قبل الحكومة الاسرائيلية للضغط على السيد الرئيس والحكومة الفلسطينية للقبول بالشروط التي تملى علينا من قبل الجانب الإسرائيلي".
وأضاف ملحم أن كهرباء إسرائيل مصرة على قطع التيار الكهربائي بشكل غير مسبوق، علماً أن وزارة المالية ساهمت خلال الشهرين الماضيين بتسديد مبلغ من الديون بقيمة 374 مليون شيكل، منها: 200 مليون شيكل عن الهيئات المحلية وشركات التوزيع في الضفة الغربية، و70 مليون شيكل فرق دفعات فواتير شهرية، و80 مليون شيكل مستحقة عن قطاع غزة
و24 مليون شيكل مستحقات لشركة كهرباء محافظة القدس. كما قامت شركة كهرباء محافظة القدس بتسديد 100 مليون شيكل من خلال حصولها على قرض بكفالة الحكومة الفلسطينية، مضيفا أن مجمل الديون المتبقية على شركة كهرباء محافظة القدس تقارب 700 مليون شيكل، بالإضافة إلى 636 مليون تم تجميدها حسب اتفاقية 2016.
وأكد ملحم أننا بصدد تفعيل قرار براءة الذمة وتفعيل قانون العقوبات وسرعة تطبيقه ضد سارقي التيار الكهربائي، إضافة إلى وضع قوانين رادعة بحق المتخلفين عن تسديد فواتيرهم الشهرية، وهذا بحاجة إلى ضمانات من قبل القضاء لمساعدة الشركة في تحصيل ديونها وخصوصاً من أصحاب المديونيات العالية".
وناشد ملحم شركات توزيع الكهرباء والهيئات المحلية الموزعة للكهرباء للعمل على تسوية مديونياتها للحيولة دون قطع التيار الكهربائي عن مناطق خدمتها، كما ناشد الأخوة المواطنين بالتعاون لمنع تفاقم الأزمة من خلال دفع فواتير الكهرباء بانتظام، ووقف التعديات على الشبكة، وترشيد استهلاك الطاقة.
وفي ذات السياق بحث ملحم مع رئيس المحكمة العليا رئيس مجلس القضاء الأعلى الانتقالي المستشار عيسى أبو شرار، بحضور هشام العمري بقطع الكهرباء عن مناطق امتياز كهرباء القدس، حيث بين المستشار أبو شرار خطورة القرار الإسرائيلي على شعبنا، مؤكداً في الوقت ذاته على اهمية التعاون ومتابعة كافة القضايا المتعلقة بقانون العقوبات، هذا إلى جانب تأهيل القضاة وتدريبهم على القوانين المتعلقة بذات الشأن، ومساعدة الشركة في الحصول على حقوقها، في ظل عدم قدرتنا على انتاج الطاقة بسبب المعيقات الاسرائيلية.
من جهته بين العمري أن هذه اللقاءات تأتي في إطار المحاولات لإيجاد حلول لأزمة الشركة مع الشركة الإسرائيلية للكهرباء، والضغط عليها للتراجع عن قرارها بقطع التيار الكهربائي، مضيفا أننا على تواصل دائم مع الحكومة الفلسطينية وسلطة الطاقة الفلسطينية لاطلاعهم أولا بأول على خلفية قرار كهرباء إسرائيل، حيث قامت الحكومة مشكورة بتشكيل خلية أزمة لمتابعة تداعيات الاجراء الاسرائيلي.
وطالب العمري خلال لقائه كلا من رئيس سلطة الطاقة والمجلس الأعلى بضرورة تفعيل قانون العقوبات وسرعة تطبيقه ضد سارقي التيار الكهربائي لحماية المشتركين الملتزمين الذين ليس لهم أي ذنب في قطع التيار الكهربائي، وذلك عبر البدء فورا باتخاذ اجراءات رادعة وسريعة بحق المتخلفين عن تسديد فواتيرهم الشهرية وسارقي التيار الكهربائي في كافة مناطق الامتياز لاسيما مناطق "ج" لوقف نزيف الخسائر الذي تتكبده الشركة والتي تقدر نسبتها بأكثر من 160 مليون شيكل سنوياً".
وجدد العمري اعتذاره من كافة المشتركين عن هذا الاجراء الخارج عن إرادة الشركة الذي تسعى من خلاله كهرباء إسرائيل تطبيقه على أبناء شعبنا، وبموافقة الحكومة الإسرائيلية التي تمارس العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني، مطالباً كافة المشتركين بضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء فترة الانقطاع.
وأضاف العمري "أن همنا الأول هو توفير خدمات الكهرباء للمواطن الفلسطيني وللمؤسسات في ظل هذه الأزمة، لا سيما المرافق الصحية والمستشفيات والطوارئ، ونسعى إلى تجنيبها أي انقطاعات في التيار الكهربائي مما قد يفضي إلى وضع خطير، في ظل بدء كهرباء إسرائيل تنفيذ تهديدها بقطع الكهرباء في بعض المدن والقرى والبلدات وفق البرنامج الذي تم نشره في وسائل الاعلام المختلفة، حيث من الممكن أن يطال القطع مراكز المدن والمناطق الحيوية التي تشهد ضغطاً كبيرا على الشبكات الكهربائية".
وأكد العمري أننا نمر في مرحلة خطيرة وحساسة جدا تستوجب وقوف الجميع الى جانب الشركة في أزمتها الحالية وتحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع القائم، مناشداً كافة مشتركينا في المدن والقرى والمخيمات في مناطق امتياز الشركة بتحمل المسؤولية لسداد ما عليهم من ديون لكهرباء القدس، مؤكدا أن أبواب الشركة مفتوحة للجميع لتصويب أوضاعهم ووقف كافة أشكال سرقة التيار الكهربائي من قبل بعض المشتركين هذا بالإضافة إلى ضرورة ترشيد استهلاك التيار الكهربائي.