رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
نشرت مجلة "نيتشر أسترونومي" المتخصصة في علم الفلك والفيزياء، أبحاث لعلماء الفضاء، أمس الأربعاء، حول رصد بخار ماء في الغلاف الجوي لكوكب يقع "في المنطقة الصالحة للعيش" من نجمه، وذلك للمرة الأولى في البحث عن مؤشّرات للحياة خارج المجموعة الشمسية.
ووفقا للمجلة، فإن المعلومات المتوفرة لا تزال حول هذا الكوكب البعيد الواقع خارج النظام الشمسي على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض قليلة جدا، لكن أبحاث العلماء بشأنه واعدة جدّا وتجعل منه "أفضل مرشّح" للبحث عن مؤشّرات للحياة في الكون.
ونقلت المجلة عن أنغيلوس تسياراس من جامعة كولدج لندن القيّم على هذه الدراسة قولها" إن "العثور على مياه في بيئة صالحة للعيش خارج الأرض شيّق جدّا، وهو يقرّبنا من الجواب على سؤال أساسي ألا وهو: هل الأرض فريدة من نوعها؟".
أما وكالة "فرانس برس"، فقد نقلت عن جوفانا تينيتي التي شاركت أيضا في هذه الدراسة إن "البيانات التي جمعها التلسكوب الفضائي هابل أظهرت لنا أن الكوكب يتمتّع بغلاف جوي وأن هذا الأخير فيه بخار ماء. وهما عنصران إيجابيان جدّا من عناصر القابلية للعيش".
وأوضحت أن الكوكب يقع في "المنطقة الصالحة للعيش" من نجمه، أي أنه لا جدّ قريب ولا جدّ بعيد من مصدر الحرارة هذا، بل في موقع مناسب من حيث درجة الحرارة لتشكّل مياه سائلة ولنموّ الحياة بالشكل الذي نعهده. وهي حرارة تساوي تقريبا تلك السائدة على الأرض.
يذكر أنه في العام 2015، اكتشف التلسكوب الفضائي الأميركي "كيبلر" هذا الكوكب الذي أطلق عليه اسم "كاي2-18بي" والذي يدور حول نجم صغير أحمر يحمل اسم
"كاي2-18" في كوكبة الأسد، على بعد 110 سنوات ضوئية عن المجموعة الشمسية، علما أن السنة الضوئية الواحدة توازي 9460 مليار كيلومتر.
وهذا الكوكب أكبر بمرتين من الأرض وأضخم منها بثماني مرات. ويرجّح أن يكون مؤلّفا من السيليكات (كما الأرض والمريخ والزهرة) والجليد.
وكانت فكرة العثور على كواكب صالحة للعيش وحتّى على مياه في غلافها الجوي قبل عقود مجرّد ضرب من الخيال. لكن الطريق لا يزال طويلا قبل معرفة إن كنّا وحيدين في هذا الكون.
ويعوّل علماء الفلك كثيرا على الجيل الجديد من التلسكوبات، مثل "تيس" للناسا و"جيمس ويب سبايس تلسكوب"، لمساعدتهم على حلّ هذا اللغز.
ولا تزال مغامرة "كاي2-18بي" في بداياتها ولا يزال ينبغي تحديد كمية بخار الماء المتواجد في الغلاف الجوي والبحث عن آثار للأكسجين والأوزون والكيمياء الحيوية.
مونت كارلو