رام الله الاخباري :
أقامت جمعية الاخوة الفلسطينية التونسية، اليوم الخميس، حفل تأبين للرئيس التونسي الراحل محمد الباجي قايد السبسي، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلطسين.
وقال قاضي القضاة محمود الهباش، ممثلا للرئيس محمود عباس: "عندما نقف في حضرة العظماء أو نتحدث عنهم وباسمهم نقف في قمة الخشوع والتقدير والاحترام،
فكيف ونحن نتحدث عن رجل أعطى بلده عمره كله وقاد سفينتها في مرحلة تلاطمت فيها الأمواج، واستطاع بحكمة القائد وانتمائه الوطني الصادق أن يثبت مسارها في عباب هذا البحر المتلاطم".
وقال إن السبسي أعطى تونس وفلسطين الكثير من عقله وقلبه ووجدانه، وحين نقف اليوم في مقر الرئاسة الفلسطينية وباسم رئيس دولة فلسطين لنعبر عن مشاعرنا ووجدانا ووفائنا للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي فإنما نعبر عن وفائنا لتونس التي عندما تذكر يخفق القلب الفلسطيني بطريقة مختلفة، فتونس وطنية صادقة أعطت فلسطين بلا حدود وبلا أجندات.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الرئيس الفخري لجمعية الاخوة الفلسطينية التونسية أحمد مجدلاني، "نلتقي اليوم بعد مرور 40 يوميا على رحيل قائد عربي وطني وديمقراطي هو الرئيس الراحل للجمهورية التونسية".
وأعلن أنه بتوجيهات من الرئيس محمود عباس للحكومة باجتماعها الأخير اتخذت قرارا بتخصيص ميدان باسم الرئيس محمد الباجي قايد السبسي، وسيقوم الرئيس عباس بافتتاح هذا الميدان.
وقال إن علاقة الشعب الفلسطيني بنظيره التونسي هي علاقة اخوة، وإقامة التأبين في مقر رئاسة دولة فلسطين أبلغ رسالة على الوفاء الذي يكنه الشعب الفلسطيني للشعب التونسي.
وأكد أن شعبنا لن ينسى يوما الاحتضان التونسي لمنظمة التحرير في الوقت الذي ضاقت به الأرض، وشعبنا الفلسطيني لن ينسى هذا الاحتضان، والعلاقة التاريخية يجب أن تؤرخ.
وأضاف ان الرئيس السبسي هو من رعيل الاستقلال، وعمل مع الرئيس المؤسس لتونس الحبيب بورقيبة الذي قاد تونس الحديثة التي تميزت بالانفتاح الفكري والسياسي وعلاقتها مع البلدان العربية الشقيقة.
وأوضح أن الرئيس التونسي رحل، لكن الأهم عندما كان يجري التحضير للانتخابات تم الحرص على عكس مفهوم الديمقراطية وانتقال وتداول السلطة.
من جانبه، قال السفير التونسي لدى فلسطين الحبيب بن فرح: "نقدم أسمى عبارات الشكر لجمعية الأخوة الفلسطينية التونسية وكل المشرفين على هذه المبادرة المقدرة من
قبل دولة تونس"، مضيفا ان الرئيس السبسي سيبقى خالدا في عقول وقلوب شعبه، فهو رجل بحجم وطن وأحد أهم رجال الجمهورية الثانية الذين ساهموا بصون المسار الديمقراطي في تونس وحماية أمن واستقرار البلاد.
وأوضح أن قدر تونس الفخر برئيسها الراحل، فهو رجل دولة بامتياز، لبى نداء الواجب الوطني في ظرف دقيق كانت فيه تونس مهددة باستقرارها وأمنها، ليحمي التجربة وينظم انتخابات حرة وشفافة في تونس، وكان الفقيد حريصا على تقديم صورة تونس في ثوب دولة المؤسسات، وهي تواصل التقدم في مسيرتها الديمقراطية لإجراء انتخابات في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وأضاف ان الرئيس الراحل ظل وفيا للقضية الفلسطينية حتى رحيله، مؤكدا أن مناصرة القضية الفلسطينية ستظل في جوهر اهتمام تونس وأحد أهم ثوابت سياستها الخارجية.