الأسير حسن سلامة يرثي الشهيد "السايح " بكلمات مؤثرة

حسن سلامة والشهيد بسام السايح

رام الله الاخباري : 

كتب الأسير حسن سلامة المعتقل منذ عام 1996، والمحكوم عليه بالسجن 48 مؤبداً، رسالة يرثي فيها الأسير الشهيد بسام السايح.

ويستهل سلامة رسالته متسائلًا: "الشهيد بسام: أم الشهيد رقم 221؟" في إشارة إلى الألم الذي يختلج الأسرى عندما يحملون أرقام ويصبحون فيما بعد في عداد الكثيرين مجرد أرقاما.

وقال: " الأسير بسام انتقل إلى رحمته تعالى فأصبح الشهيد رقم 221؛ وأمس وقبل أمس وبعد وقبل الأسير رقم ... ومن ثم الشهيد رقم .. هكذا أفضل لرفع الحرج عن الجميع، كان رقما ومات رقما".

وأضاف: "هل ستقوم الدنيا وتقعد وتغلي الأرض وتزبد وتبرق السماء وترعد !! حاشى وكلا ولا وأبدا ومستحيل وغير ممكن. فما أنتم إلا أرقاما في عالمكم هناك حيث يسجنونكم بعيدا عن كوكب الأرض الذي نسكنه نحن الثوار والقادة الكبار حيث القيمة والقامة فإن مات أحدنا قلبنا عاليها واطيها".

وتابع في لهجة ملؤها القهر، قائلًا: "أما أنتم تموتون في سجنكم لا نسمع ولا نبصر ليس لكم عندنا إلا بيان التعزية وهو مكتوب بنسخ كثيرة ونتلوه على حسب ما يناسبنا أوراق تطير وأقوال تثور. هذه الدنيا وهذه تقسيماتها فلترضوا بقسمتكم وحياتكم ولا تنظروا لنا فالفروق بيننا كثيرة"، مشيرًا إلى أنها "الحقيقة"..

وتحدث مخاطبًا كل مَن له آذان تصغى: "واسمحوا لنا الآن فعندنا حفلة كبيرة سنقيمها على شرف تخريج وحدة نخبة من أجل تحرير الوطن السليب فهذا همنا وحوله اهتمامنا ونتمنى ألا يطول ذلك ويكون التحرير قريبا حتى نصل لكم ونبحث عنكم ونحرر من تبقى من الأرقام عندكم حتى نعيد لهم قيمتهم وقامتهم بعد أن نأتي بهم إلى عالمنا".

وأردف سلامة في رسالته موجهًا كلامه إلى الشهيد السايح: "آه يا بسام كم كنت رائعا وأنت رغم مرضك ووجعك ما فارقتك الابتسامة، كنت أتحدثُ معك عندما التقينا في سجن جلبوع وأنظر إليك وأسأل نفسي وأنا بالكاد أسمعك أي رجل أنت بهذه الروح الوثابة والتي رغم انحباسها في جسدك الذي أنهكه المرض ما ضعفت ولا لانت".

وذكر حديثًا كان يدور بينهما قائلا: " كنتَ تحدثني عن أحلامك بالخروج ويقينك بذلك وشوقك لأن تشارك المقاومين، قلت لك يومها: بماذا ضاحكا؛ قلت: أتفقد مرابض الصواريخ حتى أضغط على زر الإطلاق بالخطأ، وكان حينها الحديث عن الصواريخ التي تنطلق بالخطأ".

وتابع في حديثه للسايح: "تحدثنا عن الماضي الجميل وكلٌ منا يجد في الآخر ماضيه وذكرياته التي عاشها في تلك الأيام، أحببتكَ من كل قلبي وتمنيت لك الخروج والانعتاق من القيد وكنتَ متفائلا أن الفرج قريب وهذا ما كان فقد حررك موتك من المرض ومن السجن ومن أشياء أخرى".

وأضاف: "ذهبتَ حراً بالموت وقد طال انتظارك وتركتنا نتجرع الحسرة والألم ونبكي لأنك سبقتنا ولكن عزاؤنا أنك الآن حر وروحك الآن في حواصل طير خضر تطير في جنان الرحمن".

وهنأه على حرية الموت والشهادة بقوله: "اهنأ سالما فهنيئا لك الحرية فأنت قد استحققتها بجدارة ونال الموت شرف تحريرك وهذه والله كرامة لك فلا فضلٌ لأحد عليك فالله وحده صاحب الفضل والمنة، فاليوم يستقبلك إخوانك الشهداء برفقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مشهد لا نظير له واحتفال لا تستطيعه دنياهم ولا تقدر عليه".

واختتم سلامة رسالته بدعواه للسايح: "رحمك الله كنت تتمنى الشهادة وكنت صادقا فصدقك الله ونحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا".