رام الله الإخباري
رام الله الاخباري :
يُكرس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كافة الجهود على لجم "مشروع دقة الصواريخ" لدى حزب الله إلى أن يتم القضاء عليه.
واتضح ذلك بعد أن أعطى تعليماته للجيش الاسرائيلي بإيلاء الأهمية في المشروع إلى المكان الثاني؛ ليكون الأول بعد البرنامج النووي الإيراني مباشرة.
وقال ضابط اسرائيلي لـ "المونيتور" مهددًا أمين حزب الله، حسن نصر الله، أن على الأخير معرفة أن إسرائيل ستفعل كل شيء من أجل منعه من تحسين دقة الصواريخ والقذائف الصاروخية التي بحوزته.
وأشار في حديثه بالقول أن: " التموضع الإيراني في سورية تراجع الآن إلى المكان الثاني، وقد تلقوا ضربات شديدة وبات هذا تهديد ثانوي من حيث أهميته".
من جهته، أكد المحلل السياسي الاسرائيلي "بن كسبيت" أنه يظهر جليّا من تلميحات اسرائيل استعدادها لشنّ حرب لِلجم مشروع الصواريخ الذي يشمل عشرات الآلاف من الصواريخ الدقيقة" معقبًا: "ذلك كونه يهدد بتحويل حزب الله إلى تنظيم قادر على شلّ إسرائيل عسكريا واقتصاديًا".
وأردف مقتبسًا قول عن مسؤول سياسي إسرائيلي قال فيه إن نصر الله يفهم استعدادات اسرائيل للحرب، ونفي أن تكون الحرب ملائمة لحزب الله الآن.
"حرب وقائية أم هجوم مضاد استباقي"
في السياق، رأي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، أن هناك قضيتين مهمتين على الكابينت أن يتخذ قرارًا بشأنهما، وألا يتوقف على بحثهم فقط.
وذكر أن القضيتين هما، أولًا السؤال مَن هو العدو؟، مشيرًا في حديثه إلى حزب الله أو إيران التي تدعمه، وقال: "هكذا فعلنا في العام 2006، وما زلنا نعمل حتى اليوم. ولهذا، تبذل الدبلوماسية الإسرائيلية جهدا من أجل إقناع المزيد من الدول للإعلان عن حزب الله كتنظيم إرهابي".
وتابع في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، أنه من الأصح التأكيد على أن دولة لبنان هي العدو، ويُمكن اتخاذ قرار بهذا الاتجاه أو ذاك، لكن هذا الموضوع يستوجب قرارا إستراتيجيا واضحا يملي الخطوات العسكرية وكذلك النشاط السياسي".
وأضاف أن "النشاط السياسي ليس نشاطا إعلاميا، وإنما إقناع حكومة الولايات المتحدة بأن توضح للحكومة اللبنانية أنه إذا لم يتوقف مشروع تحسين دقة الصواريخ، فإن الولايات المتحدة ستمارس عقوبات اقتصادية ضدّ لبنان".
أما القضية الثانية، وفق آيلاند، هي مدى إمكانية مبادرة اسرائيل الآن للقيام بحرب وقائية في لبنان، مشيرًا إلى أنّ هناك فرق بين العمليتين فالأولى من وجهة نظره هي هجوم مضاد اتسباقي والثانية حرب وقائية.
"حسم في الشمال أولا"
من ناحية أخرى، دعم رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس غلبواع، في صحيفة "معاريف"، رأي آيلاند الأخير، وقال: "على إسرائيل تقديم المواجهة مع حزب الله، بسبب مشروع تحسين دقة الصواريخ، على المواجهة مع حماس في قطاع غزة".
وبهذا تجتمع الآراء السياسية والعسكرية في اسرائيل على ضرورة شن حرب في الشمال وليس في الجنوب، متذرعين بأن الضرورة الأمنية العليا تقتضي منع تزايد قوة حزب الله.
عرب 48