نصب تذكاري لـ"الهولوكوست" في المغرب

999

رام الله الإخباري:

في أوّل تجربة لها في شمال إفريقيا، تستعدُّ المنظّمة الألمانية "بيكسل هيلبر" لبناء أكبر نصب تذكاري للهولوكوست في مكان يقع على بعد 26 كيلومترا من مراكش، كما تدأبُ على "تأسيس مركز تعليمي في جنوب المغرب لتدريس أهوال المحرقة"، وفقاً لما نقلته الصّحيفة الإسرائيلية جيروزاليم بوست.

وبدأت أعمال البناء في ورش أول نصب تذكاري للمحرقة في شمال إفريقيا في 17 يوليوز الماضي، في مكان يقع على بعد 26 كيلومترا من مراكش، في اتجاه مدينة ورززات.

وأكّد مؤسّس ورئيس المنظمة الألمانية، أوليفي بينكوفسكي، لصحيفة جيروزاليم بوست، على أنّ "النصب التذكاري الآخر الوحيد للهولوكوست في القارة الإفريقية موجود في جنوب إفريقيا".

وقال بينكوفسكي، باعتباره مؤسّس المنظمة الألمانية، التي تهدفُ إلى تعزيز حقوق الإنسان وتحارب ضد العنصرية في جميع أنحاء العالم، إنّ النّصب التذكاري موجودٌ على الطريق المؤدية إلى استوديوهات ورزازات السّينمائية، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح.

وفي تصريح نقلته الصّحيفة الإسرائيلية، زاد مؤسّس المنظمة الألمانية: "بصفتي ألمانيا ذا جذور بولندية وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع، حتى أظهر للعالم ما قد يفعله الناس بالآخرين إذا خضعوا لمنطق الدكتاتورية، مثل ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر".

وقال بينكوفسكي إن النصب التذكاري سيتكون من أكثر من 10 آلاف قطعة حجرية لتقريب الزوار من أهوال المحرقة، وأضاف: "سنضع كل بلد في العالم على صخرة حجرية على مسافة من مراكش"، وزاد أن المنظمة "تأمل أن يكون نصبنا التذكاري الأكبر في العالم".

وأوضح رئيس المنظمة الألمانية أنّه "سيتمُّ عرض مقاطع "الفيديو" والعروض المسرحية الحية، حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة"، مبرزاً في هذا الصّدد أن "الثقافة والتبادل التاريخي أفضل البذور لزرع المحبة والتسامح بين البشر".

وكشف بينكوفسكي أنّ النّصب التذكاري سيضم ممثلين وغرفًا "لإظهار جميع جوانب الحياة في معسكر الاعتقال"، وزاد: "نعتقد أن الجيل الأصغر سناً يمكنه فهم المحرقة بشكل أفضل إذا رأى أنها حية"، مضيفاً في تصريحات متطابقة أنّ "من المهم أن يتعلّم الناس حجم المعاناة التي مرّ منها المعتقلون في المعسكرات ومحاجز الاعتقال؛ وإذا كانوا لا يرون بأعينهم ما حدث في المحرقة فلن يتمكنوا من التخيل"، وتابع: "من المهم ... أن نظهر لأطفال المدارس وجميع الناس ما حدث، وأن نوضح أنه لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى".

وأضاف بينكوفسكي: "من الأهمية بمكان عرض مقاطع الفيديو والصوت والأشكال المسرحية الحية حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة. ونأمل أن يدفع هذا النصب التذكاري للمحرقة إلى تعزيز أواصر الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود".

وبحسب خبر عممته مصالح وزارة الداخلية، أمس الاثنين، فإن الأنباء المتداولة بخصوص إقامة نصب تذكاري، على شكل لوحات فنية بجماعة فاسكا بإقليم الحوز، “لا أساس لها من الصحة”.

وأوضح المصدر أن المصالح المختصة ببلدة "آيت فاسكا"، لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل، والذي يتطلب إقامته الخضوع للمساطير القانونية، ويستلزم الحصول على التراخيص الإدارية الجاري بها العمل.

وأضاف أوليفير بينكوفسكي في تصريحه لـ "آي 24 نيوز"، في معرض جوابه عن سؤال حول أهمية بناء هذا النصب التذكاري، في هذه القرية الجنوبية، علما أن اليهود المغاربة كانوا يعيشون في مأمن عن الحدث المأساوي، قال:" أدير مشروع النصب التذكاري، عن منظمة غير حكومية ألمانية تعمل في هذا المشروع منذ سبتمبر/ايلول 2018. حيث قمنا بنشر الصور للمشروع على موقعها الإلكتروني. ومشروع آيت فاسكا، الذي ينبغي أن يكون أول ذكرى للمحرقة في شمال إفريقيا، يهدف إلى تكريم الأشخاص الذين قضوا في المحرقة والانتهاكات"، وأضاف بينكوفسكي: "من الأهمية بمكان عرض مقاطع الفيديو والصوت والأشكال المسرحية الحية حتى يفهم الناس وحشية المحرقة. ونأمل أن يدفع هذا النصب التذكاري للمحرقة إلى تعزيز أواصر الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود".

واثار اهتمام "آي 24 نيوز" ضمن المشروع وجود " كثل ملونة بألوان قوس قزح" ولذلك سألنا أوليفير بينكوفسكي: لماذا وجود هذا الجزء في النصب التذكاري وماهي رمزيته؟، وكان جواب أوليفير:" صحيح يضمن جزء من هذا النصب التذكاري كتل ملونة بألوان قوس قزح، والهدف هو تكريم اليهود المثليين الذين قتلوا في معسكرات الاعتقال الأوروبية على يد النازيين"، ثم استطرد قائلا "يجب التأكيد على أن المغرب لا يزال أحد البلدان التي تدين الشذوذ الجنسي، حيث تنص المادة 489 من قانون العقوبات على تجريمها، بل وتنص على عقوبات تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات وغرامة تتراوح بين 120 و1200 درهم ضد ما يعتبره "أفعالا فادحة أو غير طبيعية"، بين الأفراد "من نفس الجنس".

بالنسبة لجزء قوس قزح أوضح أوليفر بينكوفسكي لـ i24news أنه سيتم "إتمامه خلال عيد الأنوار اليهودي "الحانوكا" حيث يصادف عطلة يهودية تبدأ في 22 ديسمبر/ايلول "من المهم أن يكون هناك نصب تذكاري" لهذا الحدث المحزن في شمال إفريقيا والمغرب على وجه الخصوص لمساعدة الناس على "تخيل الفظائع المرتكبة ضد اليهود" والتأكيد على أن مشروعه تضمن أيضًا "جانبًا تعليميا"، لأنه "يمكن للناس الحضور لزيارة غرف ومعارض وأماكن أخرى تحت عنوان" التي تصور "قسوة معسكرات الاعتقال".

وكشف بينكوفسكي أن النصب التذكاري سيضم ممثلين وغرفا "لإظهار جميع جوانب الحياة في معسكرات الاعتقال"، وتابع: "نعتقد أن الجيل الأصغر سنا يمكنه فهم المحرقة بشكل أفضل إذا رأى أنها حية"، مضيفا أنه "من المهم أن يتعلّم الناس حجم المعاناة التي مرّ منها المعتقلون في المعسكرات ومحاجز الاعتقال؛ وإذا كانوا لا يرون بأعينهم ما حدث في المحرقة فلن يتمكنوا من التخيل"، وتابع: "من المهم، أن نظهر لأطفال المدارس وجميع الناس ما حدث، وأن نوضح أنه لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى".

وحول هذا الموضوع، صرح رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان لـ "آي 24 نيوز"، نحن ندين كل الانتهاكات والمحارق التي خلفتها الحروب، والتي تسببت في قتل الأرواح البشرية بدون حق من مختلف الجنسيات والديانات"، وأضاف ويحمان" إن تشييد نصب تذكاري لمحرقة الهولوكوست بمراكش يدخل في سياق الاختراق الصهيوني للمغرب، ونحن ندين هذا الاختراق الصهيوني الذي بلغ مستويات مختلفة حسب الكم والكيف، وهي مستويات غير مسبوقة بالمغرب".

وتابع ويحمان، " أن الحرب العالمية الثانية خلفت عشرات الملايين من الضحايا من مختلف الجنسيات، ونتساءل لماذا التركيز فقط على الضحايا اليهود، أعتقد أن الأمر واضح جدا، وهو خدمة للأطروحة الصهيونية، دون غيرها، وهذا ما نناهضه، ونحن ندين ما جرى لليهود إبان الحرب العالمية الثانية، كما ندين ما جرى لغير اليهود بسبب هذه الحرب".

وكانت أصوات مناهضي التطبيع مع إسرائيل بالمغرب، تعالت لتطالب الحكومة بالتوضيح، بعد نشر صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، خبرا يفيد بأن منظمة “بيكسل هيلبر” الألمانية، تتعتزم إنشاء ما أسمته “أهوال المحرقة”، عبر بناء نصب تذكاري ومعارض، على بعد حوالي 26 كم جنوب شرق مراكش، ليكون الأول من نوعه في شمال إفريقيا.

ودعا عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الحكومة إلى توضيح الأمر، وتساءل مستنكرا عن “علاقة المغرب بالهولوكوست حتى يتم بناء أكبر نصب له في العالم”. وكتب هناوي بصفحته بالفايسبوك، “هل أصبح المغرب ماخورا للصّهاينة والدعاية الصهيونية إلى هذا الحد”.

ومن المنتظر أن يضم النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست أرشيفا كبيرا عن هذه القضية يوثق لأسماء اليهود الذين تم قتلهم في معسكرات الاعتقال النازية، بالإضافة إلى عروض متطورة لمحاكاة مشاهد توثق للحدث لوضع الزوار أمام صورة الاضطهاد الذي تعرضت له الأقليات اليهودية في ألمانيا النازية.

واثار بناء النصب التذكاري، الكثير من الجدل بين الحقوقيين والمناهضين للتطبيع مع إسرائيل. وحسب التقارير ذاتها، فإن هذا النصب التذكاري للهولوكوست في مراكش سيكون هو الأكبر في العالم، إذ سيضاعف خمس مرات النصب التذكاري للهولوكوست في برلين، وسيتم في عرض 10.000 شاهدة حجرية تحيط بمركز معلومات لإعلام الزوار عن الهولوكوست.