تقديرات إسرائيلية: نتنياهو لا يريد حربا مع غزة قبل الانتخابات

170c1d2886bc536994071352c932fc63

أفادت تقديرات عسكرية إسرائيلية اليوم الأحد، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مستعد لدفع كل ثمن مقابل عدم اندلاع أي حرب في قطاع غزة، وذلك عشية انتخابات " الكنيست " المقررة في شهر سبتمبر المقبل.

وأشار الخبير العسكري أمير أورن في تقريره مطول، إلى أن نتنياهو لا يعرف كم ستستمر هذه الحرب، وماذا سيكون ثمنها من دماء الإسرائيليين، وكيف سيظهر أمام جمهور الناخبين.

ولفت أورن إلى وعده لهم قبل عقد من الآن بأنه "سيقضي على حماس مرة واحدة وإلى الأبد"، منوهاً إلى أن "المعطيات الميدانية والعملياتية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة تهدد بالقضاء على أحلام قائده الجنرال أفيف كوخافي، الذي يمضي هذه الأيام قرابة ستة أشهر في موقعه الأعلى في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية".

وقال: إن "اسم مدينة خانيونس الواقعة جنوب قطاع غزة أصبح الأكثر تداولا لدى كوخافي خلال مشاوراته في قيادة الجيش والاستخبارات، باعتباره رمزا على إخفاقه وفشله"، مشدداً على أنه "ليس هناك من منطقة في قطاع غزة أو لبنان دار الحديث حولها في المستويات العسكرية الأعلى في الجيش الإسرائيلي أكثر من خانيونس، نظراً لأن الإخفاق الذي مني به الجيش وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز الأمن العام "الشاباك" كان كفيلاً باندلاع حرب واسعة لا يريدها كوخافي، على الأقل حالياً".

وأوضح أن "الهدف المركزي الذي يحرك قيادة الجيش الإسرائيلي اليوم هو منع اندلاع الحرب القادمة، أو على الأقل إرجاء اندلاعها، ولذلك يخوض الجيش بعض العمليات العسكرية العنيفة التي تسبق وقوع الحرب، من خلال اتباع ما تسمى استراتيجية جز العشب، وهو مصطلح دخل إلى قاموس الجيش الإسرائيلي في منتصف العقد السابق".

وبيّن أن "سياسة جز العشب التي يتبعها الجيش اليوم، سواء من قبل قائده السابق غادي آيزنكوت وقائده الحالي أفيف كوخافي، تعني أن تدخل قوات مقلصة من الجيش أو القوات الخاصة إلى مخيمات اللاجئين أو القرى أو المدن الفلسطينية تنفذ عمليات خاطفة للمس بالمسلحين، دون الاقتراب من قتل أو اغتيال أو تصفية رأس كبير، بحيث لا يؤدي إلى اندلاع مواجهة واسعة غير مرغوبة".

وأكد على أن "الجيش يكون على أهبة الاستعداد، بمساعدة من جهاز الشاباك للدخول في المناطق الفلسطينية بين حين وآخر، كلما نما العشب أكثر من اللازم، فيدخل للقيام بجزه، وإعادته إلى حجمه الطبيعي، تحضيرا لعملية أخرى قادمة".

وأضاف قائلاً: إن "مثل هذه الاستراتيجية يتبعها الموساد خارج حدود إسرائيل، فيما يتعلق بالمحور الإيراني وحزب الله، لكن الفرق أن آلة جز العشب الخارجية لها جهاز كاتم صوت لا يحدث ضجيجا، كما هو الحال داخل المناطق الفلسطينية، رغم أننا أحيانا نضطر لاستخدام كاتم الصوت مع حماس حين اعتذرت إسرائيل مؤخرا عن قتل أحد كوادرها العسكريين".

وتابع: أنه "رغم أن إسرائيل أرسلت لحماس توضيحا عبر القنوات الرسمية، لكن الحركة طلبت توضيحا أشبه ما يكون باعتذار علني لتهدئة الأجواء في غزة، التي كانت تطالب بالانتقام، والقول إن القتل لم يكن متعمداً".