الشعبية تدعو لاستكمال قرار الرئيس بالانسحاب من اتفاقيات أوسلو

ee1af26b1edd58c2ca5199e555ee8513

علّق عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر، على قرار الرئيس محمود عباس بوقف التعامل مع الاتفاقيات، قائلاً: "إنه خطوة يجب أن تستكمل بخطوات عملية تبدأ بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة".

وطالب مزهر خلال مقابلة مع قناة "الميادين"، الرئيس عباس بالمبادرة بشكل عاجل بدعوة الإطار القيادي المؤقت أو لجنة تفعيل المنظمة أو عقد اجتماع قيادي فلسطيني وطني يشارك به الأمناء العامون للفصائل يلتئم في غزة أو القاهرة من أجل رسم إستراتيجية مواجهة لهذا العدو.

وأضاف: "نحن أمام فرصة تاريخية لنستعيد زمام المبادرة في مواجهة المخططات الأمريكية والاسرائيلية، ومحاولات تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، لذلك يجب ألا نكتفي بقرار الرئيس، صحيح هناك ترحيب واسع من كل الفصائل حول هذا القرار، لكن إذا ظل معلقاً بالهواء دون خطوات عملية وترجمات جدية وحقيقية لن يُكتب لها النجاح وستبقى كما القرارات السابقة دون أي تنفيذ".

ودعا مزهر، إلى ضرورة استكمال هذا القرار بالانسحاب الكامل من اتفاقيات أوسلو والتزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية التي كبلت الشعب الفلسطيني، وشكّلت ربحاً صافياً وواضحاً للعدو الاسرائيلي.

وأكد مزهر على أن مفتاح الحل عند الرئيس بدعوة الأمناء العامين لاجتماع عاجل للاتفاق على كل القضايا المطروحة وصوغ الإستراتيجية الوطنية، بما في ذلك بناء المنظمة وعقد مجلس وطني توحيدي جديد وفقاً للتمثيل النسبي الكامل ويشارك به الكل، وتشكيل حكومة تتحمّل مسئولياتها في غزة والضفة والقدس.

وحول الخلاف مع السلطة بشأن مكان عقد اجتماع الإطار القيادي، شدد مزهر على ضرورة ألا يكون المكان عائق أمام عقد هذا الاجتماع الهام في هذه اللحظة التاريخية الحساسة.

وتابع: "يمكن أن يُعقد في غزة وأن يأتي الرئيس إلى غزة، وكذلك الأمناء العامون، في إطار توافقٍ وطنيّ وعبر أجندة ورؤية واتفاق فلسطيني، ولكن إذا تعذر ذلك يمكن أن يُعقد في القاهرة أو بيروت".

وحول الموقف من إلغاء اتفاقيات أوسلو، شدد مزهر أن هذا أمر غاية في الأهمية، وهو تطبيق فعلي لقرارات الإجماع الوطني بإلغاء هذه الاتفاقيات سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني.

ولفت إلى أن موضوع حل السلطة يمكن أن يعرض في جلسات الحوار الفلسطيني الاستراتيجي في إطار إجراء مراجعة سياسية لكل مسار العملية السلمية والتفاوض مع الاحتلال، وكل السياسات والاتفاق على رؤية وإستراتيجية وطنية.

وقال مزهر: " الاحتلال أراد وظيفة معينة لهذه السلطة تحُصر في الجانب الأمني لحفظ أمن هذا العدو، فالمطلوب هو تغيير وظائف هذه السلطة، حتى تقوم على حماية الوطن والمواطن، ومواجهة السياسات العنصرية والفاشية للاحتلال، وتعزيز صمود شعبنا وتوفير مقومات الحياة الكريمة له".

وأردف قائلاً: إنه "لا خيار أمام شعبنا إلا بالتخلي عن هذه الاتفاقيات البائسة التي مكنّت العدو الاسرائيلي من فرض وقائع على الأرض وممارسة التطهير العرقي، وإخراج مدينة القدس خارج الصراع عبر سياسات التهويد، ومحاولات نتنياهو لضم المستوطنات وضم أغلبية الأراضي الفلسطينية في الضفة والإبقاء على حكم إداري ذاتي".

وحول عودة الجبهة للمنظمة، أوضح مزهر أن الجبهة لم تغادر المنظمة فهي موجودة فيها، إلا أنها غادرت المؤسسات التي جرى فيها محاولات للاستئثار والتفرد بالقرار الوطني مثل خطوة إجراء مجلس وطني خارج الإجماع الوطني، مشدداً نحن أمام فرصة حقيقية لتعود الجبهة والديمقراطية وحماس والجهاد وجميع الفصائل في إطار حوار وإستراتيجية يشارك بها الجميع.

وثمن مزهر تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني التي أكد فيها على أهمية وقف التنسيق الأمني كسلاح في وجه الاحتلال، وعلى حق اللاجئ الفلسطيني على نيل حقوقه في لبنان، مؤكداً أن هذه مواقف وطنية عروبية تقف دائما إلى جانب شعبنا والمقاومة، وتؤكد أن الحزب في خندق مقاومة ومواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي.

وأكمل: " فعلاً استمرار التنسيق الأمني هو ورقة رابحة بيد الاحتلال، يستثمرها لمواصلة عمليات نهب الأرض وفرض الوقائع على الأرض واعتقال المناضلين والمقاومين، ولذلك فإن وقف هذا التنسيق هو سلاح فعال ما يستوجب من السلطة وقفه بشكل عاجل وفوري، وإطلاق العنان لقوى المقاومة لرفع كلفة الاحتلال وتحويله إلى مشروع خاسر".

وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، أشاد مزهر بالطوفان الجماهيري الفلسطيني الذي خرج في مخيمات لبنان، تأكيداً على التمسك بالعودة إلى الديار التي هجُر منها وأن هذا الحق غير قابل للمساومة، وتأكيداً أيضاً على حقوقه المكتسبة، داعياً السلطات اللبنانية ووزير العمل اللبناني إلى التراجع عن القرارات والإجراءات حتى يستطيع اللاجئ الفلسطيني أن يعيش ويعمل بكرامة.

وحول الموقف الأمريكي المعادي للحقوق الفلسطيني في الأمم المتحدة والموقف المتخاذل لبعض الأنظمة العربية، أكد مزهر أن هذا استمرار للبلطجة الأمريكية المتواصلة ضد المنطقة بأكملها، وهناك مؤامرة كبيرة رأس حربتها هذه الإدارة والعدو الصهيوني وبعض الأنظمة العربية الرجعية تستهدف القضية الفلسطينية".

وفي ذات السياق، تابع مزهر: "طالما أن هناك إجماع فلسطيني لرفض صفقة القرن والمؤامرة، وطالما أن هناك مقاومة ومحور مقاومة يقف في خندق المواجهة ضد محاولات تدمير المنطقة العربية ونهب خيراتها فلن تحقق الإدارة الأمريكية أهدافها في المنطقة".