نشر موقع "واللا" العبري، اليوم الجمعة، تقريرا تطرق خلاله لسيناريو وشكل المواجهة المقبلة في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.
وذكر التقرير أن الفرقة (162) في الجيش الإسرائيلي أجرت تدريبات تحاكي سيناريوهات المعركة القادمة مع قطاع غزة، على خلفية التحديات والوضع القائم في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي "أفيف كوخافي" طلب زيادة الدقة واستخلاص العبر من حرب غزة 2014، قائلاً: "نحن نريد أن نتأكد أن صاروخ الجيش يصيب البناية، في الوقت الذي يتواجد داخله مقاتلي حماس، وليس عندما يكون المنزل فارغاً".
حاكت التدريبات التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، حرباً في الجبهة الجنوبية مختلفة تماما عن حرب غزة 2014، تشمل مناورة على الأرض ستصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية في المرة القادمة.
وقال المحلل العسكري أمير بخبوط، إن رئيس الأركان الفريق أفيف كوخافي، وضع ثلاثة أهداف أساسية لأي حرب قادمة وهي: قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، مع التركيز على قوات النخبة لحركة حماس، في وقت قصير، لم يعهده الجيش الإسرائيلي من قبل. وتنفيذ عمليات تدمير عظيم للقواعد العسكرية، ومن أجل توسيع مجال الضرب الجوي، (من الأرض والبحر) طلب كوخافي دقة في القصف، وأن تقوم قوات الجيش الاسرائيلي بالمفاجئة والدقة بضرب الأهداف.
ووفق المحلل العسكري، فإن حماس قد وضعت أمام الجيش الاسرائيلي تحديين إثنين مهمين، الأول: هو التحرك، تماماً مثل حزب الله (مثلما يمكن رؤيته بالحرب بسوريا) حماس تبذل جهودا لتحريك كافة منظوماتها لمنع تدميرها بالحركة السريعة، التي تذكرنا بطرق حرب العصابات، وتعتبر تحديا كبيرا أمام الاستخبارات، والقدرات النارية، مطلوب منها أن تكون دقيقة.
أما التحدي الثاني الذي وضعته حماس أمام الجيش الإسرائيلي هو: العالم التحت أرضي، القصد هو ليس بالضرورة تلك الأنفاق التي تخترق الجدار العازل تجاه إسرائيل – فلذلك وضع الجيش حلولا هندسية وتكنولوجية متقدمة، وقادرة على احباط نشاطات الذراع الاستراتيجي لحماس – لكن القصد هو للأنفاق بعمق المناطق الفلسطينية، والتي وضعت لتحرك الخلايا من مكان إلى آخر، واخفاء العبوات ذات القدرة التفجيرية العالية، ومنصات إطلاق الصواريخ، والتي تستخدم كذلك كغرف للقادة والعمليات وغيرها.
ونقل موقع "والا" عن ضباط كبار في القرقة 162 قالوهم خلال التدريب: "إن "الخطة الخلاقة للجيش التي وضعت للحرب المحتملة القادمة في قطاع غزة ستؤدي لتحقيق انجازات عسكرية كبيرة لإسرائيل".
وبيّن قائد فرقة "أعقاب الفولاذ" (401) العقيد "دودو سونجو"، والتي تشمل فصائل مدرعات، وكتيبة من لواء جفعاتي، وكتيبة من لواء الناحل، وقوات من الهندسة، وقوات مدفعية: "منذ البداية واضح للجميع إن ما حدث بحرب غزة صيف العام 2014، ليس هو الذي ما سيحدث في الحرب القادمة، التحرك البري لن يكون مشابها لما حصل بالماضي".
وأضاف سونجو: "التهديد على التحرك بالعمق أصبح متعدد الجوانب، من الجو طوافات وطائرات مسيرة، تجمع المعلومات ومسلحة، قذائف هاون لن تقوم فقط بمهاجمة الحدود أو المناطق التي سيتم دخولها، لكن ستقصف على مدار كافة مراحل التحرك بالعمق"، وفوق الأرض (إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، قناصة، عبوات ناسفة وقوات نخبة) وتحت الأرض (أنفاق من عدة انواع).
ومن أجل مواجهة تلك التحديات يتعين على الجيش دمج القوات الجوية والبرية والبحرية وقوات الاستخبارات، وبالتالي دعم الدخول البري بمعلومات استخبارية دقيقة وفي الوقت الحقيقي، وبنيران دقيقة.
وبحسب كلام ضابط كبير بالفرقة 162، فإن قوات الفرقة تعمل حاليا على جهود الكشف عن الطوافات، ولجزء من هذه القوات، هناك قدرات على اعتراضها، وأضاف الضابط: إن "هناك الكثير من الأدوات التي لم يتم استخدامها خلال حرب غزة، وممكن أن تفاجئ العدو في الحرب القادمة".
وتبقى هذه محاكاة لسيناريوهات افتراضية أثبتت فشلها في معارك سابقة، أما الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والتي باتت تشكل تهديداً على سمعة الجيش الإسرائيلي وحكومته، من خلال جولات حرب مصغرة، أثبتت أنها قادرة على صد أي عدوان إسرائيلي رغم قلة الإمكانيات.