رام الله الإخباري
حصدت التوائم الفلسطينيات الأربعة دينا، ديما، سوزان، ورزان، مرعي شنيطي، من قرية أم طوبا جنوبي القدس المحتلة، التفوق في دراستهن، وحصلن على معدلات عالية في امتحان الثانوية العامة لهذا العام، بعد أقل من عام على إتمامهن حفظ القرآن الكريم كاملاً.
وفي حالة من الصدفة الجميلة، حصلت كل واحدة منهن على معدل حسب عمرها، رغم أن الفارق بينهما لحظات، فلقد حققت دينا وهي أكبر التوائم بلحظات عن بقية شقيقاتها، على معدل 93.9 بالمائة، أما ديما فهي الأصغر قليلاً حصلت على معدل 92.1 بالمائة، والتوأم الثالث سوزان حصلت على 91.4 بالمائة، بينما حصلت رزان التوأم الأصغر على 91.1%.
وتقول دينا إنها كانت تخطط لدراستها، وتنجزها أولا بأول، وما يصعب عليها من مسائل كانت تستفسر عنه بأي طريقة، وخاصة نقاشها لتلك المسائل مع شقيقاتها، معربة عن أملها في دراسة الطب البشري في إحدى جامعات الضفة الغربية.
وحول خطتها وبرنامجها هي وشقيقاتها أثناء فترة الدراسة قالت "كنا نستيقظ يومياً للذهاب إلى المدرسة، ثم نعود ونرتاح قليلاً، ونبدأ برنامج دراستنا الذي يستمر يومياً ما
بين 4-6 ساعات، بحسب المادة الدراسية، وقد نتناقش في أيّ مسألة لا تعرفها إحدانا، وبعد انتهاء الدراسة نجلس مع بعضنا نسهر معاً، باستثناء أوقات الامتحانات فإن لها برنامجاً مختلفاً حتى ننجز مادة الامتحان، لكن لا يخلو البرنامج الدراسي من فترات استراحة خشية أن نشعر بالضجر من الدراسة".
وأشارت إلى أن حفظها للقرآن الكريم مع شقيقاتها كان مهماً قبل إتمام الثانوية العامة، حيث نظم تفاصيل حياتهم، داعية جميع الطلاب للتسلح بالصبر والعزيمة للتغلب على الإحباط.
أما ديما شنيطي وهي التوأم الثاني، فتفخر بتفوقها، بقولها "لقد حقق الله لها ولشقيقاتها أمنيتهن بالحصول على معدل عالٍ"، متمنية أن تحقق حلمها بدراسة تخصص الهندسة الكيماوية.
وتؤكد ديما أنها وشقيقاتها أصررن على إتمام حفظ القرآن الكريم قبل دخولهن صفهن الثاني عشر وخوض امتحان الثانوية العامة.
أما بالنسبة لسوزان شنيطي، فتؤكد أنها عاشت لحظات صعبة خلال سنة كاملة، لكن التعب زال بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، وتأمل دراسة الهندسة المعمارية التي تحبها.
أما أصغر التوائم رزان، فلم تقرر بعد دراسة تخصصها في الجامعة، هي الآن ستعكف على وضع خطة لمستقبلها، لكنها ترغب إجمالاً بدراسة الطب أو الهندسة، وهي سعيدة لأنها أتمت الثانوية العامة.
من جانبها، تقول والدة الفتيات نجاح شنيطي "أم إياد"، أنها في عام 2001 حملت بتوائمها الأربعة بشكل طبيعي، وأن الأطباء كانوا يخبرونها بوجوب إجهاض اثنتين منهن خشية أن يصبن بإعاقات، لكن الأم أصرّت على إبقائهن.
وأوضحت "رفضت إجهاضهن، وأخبرت الأطباء أنني متوكلة على الله، بعد ولادتهن خرجن سليمات بحمد الله، وها هي الفرحة اليوم تكتمل، لقد شعرت بفرحة أكبر من تلك التي كانت لحظة ولادتهن".
وبحسب تقرير صحفي لـ"العربي الجديد"، فإنه وبعد انضمام التوائم الأربعة لعائة مكونة من اثنين من الأبناء وأربع بنات، أصبح عدد العائلة عشرة، وكان الاهتمام بالتوائم
الأربعة بادياً على الجميع، تساعد البنات والأبناء والدهم في الاهتمام بهن، أما الأم فقد حرصت أن يكنّ متشابهات في كل شيء إلى حد ما، في اللباس والطعام والشراء والألعاب وفي كل شيء لغاية الصف الثامن، واليوم يتشابهن بالتفوق أيضاً
وتقول "أم إياد": "توائمي يدرسهن الثانوية العامة لوحدهن، فقط في بداية دراستهن وهن طفلات درّستهن شقيقاتهن، ثم انطلقن نحو الدراسة".
ويضيف التقرير "أم إياد التي تسكن في منزل بالإيجار، وزوجها يعاني عدة أمراض ولا يعمل حالياً، تمكنت من تربية أبنائها، وهي وصلت في دراستها للصف السادس
فقط، كانت أمنيتها أن يتفوق أبناؤها وبناتها، وتجد فيهن العوض عن الدراسة التي لم تتمكن من إكمالها، لذا فهي الآن تتمنى أن تتبناهنّ إحدى الجامعات الفلسطينية وتقدم لهن منحاً دراسية في مجال الطب والهندسة".
العربي الجديد