أكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، وزير الإعلام، أن حركة فتح قامت بتلبية الدعوة المصرية عام 2017، حيث وقعت الفصائل حماس وفتح وكافة الفصائل، على اتفاق تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف في مقابلة مع قناة (صدى البلد) المصرية: أن الاتفاق كان ينص على أن تذهب حكومة الوفاق الوطني التي شُكلت بالتوافق مع حماس للعمل في غزة، إلا أنها ذهبت ولم يسمح لها بإنجاز أي شيء، بل بالعكس حاولوا اغتيال رئيس الوزراء ووزير المخابرات.
وتابع: كان المطلب الدائم أن يسمحوا للحكومة أن تعمل وأن تعد انتخابات خلال ثلاثة أو ستة أشهر على قاعدة اتفاق القاهرة، إلا أن جميع المحاولات تعثرت.
وشدّد على أن موقف حركة فتح واضح، والوفود المصرية التي تذهب إلى رام الله وغزة هي جهود مشكورة، وجهودها تنصب على تنفيذ اتفاق القاهرة، ولا بد أن يكون هناك اتفاق كامل من حماس مكتوب وبضمانة مصرية وموافقة المصريين على تنفيذ الاتفاق.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة وزير الإعلام: إذا جاءوا بهذا الموقف يمكن البدء في تطبيق بنود اتفاق المصالحة غداً، ولكن حتى اللحظة لا توجد أية ردود رسمية واضحة ونهائية من حماس حملها الجانب المصري للجانب الفلسطيني.
وقال: "حماس لديها أجندة مختلفة عن منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك من يعبث بالساحة الفلسطينية بغزة، وهناك جهات إقليمية تريد خلق معارك ليس لصالح الشعب وغزة، والمشكلة أن أمريكا وإسرائيل تسعيان لإنشاء إمارة غزة و"إلا لماذا تسمح إسرائيل وصول الأموال إلى حماس".
وأضاف أبو ردينة: هناك محاولات لتحقيق تهدئة وهي تقوم على عزل غزة تمهيداً لخلق حالة لما يسمى "إمارة غزة" وتنفيذ المؤامرة التي كانت موجودة، وهي توسيع غزة
تجاه الأراضي المصرية في سيناء، وهذا نرفضه نحن والجانب المصري".وتابع: حماس ليست جاهزة لتنفيذ الاتفاق، لأن أجندتها فلسطينية وإقليمية، لذلك الأمور متعثرة، وهناك ثمن مزدوج تدفعه فلسطين ومصر.
وأشار إلى أن أجندة حركة حماس مختلفة عن الآراء الوطنية والقومية التي نحارب جميعنا عليها، وليس لدينا ثقة فيها، فهي حركة إسلامية دينية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، سياستها مرتبطة بسياسة قيادة الجماعة العالمية، وغير قادرة على اتخاذ قرار مستقل.
وأردف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية: "ما حصل في الثورة الشعبية المصرية التي أنهت حكم الإخوان المسلمين، كان لها مردود واضح لدى حماس وسياستها، وأصبحت
ترضى بالجانب المصري كراعٍ للمصالحة، وأصبحت تبحث عن رضى مصر وعلاقة تجعل لها نوعاً من الحياة في غزة، كل ذلك تركت أثراً جيداً في تغيير بعض سياساتها".
واستدرك: "لكن للأسف التدخلات الإقليمية تحول دون عودة حماس إلى أحضان القيادة الفلسطينية، وهناك ما يزال يراهن على عودة الإخوان المسلمين مرة أخرى ويعتبر ذلك ممكناً".
وشدّد على أن حماس مطالبة بتنفيذ اتفاق القاهرة بضمانة مصرية وعربية، وأن تعود إلى حضن منظمة التحرير على هذه القاعدة، إذا ما نفذت ذلك، تكون قد اقتربت من القضية الفلسطينية وحافظت على القدس، إذا ما كانت حريصة عليها.
وأكد أبو ردنية، أن هناك أزمة مزدوجة في القطاع، حيث أن طريقة حماس في إدارة الأمور أدت لفرض حصار على غزة وأدت إلى كوارث يومية، وإلى جانب الحصار الذي ضُرب علينا قبل أشهر.
وتابع: "السلطة كانت تحول 100 مليون دولار إلى غزة، الآن السلطة غير قادرة أن تصرف أكثر من 50 أو 60 % من رواتب موظفيها".
وشدّد على أن هناك أزمة مزدوجة في غزة، "الأزمة التي خلقتها حماس هي قاسية على سكان غزة، وأدت لتراجع الأوضاع المعيشية وخلقت واقعاً مريراً، كل ذلك يمكن إنهاؤه إذا ما التزمت حماس بالمبادرة المصرية عام 2017 التي وقعت هي عليها".