أعلنت مصادر مصرية، اليوم الثلاثاء، عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الجهود التي تقودها القاهرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
وأفادت صحيفة العربي الجديد، نقلاً عن مصادر على صلة بملف الوساطة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة المصري في الملف الفلسطيني، قولها: إن "هناك ممانعة أميركية لتحقيق المصالحة الداخلية"، موضحة أن "هناك رغبة أميركية في أن يظل الوضع بين الضفة وغزة بشكله الراهن".
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن "الوضع الراهن، حسب المنظور الأميركي، يصب في مصلحة تصوره الخاص لتسوية النزاع"، في إشارة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بــ "صفقة القرن" التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويسوّقها صهره ومستشاره جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل ما أثير بشأن تقدم ملف المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس مجرد أحاديث للاستهلاك الإعلامي فقط، للتغطية على أمور أكثر إلحاحاً خلال الفترة الراهنة.
كما واستبعدت المصادر إمكانية التوصل لأي مصالحة داخلية في الوقت الحالي في ظل مجموعة من العوامل الإقليمية، مؤكدة أن التوصل لمصالحة داخلية غير مرتبط بالأطراف الفلسطينية وحدها، لكنه يتمثل أيضاً بالإرادة الإقليمية، وهو ما يصعب تحقيقه في الوقت الراهن.
وقالت: إن "أبعد شيء يمكن الوصول له في ملف المصالحة الداخلية في الوقت الراهن، هو عدم وقف الالتزامات الرسمية المعنية بها السلطة حيال قطاع غزة، وعدم تصعيد الأمور بين الجانبين".
وبيّنت المصادر أنه "ما دامت السلطة متمسكة برؤيتها الخاصة بملف سلاح غزة فلن يكون هناك مصالحة، وكذلك طالما تمسكت حماس أيضاً برؤيتها لإصلاح منظمة التحرير وإجراء الانتخابات".
وكشفت المصادر أن الوفد الأمني المصري الذي زار القطاع، بقيادة وكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع، ومسؤول ملف فلسطين في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق، حذر قيادة حركة حماس من التداعيات الدولية لتصريحات القيادي بالحركة فتحي حماد، التي دعا فيها لقتل اليهود في كافة البقاع، وكذلك استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج.
ووفق المصادر فإن الجانب المصري طالب قيادة "حماس" بمعالجة تداعيات تلك التصريحات، عبر تصريحات من أعلى قيادة في الحركة للتخفيف من وطأتها،
وشددت على أن مثل تلك التصريحات تزيد من تعقيد المشهد. وتبرأت "حماس"، أمس الاثنين، من تصريحات حماد، الجمعة الماضي، والتي هاجم فيها اليهود في أنحاء العالم ودعا لقتلهم، وهدد باجتياز السلك الفاصل وتحميل الفلسطينيين أحزمة ناسفة.
وعلى صعيد ملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، أوضحت المصادر أن القاهرة ساقت مجموعة من الرسائل الإيجابية بالنسبة إلى حركة "حماس"، تتضمن تعهدات من جانب الاحتلال بالمضي قدماً في عدد من البنود، منها المنطقة الصناعية شرق خان يونس، والتي ستسهم في انتعاش القطاع والتخفيف من حدة البطالة.
وأشارت المصادر إلى أن الرسائل المصرية التي حملها الوفد، تضمنت خطوات سريعة من جانب الاحتلال لتطوير حلول لأزمة الكهرباء، بالإضافة إلى بعض البنود الأخرى المتعلقة بالمنحة القطرية، ومراكب الصيد من خلال إعادة قوارب صيد سبق أن صادرتها سلطات الاحتلال مع السماح بإدخال عدد من القوارب الجديدة وتقديم إعفاءات ضريبية متعلقة بمواد كانت محظورة بسبب الاستخدام المزدوج.