كشف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أمس الجمعة، أنه على الرغم من أنه لا يزال لديه مقاتلين في جميع أنحاء البلاد، إلا أنه قلص قواته في سوريا، بعدما خفت حدة القتال.
وخلال مقابلة مع تلفزيون المنار الإيراني، فإن نصر الله، قال: "ليس هناك مناطق في سوريا أخليناها بالكامل، لكن لا داعي أن تبقى الأعداد هي نفسها، ما زلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها في سوريا، لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي."
وأكد نصر الله، على أن الجيش السوري استعاد عافيته بشكل كبير، وهو وجد أنه اليوم ليس بحاجة إلينا، مضيفاً: "قمنا بإعادة انتشار، وإعادة تموضع، وإذا دعت الحاجة لعودة كل من كان هناك سيعود".
وبعد مرور ما يزيد على ثمانية أعوام على بدء الحرب، صار النفوذ في سوريا مقسما بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران.
وأوضح نصر الله أنه "حتى الساعة لا مصلحة لروسيا أن تخرج إيران من سوريا"، معتبراً أن "الروس يحاولون تدوير الزوايا والوصول إلى تسوية معينة تمنع مواجهة بين إسرائيل من جهة وحزب الله أو إيران في سوريا".
ويواجه هجوم الرئيس السوري بشار الأسد في الشمال الغربي، ضربات مضادة من المعارضة، مما يؤكد إصرار تركيا على إبقاء هذه المنطقة بعيدة عن قبضة الأسد.
وشدد نصر الله، على أن مقاتلي حزبه لا يشاركون حاليا في المعارك التي تشهدها محافظة إدلب، وعلاوة على وجود القوات التركية مع المعارضة في الشمال الغربي، فهناك قوات أميركية متمركزة إلى جانب القوات الكردية المتحالفة معها في الشمال الشرقي.
وبعد حسمها معارك على جبهات عدة بدعم من حليفيها رسويا وإيران، باتت قوات النظام السوري تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحة البلاد، ولعب مقاتلو حزب الله، المدعوم من إيران، دورا محوريا في الحرب منذ عام 2013، حيث ساعدوت الأسد في استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.
وظلت العديد من الخطوط الأمامية هادئة، حيث هزم الجيش السوري المسلحين، بمساعدة القوة الجوية الروسية والميليشيات المدعومة من إيران.
يشار إلى أن حزب الله يعاني من أزمة مالية بعد العقوبات الأميركية على إيران، لكن نصر الله زعم أن تخفيض قواته في سوريا "ليس له علاقة بالعقوبات والتقشف المالي".