رام الله الإخباري
أعلنت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" اليوم السبت، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، من المقرر أن يزور واشنطن الثلاثاء القادم للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبحث عدة قضايا تتعلق بآخر المستجدات في المنطقة.
وأكدت الوكالة على أن الشيخ تميم سيبحث مع ترامب سبل التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات، كما سيناقشان أبرز المستجدات في المنطقة والعالم.
سمو أمير البلاد المفدى يلتقي الرئيس الأمريكي في واشنطن، يوم 9 يوليو الجاري، حيث سيتم بحث أوجه تطوير التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادل الآراء حول أبرز المستجدات في المنطقة والعالم. #قنا pic.twitter.com/bogzZ7fpiq
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) ٥ يوليو ٢٠١٩
ولم تكشف الوكالة تفاصيل جديدة حول أجندة القمة المقبلة، لكن البيت الأبيض سبق وأن ذكر في يونيو الماضي أن المباحثات ستتناول العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين، وسبل محاربة الإرهاب.
يشار إلى أن دول الحصار الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) كانت قد فرضت مقاطعة دبلوماسية على قطر في 5 يونيو 2017 بتهمة دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر، كما ورافق قطع العلاقات الدبلوماسية إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين. كما أغلقت السعودية مكاتب قناة "الجزيرة" القطرية في الرياض.
وفي 22 من يونيو، عرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر قائمة من 13 طلبا وحددت لها مهلة عشرة أيام لتنفيذها، وكان من ضمن المطالب إغلاق قناة الجزيرة والحد من علاقات قطر مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على أرضها إلا أن قطر قالت إن "اللائحة غير واقعية" وغير قابلة للتطبيق.
بعدها نشرت السعودية وحلفاؤها لائحة سوداء تضم من وصفتهم بشخصيات وكيانات "إرهابية" ضمت مجموعة من شخصيات ورموز وكيانات قطرية.
ومنذ اشتعال فتيل الأزمة بين قطر وبعض الدول الخليجية والعربية والتي على إثرها أعلنت عدد من العواصم مقاطعتها الدبلوماسية للدوحة حرصت المؤسسات السيادية الأمريكية على تهدئة الموقف وتجنب التصعيد.
ففي أول رد فعل رسمي لواشنطن، دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، دول الخليج على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وحل الخلافات ومحاولة الوصول إلى نقاط اتفاق ينهي هذا التوتر المشوب بالخطر.
وخلال مؤتمر صحفي له في أستراليا، قال تيلرسون: "الإجراءات الدبلوماسية الأخيرة التي وصلت إلى حد قطع السعودية والإمارات والبحرين لعلاقاتها مع الدوحة جاءت نتيجة لتفاقم تلك الخلافات"، مشددًا على أهمية "وحدة الخليج" بالنسبة لواشنطن.
وفي المقابل، خرج الرئيس ترامب بتصريحات متناقضة تمامًا مع ما أدلت به مؤسسات دولته السيادية، وهو ما أصاب طرفي الأزمة من جانب، والمتابعين من جانب آخر، بحالة من الضبابية في تقييم الموقف الرسمي الأمريكي.
وعلى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نشر ترامب عددًا من التغريدات معلقًا بها على الأزمة القطرية الخليجية، حيث قال: "خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت ضرورة وقف تمويل الأيديولوجية المتطرفة والقادة أشاروا إلى قطر - انظر".
يم تبعها بتغريدة أخرى قال فيها: "من الجيد رؤية أن زيارتي للسعودية مع الملك (العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز) و50 دولة تؤتي ثمارها، قالوا إنهم سيتخذون نهجًا صارمًا ضد تمويل الإرهاب، وكل المؤشرات كانت تشير إلى قطر، ربما سيكون هذا بداية النهاية لرعب الإرهاب".
ثم جاءت تعليقاته أكثر جرأة ووضوحًا، حيث وصف قطر بأنها "داعم تاريخي للإرهاب"، داعيًا دول الخليج ودول الجوار لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، حيث قال في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "دولة قطر، للأسف، ممول تاريخي للإرهاب على مستوى عالٍ جدًا، يجب أن ينهوا هذا التمويل".
وموقف ترامب حيال الأزمة والذي يميل إلى تبني موقف أحد الأطراف المتنازعة في مقابل موقف مؤسسات الدولة السيادية والتي تفضل دور الوساطة لتخفيف حدة التوتر وبذل الجهود للتهدئة دفع البعض للتساؤل عن دوافع هذا التناقض الذي يعكس صورة غير إيجابية لواشنطن داخليًا وخارجيًا.
رام الله الاخباري