رام الله الإخباري
أفاد وزير القضاء الإسرائيلي السابق يوسي بيلين، بأن قطاع غزة أصبح نقطة ضعف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كونه ملتزمًا الصمت تجاه ما يحدث حيث يواصل سياسة ضبط النفس تجاهه.
جاء ذلك في مقال نشره بيلين بصحيفة "إسرائيل اليوم"، في عددها الصادر اليوم السبت، مشيرًا إلى أن نتنياهو تلقى انتقادات قاسية في الآونة الأخيرة من الساحتين السياسية والحزبية في إسرائيل، نتيجة لسياسة ضبط النفس التي يتبعها تجاه حماس في غزة، إلا أن منتقدي سياسته لا يوجد لديهم بدائل أخرى من بينهم وزير التعليم السابق نفتالي بينيت، ووزير جيش الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان.
وأوضح بيلين أنه من الصعب تصور الحالة في إسرائيل، فقبل حوالي 14 عامًا قرر رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة دون اتفاق مسبق مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ولا معرفة بما سيتم اتخاذه من مواقف عقب الانسحاب من غزة.
وأضاف أن كلًا من اليمين واليسار قدما أيديهما لشارون لأنه لن يصوت ضد قرار بإنهاء جزء من الاحتلال للأراضي الفلسطينية، إلا أن فوز حماس بالانتخابات التشريعية ومن ثم سيطرتها على القطاع في يوليو 2007 أصبحت غزة منطقة إطلاق صواريخ إلى الأراضي المحتلة، والتي ردت بدورها بفرض حصار محكم على القطاع، فيما ردت حماس بتكثيف إطلاق الصواريخ لإجبار إسرائيل على رفع الحصار المفروض على غزة.
وأكد على أن تلك السياسة المتبعة تجاه غزة استمرت من خلال توسيع وتضييق مساحة الصيد وإدخال كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطة توليد الكهرباء، والحد من دخول البضائع والمنتجات، وبالتالي يمكن العودة لقرار الانسحاب من غزة بدون اتفاق مع الجانب الفلسطيني، بعكس التفاهمات القائمة بين إسرائيل ومنظمة التحرير التي جعلت من الضفة الغربية وغزة إقليما جغرافيا ووحدة سياسية واحدة، مما أخرج الجني من قمقمه، وأمر إعادته صعب جدا، وذلك حسب ما أوردته "عربي 21" اللندنية.
كما وأشار بيلين إلى أنه اليوم يبدو أن تنفيذ عملية عسكرية واسعة لإعادة السيطرة على القطاع أو بعض أجزائه يطلبها الرأي العام الإسرائيلي، إلا أن المخاطرة في الثمن المدفوع هي من ستبقى، وخاصة في ظل الأعباء التي ستتكفل بها دولة الاحتلال لتحمل مسؤولية حوالي مليوني مواطن يعيشون في غزة، والأهم من ذلك الثمن المتعلق بسقوط خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين نتيجة تلك العملية.
وحول موقف نتنياهو من ذلك، أضاف بيلين أنه يعلم تمامًا تلك الأعباء الاقتصادية والخسائر البشرية، لذلك فهو يسعى منذ انطلاق مسيرات العودة في مارس 2018 للعثور على حلول تكتيكية، بعضها يراها بيلين أنها تفتقر للجوانب الردعية، وبعضها الآخر يظهر خضوعًا لحركة حماس بغزة، بالإضافة إلى دفع المنظمات الفلسطينية رغم أن نتنياهو هو صاحب الشعار الانتخابي بعدم الخضوع لحماس طيلة السنوات الماضية.
وأوضح أن نتنياهو أصبح يدرك اليوم مع اقتراب الانتخابات الجديدة في سبتمبر المقبل أن غزة بالنسبة له تظهر نقطة ضعفه التي يستغلها كلًا من اليمين واليسار ضده كونه ملتزمًا الصمت تجاه ما يحدث هنا في غزة، حيث يواصل سياسة ضبط النفس كما وأن الإسرائيليين باتوا يتلقون أخبار وقف إطلاق النار من الناقطين باسم حركة حماس، لأن الناطق العسكري في جيش الاحتلال من وجهة نظره صامت لا يتكلم.
وفي ختام قوله، أكد بيلين على أنه آن الأوان لأن يتحدث نتنياهو بلسانه وبصوته معلنًا وقف إطلاق النار مع حماس أو عدم النجاح بالتوصل لذلك القرار، بالإضافة إلى اعترافه بإجراء مفاوضات مكثفة مع حماس بغزة وألا يضع رأسه في الرمال- على حد تعبيره-، مطالبًا بالإعلان رسميًا أن إسرائيل في الطريق لإبرام تفاهمات طويلة الأمد مع حماس على غرار تهدئة أو حل سياسي يشمل السلطة برعاية مصرية، وإلا فإن صمته الدائم تكمن فيه المشكلة.
يشار إلى أن نتنياهو كشف الأربعاء الماضي عن تعليمات وجهها لجيش الاحتلال كونه يتولى منصب وزير جيش الاحتلال، بالاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، قائلًا إن سياسته واضحة فهو يريد إعادة التهدئة إلى ما كانت عليه ولكن مقابل ذلك يستعدون لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في حال لزم الأمر، مصدرًا تعليمات للجيش.
إسرائيل اليوم