رام الله الإخباري
كشفت مصادر إعلام عبرية أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، قد يطيح برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" خلال الفترة المقبلة، وذلك على خلفية عملية خان يونس الفاشلة.
وذكر المراسل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية ألون بن دافيد، مساء أمس الجمعة، أن كوخافي قرر حسم مصير تمير هايمان خلال الفترة المقبلة، إن كان سيظل في منصبه أو سيدعمه.
وحول عملية خان يونس كتب بن دافيد:" وقعت قبل أن ينتهي هايمان من التعرف بعمق إلى تعقيدات عالم وحدة العمليات الخاصة في جيش الاحتلال الذي يحوي تخصصات عديدة".
وأضاف أن انكشاف أمر القوة الإسرائيلية الخاصة في قطاع غزة أسفر عن ضرر عميق وخطير لأمن دولة الاحتلال بمستويات لا يمكن التفصيل فيها، مشيرة إلى أن وحدة "أمان" قامت بإجراء تحقيق وصلته بالشجاع، أظهر جملة طويلة من الأخطاء التي أدت إلى فشل العملية، موضحة أن جزء منها أخطاء جرت على مدار سنوات قبل العملية نفسها.
كما وأجرت الوحدة التي تعلو "أمان" عقب هذا التحقيق تحقيقًا خاصًا غاب عنه معظم الأخطاب التي ظهرت في التحقيق الأصلي، فعدد كبير من المقاتلين في الوحدة وأشخاص ذوي خبرة أشاروا على مدار سنوات إلى أوجه القصور هذه وحذّروا من أنها ستقود إلى فشل، إلا أن الضباط المشرفين عليهم في ’وحدة العمليات الخاصّة’ اختاروا أن يتجاهلوا هذه التحذيرات.
كما وأوضحت الصحيفة أن العمليات الخاصة تختلف عن العمليات العسكريّة العادية، "ليس بسبب سرّيّتها... ففي الحرب تنفيذ المهمّة هو القيمة العليا، بينما في العمليات الخاصّة لا يوجد هذا الإلحاح، أنتَ تختار التوقيت المناسب، والقيمة العليا هي الحفاظ على أمن القوات وسريّة منهج العمل، ولاحقًا يكون التنفيذ".
ويلفت الكاتب إلى سياسة جديدة وجدت طريقها إلى جيش الاحتلال منذ سنوات، وهي "نفّذ ثم اعترض"، كاشفًا أن بعض المقاتلين المشاركين في القوّة اجتاحه الخوف، "وكثيرًا منهم ذهب إلى العمليّة بقلب مثقل... وحتى عندما اكتشفوا أخطاءً، لم يتجرأ أحد منهم على إيقاف العملية والعودة إلى المنزل.
ولا تزال العمليّة العسكريّة الفاشلة التي نفّذتها (أمان) في نوفمبر الماضي بخانيونس، تلقي "بظلالها القاسيّة" على قيادة جيش الاحتلال وعلى الوحدة نفسها التي تعتبر من أفضل وحدات جيش الاحتلال، بعدما كشفت القوةَ الإسرائيليّة من قوةٌ تابعة لحركة حماس، وقتلت قائدها، قبل أن يتمكن باقي أفرادها من الفرار. وفق ما نقله موقع عرب 48.
ودخل هايمان إلى منصبه قبل تنفيذ العمليّة الفاشلة بثمانية أشهر، "بخبرة ضحلة بالأعمال الاستخباراتيّة"، بتعبير بن دافيد، إذ عمل سابقًا قائدًا لوحدة "السلك الشمالي" في جيش الاحتلال ومديرًا للكليات العسكريّة.
وبدأت الأزمة مع اضطرار كوخافي إلى التوجه إلى العميد (أ) (48 عاما)، ليعود إلى الخدمة الدائمة في جيش الاحتلال، ليتولى مجددا قيادة لواء العمليات الخاصة، وذلك من أجل إعادة بناء هذا اللواء "الذي تضرر جدا بعد فشل العملية الخاصة في غزة، في نوفمبر الماضي"، غير أن بن دافيد نقل "إشاعات" أن العميد (أ) اشترط العمل مباشرةً تحت قيادة كوخافي، لا تحت قيادة هايمان، وهو ما يؤدي إلى "تآكل صورة هايمان".
ومن المتوقع أن يجري، خلال الأيام القليلة المقبلة، تلخيص للتحقيقات العديدة التي أجراها جيش الاحتلال خلال الفترة الماضية، حسب ما أوردته معاريف العبرية.
وبيّن بن دافيد أن جيش الاحتلال "أجرى عدّة تحقيقات حول العمليّة الفاشلة، وعرضت جميعها على كوخافي الذي أعادها، المرّة تلو الأخرى، لتحسينها أكثر. وبكونه عمل 4 سنوات رئيسًا لـ’أمان’، يعرف كوخافي جيدًا نشاطات ’وحدة العمليّات الخاصّة’ وطلب تحقيقًا أساسيًا. كما يعرف أنه يجب إجراء تأهيل أساسي للوحدة، ولذلك توجّه للعميد (أ)، طالبًا منه العودة إلى خدمته العسكريّة".
وخلال هذه المدّة، استقال قائد "سرية الأركان" من منصبه، بالإضافة إلى رئيس "وحدة العمليات الخاصّة"، العميد (ج)، الذي فهم أنه سيتم استبداله قريبًا، بالإضافة "إلى عدد كبير من الضباط والمقاتلين في الوحدة الذين يدرسون مستقبلهم فيها".
وفي محاولة لتقليص الأضرار، عزم كوخافي على منح أوسمة في "يوم الاستقلال" في مايو الماضي للمشاركين في العملية الفاشلة، قبل أن يتراجع عن ذلك لاحقًا. حسب ما أوردته "معاريف" العبرية.
وتعد "أمان" درّة التاج في جيش الاحتلال، بتعبير "معاريف"، التي ادّعت أنه "جسم يتفجّر امتيازًا ويقود كل الأفعال العسكريّة الإسرائيليّة"، وتعتبر وحدة جمع المعلومات التابعة له (8200) "من أبرز الوحدات الاستخباراتيّة في العالم".
معاريف العبرية