قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم، الجمعة، إن روسيا جددت رفضها تدمير الصواريخ الجديدة المنشورة في أوروبا في انتهاك واضح للمعاهدة المبرمة في 1987.
ووفق موقع "عرب 48"، فإن ستولتنبرغ أشار إلى أن الحلف لا يزال يركز على إنقاذ الاتفاق، لكنّه أقر بأن "الدفاعات الحالية عاجزة عن إسقاط صاروخ عابر للقارات يطلق من روسيا".
وأكد ستولتنبرغ، على أن هذه الصواريخ قادرة على نقل رؤوس نووية واستهداف مدن أوروبية "خلال دقائق" مضيفا أنه "يصعب رصدها".
يشار إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انسحب في الأوّل من شباط/فبراير من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى، وردّت موسكو بتعليق مشاركتها فيها في اليوم التالي، ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاقية.
ومن المقرر أن تنسحب واشنطن نهائيا من الاتفاق في 2 آب/ أغسطس المقبل، إذا لم تدمر موسكو نظام صواريخ جديدًا مثيرًا للجدل، تقول الولايات المتحدة وحلف الأطلسي إنه ينتهك الاتفاق، الموقع في العام 1987 بين الرئيس الأميركي يومها، رونالد ريغان، والزعيم السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف.
الجدير ذكره، أن حلف الأطلسي، أجرى مباحثات مع مسؤولين روس كبار في إطار الجهود لإنقاذ الاتفاق، بعد أن وافق وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي في 26 حزيران/ يونيو الماضي، على سلسلة تدابير عسكرية وسياسيّة، أهمّها ترسيخ الدفاع المضاد للصواريخ.
وأوضح ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي: "لم نسجّل أيّة بوادر على إرادة روسيا الالتزام بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية المتوسطة المدى من خلال تدمير هذه الصواريخ قبل الثاني من آب/ أغسطس، والعواقب في غاية الخطورة للحد من التسلح"، مضيفاً: "إذا تبين أنه من المستحيل إنقاذ المعاهدة، عندها سيكون ردّ فعل الحلف الأطلسي منسقا ودفاعيا. سنضطر إلى التحرك".
وقالت بعثة روسيا لدى الحلف، في بيان، إنها استغلت الاجتماع للتأكيد أنّ "المحاولات لتحميل روسيا مسؤولية انهيار معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى تعد أمرا غير مبرر".
وتابعت: "نؤكد في خططنا أننا لا ننوي نشر أنظمة صواريخ مماثلة في أوروبا ومناطق أخرى إذا لم تنشر الصواريخ الأميركية القصيرة والمتوسط المدى هناك".
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صادق الأربعاء الماضي، على مرسوم تعليق بلاده مشاركتها في معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى.
يشار إلى أن الحلف يطالب بأن تدمر روسيا نظامها الجديد للصواريخ "أس أس سي-8" قبل 2 آب/ أغسطس المقبل، تاريخ انتهاء العمل بمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.
وشدد ستولتنبرغ، على أنّه لا يزال هناك وقت لإنقاذ الاتفاق، لافتاً إلى السرعة التي تخلص بها الاتحاد السوفياتي السابق من الأسلحة المتوسطة المدى بعد توقيع الاتفاق في ثمانينات القرن الفائت، وتابع "هدفنا إنقاذ المعاهدة. أمامنا أربعة أسابيع حتى الثاني من آب/ أغسطس. في 1987 دمّرت روسيا صواريخ عابرة للقارات خلال أسابيع. يكفي أن تتوافر الإرادة السياسية".
وينظر إلى الاتفاق، الذي ينصّ على حظر استخدام القوتين للصواريخ الأرضية التي يراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، كركيزة أساسية لأنظمة الحد من انتشار الاسلحة في العالم، وأثار إمكان انهيارها مخاوف من مستقبل معاهدة "نيو ستارت" التي تحد من عدد الرؤوس النووية.
وكانت روسيا أنكرت لسنين وجود هذه المنظومة، لكنها تقول الآن إنها تتوافق مع الاتفاق، كما وتتهم موسكو واشنطن بتعريض اتفاقات الحد من التسلح للخطر، عبر الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى
ولفت بوتين إلى استعداده لإسقاط اتفاقية "ستارت"، التي ينتهي مفعولها في عام 2021، متّهمًا واشنطن بعدم الرغبة في التفاوض من أجل تمديد الاتفاقية، كما وافق وزراء حلف الأطلسي، الأسبوع الماضي، على مراجعة مخزوناتهم الصاروخية والجويّة، بالإضافة إلى برامج الاستخبارات والمراقبة لتعزيز استعداداهم بمواجهة الخطر الذي تشكله منظومة الصواريخ الروسية "9 إم 729"، التي يقول الغرب إنها تنتهك الاتفاق.