واشنطن تعرقل إصدار بيان قدمته بريطانيا يدين هجوم بليبيا

قصف تاجوراء

رام الله الإخباري

أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على عرقلة إصدار بيان قدمته بريطانيا لمجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء، كان سيدين الضربة الجوية ويدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار، حسب ما صرحت به مصادر دبلوماسية.

جاء ذلك خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي مساء أمس، بشأن ليبيا حيث انتهت الجلسة دون التوافق على بيان بشأن الغارة التي استهدفت مؤخرا ملجأ للمهاجرين غير النظاميين في منطقة تاجوراء شرقي العاصمة طرابلس وأسفرت عن 60 قتيلا وأزيد من 130 جريحا.

ورفض رئيس المجلس الحديث عن الدولة التي عرقلت إصدار البيان، وقال إن الجميع يدين الغارة وإن أعضاء المجلس يواصلون العمل على إصدار بيان.

وفي وقت سابق قام وزير خارجية حكومة الوفاق محمد طاهر سيالة بتوجيه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بعد هجوم تاجوراء، واعتبر أن الغارة "تشكل تصعيدا خطيرا"، مطالبًا باتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف الهجمات المتكررة على المدنيين والمنشآت المدنية، وإدانة مرتكبيها ومحاسبتهم.

ووجهت الرسالة اتهامًا لدول أجنبية لم تصدرها بالوقوف وراء الغارات التي شنت مؤخرا على طرابلس، في حين اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري في تصريح الأربعاء الماضي ما وصفها بـ"الدولة التي تترأس الاتحاد الأفريقي اليوم" (في إشارة إلى مصر) بالمسؤولية عن شن هجوم تاجوراء، مطالبا بتشكيل لجنة تقصي حقائق أممية في الحادث.

وفي السياق ذاته، أكد الناطق باسم قوات اللواء المتقاعد أحمد المسماري، على مسؤولية قوات خليفة حفتر بقصف مركز اللاجئين، مشيرًا خلال مؤتمر صحفي إلى أن المكان المستهدف هو مقر لكتيبة عسكرية ومخزن للذخائر، جرى قصفه مرات عدة في السابق، منوهًا إلى تنبيه قواته لعدم الاقتراب من المراكز العسكرية على حد قوله، واتهم قوات حكومة الوفاق الوطني بنقل لاجئين أفارقة إلى الموقع.

كما وطالبت الحكومة من البعثة الأممية أن توفد لجنة لتقصي الحقائق والمعاينة والتوثيق. كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم وواضح من انتهاكات قوات حفتر، فيما أعلن مطار معيتيقة الدولي في طرابلس عبر صفحته الفيسبوك عن استئناف الملاحة الجوية الأربعاء بعد توقفها إثر استهداف المطار بضربة جوية.

يشار إلى أن فريق تابع للبعثة الأممية سبق وأن زار مركز إيواء اللاجئين عقب تعرضه للقصف، وجمع الفريق الأممي عينات من صاروخ أسقطته الطائرة التي قصفت الموقع، والذي تسبب في دمار كبير بمقر مركز الإيواء، واستمع إلى شهادات بعض الناجين من القصف، حيث أدانت البعثة بأشد العبارات ما وصفته بـ"القصف الجوي الغادر" ضد مأوى المهاجرين في تاجوراء، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يقصف فيها المركز الذي يحتجز فيه قرابة 600 مهاجر غير نظامي.

وكالة صفا