فلسطين تحذر من" تأجيج المشاعر في المدينة المقدسة "

مندوب فلسطين في الامم المتحدة

دعا المندوب المراقب لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، عبر ثلاث رسائل متطابقة بعثها إلى كل من: الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (البيرو)، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإدانة جريمة حفر الأنفاق في القدس المحتلة.

وجاءت الرسائل التي أرسلها السفير منصور للفت أنظار المجتمع الدولي فيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، على ضوء استمرار الاحتلال بأفعاله الاستفزازية خاصة في القدس المحتلة، مؤكدة على أن حكومة الاحتلال لم تعد تهتم بشيء وتواصل بجرأة واضحة تهويد المدينة وتغيير معالمها وطرد أهلها الفلسطينيين منها.

وأضاف السفير منصور أن تلك التصرفات من قبل الاحتلال أصبحت تحدث أمام مرأى ومسمع العالم وبمشاركة مسؤولين أمريكيين في مشاهد تساهم بتأجيج المشاعر، وذلك في إشارة إلى حفل افتتاح ما يسمّى "طريق الحجاج" وهو نفق تحت الأرض يبدأ من سلوان ويؤدي إلى الحرم القدسي الشريف.

وأكد على أننا ندين بأشد العبارات تلك السياسات غير القانونية والانتهاكات التي يقوم الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة وكافة الأراضي الفلسطينية، من خلال أفعال التحريض والاستفزاز ضد السكان الفلسطينيين والأماكن الدينية في القدس، بما فيها الحرم القدسي الشريف الذي يتعرض للاستهداف، حيث يواصل الاحتلال عمليات الحفر في استباحة لقدسية المكان وتهديد لاستقرار المنطقة.

كما واستهجن السفير منصور قيام الاحتلال بعملية حفر النفق الأخيرة تحت بلدة سلوان، مؤكدًا على أنه إضافة إلى الهدم والتشريد ومصادرة الأراضي في القدس وكل أوجه الانتهاكات التي تمارَس بحق أبنائنا في القدس، فإن مسؤولين من اليمين المتطرف يصاحبهم مسؤولون في الإدارة الأميركية احتفلوا بافتتاح النفق في القدس، وبرزوا كشركاء مع الاحتلال، السلطة القائمة في الاحتلال، في الترويج للاستعمار وما يترتب عليه من تهديد للسلام والأمن العالميين.

ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لمواجهة هذه الأفعال الاستفزازية ووصفها بغير المقبولة والتي يجب على المجتمع الدولي أن يستنكرها بشكل واسع، بغض النظر عمّن يرتكب تلك الأفعال، ضمانًا لتطبيق القانون والحفاظ على الوضع القائم في القدس المحتلة، محذرا من مغبّة مرور تلك الأفعال مرور الكرام دون محاسبة، قائلا: إن إسرائيل ستتمادى أكثر في تصرفاتها التي تهدف إلى تغيير معالم المدينة والتركيب الديمغرافي في القدس، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة المتعلقة بهذا الأمر.

وأوضح أن الصمت الدولي أمام تلك الانتهاكات غير مقبول ولا يمكن تبريره، مشيرًا إلى توصيات منسق الأمم المتحدة الخاص نيكولاي ملادينوف في التقرير العاشر للأمين العام حول قرار 2334، التي جاء فيها إنه "ينبغي اتخاذ خطوات جادة لتغيير التوجهات السلبية على الأرض والتي تعيق مسار حل الدولتين.

كما وشدد على ضرورة رفع الحصانة المطلقة عن دولة الاحتلال، وما تسببت به هذه الحصانة من ضرر للشعب الفلسطيني وآفاق تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، مشيرا إلى أن "الكلمات وحدها الآن لم تعد تكفي لحسم هذه القضية، ولذا فإنه يجب اتخاذ إجراءات عملية تتماشى مع القوانين الدولية، والواجب الإنساني والأخلاقي نحو القضية الفلسطينية العادلة".

وفي ختام رسائله، دعا السفير منصور مجلس الأمن بشكل خاص إلى القيام بمسؤولياته والتمسك بالقرارات الصادرة عنه من أجل وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعب بأكمله، من أجل التوصل إلى حل عادل وسلمي للصراع في الشرق الأوسط.

يذكر أن دولة الاحتلال قامت قبل يومين بافتتاح نفق "طريق الحجاج" تحت بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، وذلك بحضور كل من السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال ديفيد فريدمان، والمبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.