أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، على أن فشل مؤتمر "البحرين" الذي عقدته الإدارة الأمريكية في العاصمة البحرينية المنامة الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنها ليست آخر محاولة لضرب القضية الفلسطينية.
وشدد بدران في تصريح صحفي اليوم الأحد، على ضرورة الحفاظ على الجاهزية التامة لمواجهة كل التحديات المتلاحقة التي باتت تعصف بالقضية، مشيرًا إلى أنها تتعرض لسلسلة من محاولات تصفيتها وتضييع حقوق شعبنا الفلسطيني.
وأوضح أن فشل المؤتمر لا يعني أن نعيش حالة الاسترخاء أبدًا، مضيفًا أن ما نتج عن المؤتمر يظهر بأنه لا توجد أي مخرجات عملية قابلة للتطبيق وليس هناك شيء إيجابي متعلق بالقضية الفلسطينية، حسب ما أورده موقع قدس برس إنترناشيونال.
وأشار إلى أنها كانت محاولة لتجاوز الواقع والتعامل مع الفلسطينيين على أنهم شعب تعرض لكارثة طبيعية في محاولة فاشلة لذكر الحقائق بأن كل ما نعانيه هو نتيجة مباشرة للاحتلال الذي هو أساس كل المعاناة والألم الذي نعيشه منذ عقود، مؤكدًا على أن موقف حركة فتح والسلطة من "صفقة القرن" ومؤتمر البحرين إيجابي ومهم وينسجم مع الموقف الفلسطيني الموحد فصائليًا وشعبيًا.
ووصف أن هذا الإجماع الفلسطيني بـ"غير المسبوق" منذ فترة طويلة، مشددًا على ضرورة اغتنام التوافق في المواقف فيما يتعلق بالمؤتمر وصفقة القرن، قائلًا:" هي فرصة حقيقية للوصول إلى وحدة وطنية حقيقية مبنية على الشراكة وبوجود كل مكونات شعبنا الفلسطيني".
وأكد على أنه من الضروري والهام العمل على إعادة بناء المؤسسات الوطنية وعلى رأسها منظمة التحرير، والذهاب إلى تكوين حكومة وحدة وطنية لمواجهة جميع التحديات، كون حالة التفرد والإقصاء ثبت فشلها بشكل واضح، داعيًا إلى عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وأن هذه الخطوات كلها مفاتيحها بيد الرئيس محمود عباس.
وعبر القيادي في حماس عن تقديره لموقف دولة الكويت قائلًا:" هذا الموقف يستحق كل الاحترام والتقدير لتميزه ووضوحه وصراحته، وهو يعبر عن حقيقة الموقف الشعبي ليس في الكويت وحدها بل في كل الدول الخليجية والعربية عمومًا".
كما وشدد على أن التطبيع ليس قدرًا وما من دولة ملزمة بتطبيقه وأن كل المبررات لعملية التطبيع مع الاحتلال مرفوضة، واصفًا التطبيع مع الاحتلال بالجريمة والخذلان لتضحيات الشعب الفلسطيني المتواصلة منذ بدء الاحتلال.
يشار إلى أن مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير اتهم في اختتام مؤتمر المنامة القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها، مؤكدا أن "الباب لا يزال مفتوحا" أمامها للمشاركة في خطة واشنطن للسلام الذي انطلق الجانب الاقتصادي منها في هذا المؤتمر.
وقال كوشنر إن الباب لا يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأمريكية التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، قائلا "لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيما يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه".
وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، بحسب البيت الأبيض.
وقاطع الفلسطينيون المؤتمر معتبرين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع، حيث تنظر القيادة الفلسطينية بارتياب كبير إلى كوشنر الذي تربطه برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو صداقة عائلية، وإلى ترامب الذي اتخذ خطوات عديدة لدعم إسرائيل مخالفا الإجماع الدولي.