مجلس قروي مردة يقدم استقالته على خلفية حادثة التسمم

65289068_1226279860872619_5055918274013822976_n

تمنى مجلس قروي مردة شمال سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، للمواطنين المصابين بالشفاء العاجل والتام نتيجة الكارثة التي ألمت بهم، مؤكدين وقوفهم أمام مسؤوليتهم الأدبية والأخلاقية إزاء هذا الخطأ غير المقصود في مردا الصمود، العائلة الواحدة.

وأوضح المجلس أن ذلك ليس بالغريب على أهل القرية كونها جسدًا واحدًا في مواجهة الأزمات، ومن هنا ارتأى رئيس وأعضاء مجلس قروي مردة بوضع استقالتهم الجماعية أمام وزير الحكم المحلي مجدي الصالح أثناء زيارته التفقدية للقرية، مما يدل على تحمل المسؤولية لما حصل في القرية.

وأكد المجلس على أن الوزير الصالح لم يقبل الاستقالة رغم إصراره على وضع الاستقالة الجماعية تحت تصرفه وذلك التزامًا من المجلس تجاه أهالي قرية مردة، قائلين:" هم أهلنا ونحن منهم وهم منا والله قدر ولطف".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في تقرير صدر عنها الأربعاء الماضي عن ارتفاع حالات التسمم في قرية مردة، منذ مساء الثلاثاء الماضي حتى الأربعاء إلى حوالي 850 حالة، في ظل ترجيحات بأنها جاءت نتيجة تلوث في مصادر مياه الشرب.

وأوضح مدير صحة سلفيت هيثم منصور، أن الحالات بدأت تنحصر حيث تمت السيطرة عليها إلا أن الحالات التي تصل للمراكز الصحية قد تكون بسبب العدوى البكتيرية، مشيرًا إلى أن عينات المياه لا زالت في مختبرات الصحة تحت الفحص، وتم منع المواطنين من استخدام مياه الشرب قبل غليها حتى صدور نتائج الفحوصات والتأكد من مصدر التلوث.

وكشف منصور أن حالات المصابين ما بين خفيفة ومتوسطة، شملت كل الفئات العمرية ومن مختلف مناطق القرية، كما أنه جرى تحويل بعض المرضى إلى مستشفى سلفيت الحكومي، وبعضها تم التعامل معها ميدانيًا.

ومن جانبها أكدت وزيرة الصحة في تصريح سابق على أن الطواقم الطبية قامت بالسيطرة على جميع حالات التسمم في القرية، مشيرة لدى زيارتها الاثنين الماضي المستشفى الميداني الذي أقيم في القرية برفقة محافظ سلفيت اللواء إبراهيم البلوي وكوادر من وزارة الصحة، إلى أن لجنة تحقيق جرى تشكيلها للوقوف على أسباب حدوث هذه المشكلة والحيلولة دون تكرارها في أي منطقة في فلسطين.

وأضافت أن رئيس الوزراء محمد اشتية يتابع شخصياً هذا الموضوع، حيث اطلع مجلس الوزراء على تقرير حول حالات التسمم في القرية، فيما أعطى رئيس الحكومة تعليمات واضحة بعمل كل ما يلزم لتجاوز هذه المشكلة.

وقالت الكيلة: إنه جرى أخذ عينات من مصادر المياه في القرية، إضافة إلى عينات دم وبراز من جميع المصابين بالتسمم، لمعرفة أسباب التسمم، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بلغت حوالي 200 إصابة، وجرى التعامل معها جميعها، وغادر جميع المصابين المستشفى الميداني وعيادة القرية ومستشفى سلفيت الحكومي.

كما وأشادت بجميع كوادر الوزارة الذين عملوا منذ بدء الأزمة للسيطرة على الحالات وتقديم كل ما يلزم لها، مؤكدة أن التعاون ما بين الوزارة والمجتمع المحلي والمحافظة والأجهزة الأمنية، ساهم في السيطرة على الموقف بشكل سريع.

وكانت "الكيلة" أوعزت بتعزيز وإسناد الطواقم الطبية العاملة في مردة بطواقم من مراكز أخرى، مؤكدة أن المستشفى الميداني وعيادة الوزارة في القرية ستعمل على مدار 24 ساعة متواصلة حتى انتهاء الأزمة.

وأفادت وزارة الصحة في تصريح سابق، بأنها تلقت إشعارات باستقبال طبيب القرية لحالات تعاني من قيء وإسهال وأوجاع في البطن، حيث توجه مدير صحة سلفيت إلى المكان، وأوعز بفتح عيادة القرية وتقديم العلاج اللازم للحالات، فيما جرى تحويل بعض المرضى لمستشفى سلفيت الحكومي.

وأصدرت الكيلة توجيهاتها بعمل كل ما يلزم لمتابعة الحالات التي أصيبت بالتسمم، والعمل الحثيث لمعرفة سبب التلوث، فيما أشارت الوزارة إلى أن طواقمها جمعت عينات من مصادر المياه في القرية، وحولتها إلى مختبر الصحة المركزي للوقوف على سبب حدوث حالات التسمم، موضحة أنها عممت من خلال المجلس القروي ومكبرات الصوت على أهالي القرية بعدم استخدام مياه الشرب قبل غليها حتى صدور نتائج الفحوصات والتأكد من مصدر التلوث.