رام الله الإخباري
أكد الخبير الاقتصادي الإسرائيلي سيفر بلوتسكر، على أن الخطة الأمريكية الاقتصادية التي قدمها مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنير، في مؤتمر البحرين الثلاثاء الماضي، مخيبة للآمال ومحرجة لمن قدمها.
وأوضح، أن الخطة الأمريكية لا تكشف ذروة في عدم الجدية وغياب المهنية والانفصال عن الواقع، حسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية اليوم.
واسترجع بلوتسكر الذكريات إلى أكتوبر 1994م، حين هبطت 4 طائرات إسرائيلية بمدينة الدار البيضاء المغربية، حين استضافت القمة الاقتصادية الشرق أوسطية وشمال أفريقيا الأولى، وذلك عقب توقيع اتفاقية أوسلو، حيث وصل مئات الإسرائيليين، من بينهم رئيس الحكومة إسحاق رابين، ووزير الخارجية شمعون بيريس، وسياسيين، ورجال أعمال، وصحفيين، وخبراء.
وأشار، إلى أن أحد المشاركين في مؤتمر الدار البيضاء الخبير الإسرائيلي في شؤون التطوير الاقتصادي الإقليمي، يوسي فردي، وهو أحد المقربين لرابين، والذي منحه قبل الصعود للطائرة كتابًا مزدحما بالخرائط والخطط التي أعدها مع طواقم خبراء من إسرائيل والأردن وفلسطين ومصر، وتصدر هذه الخطط مشاريع كبيرة في إقامة البنى التحتية المشتركة ومشاريع تفصيلية، وكانت ترجمة هذا الكتاب بالتفصيل هو عبارة "شرق أوسط جديد".
وأضاف، أن الخطة الواردة في الكتاب عرضها الوفد الإسرائيلي أمام ممثلي الدور العربية، الذين أتوا بأعداد غفيرة إلى الدار البيضاء، وحين تصفحوا الكتاب الذي وزع عليهم، كأن ماء باردًا صب على ظهورهم، فقد فتحوا الكتاب بسرعة، وتصفحوه، ثم أغلقوه على الفور، ولسان حالهم يخاطبنا نحن الإسرائيليين: لا نريدكم، إن أردنا تطوير اقتصاديات بلادنا سنفعل ذلك بمفردنا، ووفق طريقتنا الخاصة".
كما وأكد، على أن المشاريع المطروحة في ذلك الوقت، كالبنك الإقليمي لتطوير الشرق الأوسط، لم يكتب لها النجاح، رغم ضغوط الرؤساء بيل كلينتون، وبوريس يلتسين، وحسني مبارك، والملك حسين، ولم يتم التوقيع على أي اتفاق للاستثمارات الاقتصادية، حتى خلال القمم التالية التي تمت في القاهرة وعمان، فالشكوك المتبادلة، والعداء الثنائي، والخشية من عملية التطبيع مع إسرائيل باشتراط التوصل لحل مع الفلسطينيين، حطمت آمال التوصل لشرق أوسط اقتصادي جديد.
كما وأشار، إلى أن تلك الأحداث عادت إلى باله وهو يقرأ أجندة اجتماع قمة البحرين، والخطة الاقتصادية التي وزعها كوشنير، إلا أنها ظهرت خطة مخيبة للآمال، لأنها تعبر عن عدم فهم جيد للواقع الاقتصادي الجاري في المنطقة، وتجاهل تام للتطورات الجيو-سياسية الإسرائيلية الفلسطينية الأردنية، وأبحاث البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ما يفسر ضحالة هذه الوثيقة الأمريكية.
وأوضح بلوتسكر، أن الخطة الأمريكية المعروضة حاليًا في مؤتمر البحرين، لم تقدم حلولا تفصيلية لعدة قضايا محورية، مثل: مشاكل اللاجئين، وتقسيم موارد المياه الإقليمية، والضرائب والجمارك، ولم تأخذ بعين الاعتبار الفجوات القائمة في مستوى المعيشة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والحواجز العسكرية، وجدار الفصل، والعمالة الفلسطينية في إسرائيل.
مؤكدًا في ختام مقاله، على أن المبلغ الذي تم رصده للفلسطينيين وهو 50 مليار دولار، ليس حقيقيًا بل كاذبًا، لأن حجم ما حصلت عليه السلطة الفلسطينية فقط خلال العقد الأخير بين 22-23 مليار دولار، ولذلك فإن التفكير بتحويل فلسطين إلى سنغافورة وكوريا الجنوبية وفق هذه الوثيقة الأمريكية هو حماقة اقتصادية واجتماعية وسياسية وشرق أوسطية من الدرجة الأولى.
عربي 21