قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، تعليقاً على ورشة البحرين التي من المفترض أن تعقد اليوم وغدا برعاية أمريكية، إن مهندس خطة السلام الأمريكية جاريد
كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب وزملاءه لا يدركون أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى حسنات، بل إلى حقوقهم من الحرية وإنهاء إسرائيل هيمنتها على حياتهم واقتصادهم.
وأوضح اشتية، في مقال له بصحيفة واشنطن بوست، أن الفلسطينيين من ساسة ومستثمرين قاطعوا الورشة منذ الكشف عنها، لأن الرئيس الأميركي وقف بشكل كامل منذ توليه السلطة إلى جانب إسرائيل "وهو ما يبرر لنا بأنه لا يمكن أخذ إدارته على محمل الجد كوسيط للسلام".
وأشار اشتية، إلى جملة من الإجراءات التي وصفها بالحرب على الفلسطينيين على مدى أكثر من عامين، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة
الأميركية إليها، وإغلاق مكتب الممثلية الفلسطينية بواشنطن، ووقف المساعدات الأميركية، بما في ذلك المساعدات المقدمة لوكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأضاف: أن "كوشنر والآخرين ممن صاغوا خطة السلام الأميركية لا يدركون أن الفلسطينيين لا يمكن شراؤهم أو رشوتهم للقبول بأي شيء غير الحرية الكاملة والحقوق"، لافتاً إلى أن القفص الذهبي في ذهن كوشنر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبقى بالنسبة لنا قفصا.
وبيّن اشتية، أن المشاكل الاقتصادية بالنسبة للفلسطينيين ناجمة عن السياسات الإسرائيلية التي صممت لتقييد النمو الاقتصادي الفلسطيني، منها القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين والسلع، والصعوبات في الحصول على تصاريح البناء، والحصار المفروض على غزة.
ولفت إلى أن التنمية الاقتصادية المستدامة لا يمكن أن تتحقق في ظل سياسات الاحتلال والحرمان من حق تقرير المصير، مشيرا إلى أن الخطط الاقتصادية سبق أن فشلت، في إشارة إلى محاولات رئيس الوزراء السابق سلام فياض الذي قدم برنامج إصلاحات اقتصادية وبناء مؤسسات الدولة.
وأكد اشتية، على أن المؤتمرات والحوافز الاقتصادية لا تجلب السلام طويل الأمد في ظل غياب خطة سياسية شاملة تعالج -بشكل منصف- جميع القضايا الجوهرية، وتفضي إلى الحرية للفلسطينيين.
وتابع: "خطة كوشنر صممت على ما يبدو لتقويض وإنكار أي حقوق فلسطينية، وتعزيز حكم إسرائيل للفلسطينيين، وأن الخطة لا تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة
كجزء من حل الدولتين، ولا تدعو إسرائيل إلى منح الفلسطينيين الحقوق والمساواة في ظل دولة واحدة، مشيرا إلى أن ذلك هو مشروع ترامب نتنياهو للتمييز العنصري وليس للسلام".
وختم اشتية مقاله قائلاً: "إن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ممارسة الضغط على إسرائيل لمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولة مستقلة، بدلاً من محاولة رشوة وتخويف الفلسطينيين للخضوع الدائم".