جنرال اسرائيلي : صفقة القرن ستؤدي الى مواجهة دامية

صفقة القرن واسرائيل والفلسطينيين

قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام "الشاباك" عامي آيالون، إن "صفقة القرن" تحمل مخاطر كبيرة ودامية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأوضح الجنرال الإسرائيلي في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "هذه المخاطر كفيلة بتحذير الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي من المطلعين على تاريخ هذا الصراع منذ عقود طويلة، خاصة الأعوام الثلاثين الأخيرة".

وأشار إلى أن "الطريق إلى جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة، ولذلك فإن السلوك الذي يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار باتهام الفلسطينيين بأنهم رافضي سلام سيؤدي في النهاية لأن تشهد المنطقة كلها تصعيدا طويل المدى سيتسبب بإبعاد الجانبين عن الجلوس على طاولة الحوار".

وتابع آيالون: "الجهود التي يقودها ترامب في هذه المرحلة من خلال تصديره للحل الاقتصادي مع الفلسطينيين، إنما يعيد ذات الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون بعد توقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين في 1993".

ولفت إلى أن "المحاولات المستميتة التي تبذلها الإدارة الأمريكية لعقد قمة البحرين الاقتصادية الأسبوع القادم باعتبارها خطوة أولى لإعلان صفقة القرن تتصدر عناوين الأخبار، وفق موقع عربي 21.

وبيّن أن هذا الأمر يتطلب التحرك للحيلولة دون سفك جديد للدماء، والطلب من ترامب التنازل عن خطته الاقتصادية، وإلا فإننا سندخل في دوامة دامية مع الفلسطينيين".

وأشار آيالون، إلى أن دعوة ترامب لتصدر الحل الاقتصادي لجهوده الجارية لحل الصراع عبر قمة اقتصادية هي تكرار بائس لفشل سابق، وإخفاق قديم جديد لمصطلحات السلام الاقتصادي والشرق الأوسط الجديد". 

وأوضح أن "البدء بهذه العملية المعقدة عبر الزاوية الاقتصادية ليس خطأ تكتيكيا حول إدارة الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فحسب، بل خطأ استراتيجي مدمر وكارثي".

وأضاف: "لو تعمق ترامب وطاقمه بقراءة تاريخ مفاوضات الفلسطينيين والإسرائيليين، لفهموا أن الحديث عن إنعاش اقتصادي قبل إيجاد حلول لقضايا الصراع هو محاولة للضحك على الفلسطينيين، ونقص فادح لفهم تطلعاتهم الوطنية".

وبيّن آيالون، الذي وضع مع سري نسيبة السياسي الفلسطيني صيغة لحلّ القضية الفلسطينية، حملت اسميهما، أنه "لو كان بالإمكان منذ زمن أن نشتري من الفلسطينيين هذه التطلعات والطموحات من خلال وعود اقتصادية لحصل ذلك مع انطلاق هذه العملية منذ البداية، لكنه لم يحصل".

ولفت إلى أن ذلك يؤكد أن العودة لهذه الطريقة لا ينم فقط عن غياب البعد الأخلاقي للإدارة الأمريكية، وإنما انعدام الجاهزية اللازمة.

وقال: "رأينا نتائج هذا التفكير الخاطئ في زمن اتفاق أوسلو، فالفروقات بين الاتفاقين اللذين تم التوصل إليها آنذاك كانت كبيرة وهائلة، وأقصد اتفاق باريس الاقتصادي واتفاق القاهرة الأمني، لأنهما لم يتطرقا للقضايا اللباب الجوهرية".

وشدد على أن هذا أدى في النهاية لإعلان فشل العملية برمتها، وعلى المدى البعيد اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، التي لم تنشب على خلفية اقتصادية، بل لغياب الأفق السياسي الذي لم يكن واضحاً.

وأكمل قائلاً: إن "هذا الخطر الكبير الذي يقف أمام الأطراف بهذه المرحلة، مما يجعلنا نرى في محاولات ترامب الإعلاء من شأن البعد الاقتصادي على نظيره السياسي مع الفلسطينيين استنساخ جديد لإخفاقات سابقة".

وأردف: "لذلك لا معنى لأي تحركات أو قمم إن لم يكن الهدف النهائي المرجو الوصول إليه واضحا، وهذا الهدف من وجهة نظر الفلسطينيين وإسرائيل يجب أن يكون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية مع تبادل أراضي".

وأضاف قائلاً: "دون أن يتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، ومعهما الوسيط الأمريكي، على هذا الهدف بوضوح وجلاء، فلن تسفر الجهود الجارية في هذه الآونة عن نتائج تذكر".