بدأت جامعة بيرزيت، اليوم الجمعة، احتفالاتها بتخريج الفوج الـ44 من طلبتها من كليات (الهندسة والتكنولوجيا، والتربية، والدراسات العليا)، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس ممثلاً عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس مجلس الأمناء حنا ناصر، ورئيس الجامعة عبد اللطيف أبو حجلة، وأعضاء مجلس الأمناء والجامعة والهيئة التدريسية وعدد من الشخصيات الفلسطينية، بالإضافة إلى الطلبة الخريجين وأهاليهم.
وفي كلمته، هنأ أبو حجلة الخريجين وذويهم بالتخرج، متطرقا الى الإنجازات التي حققتها الجامعة مؤخرا، وتميزها في المحافل الدولية والعربية والمحلية، لافتا الى أن هذه
الإنجازات تحققت نتيجة تضافر جهود هيئتيها الأكاديمية والإدارية وطلبتها، وهي إنجازات تسجل للتعليم العالي الفلسطيني، رغم التضييق الذي تعمل في ظله الجامعات،
ومنها جامعة بيرزيت، التي يستهدفها الاحتلال بشكل مستمر، سواء عبر اقتحام حرمها أو اعتقال طلبتها وأساتذتها، وحتى عبر وقف منح التصاريح للأساتذة من خارج فلسطين، مع ما يعنيه ذلك من تأثير على المستوى الأكاديمي."
من جانبه، نقل الوزير أبو مويس، تحيات الرئيس محمود عباس، ومباركته للخريجين وذويهم على هذا النجاح المميز، مؤكدا أن جامعة بيرزيت هي مصنع الرجال والماجدات الفلسطينيات والقادة، ومنبع التعلم والبحث العلمي.
واضاف "من على منبر جامعة بيرزيت، أوصل رسالة سيادة الرئيس محمود عباس للعالم كله، "أن البئر هنا بئرنا والزيت هنا زيتنا وبغصن الزيتون سنهزم صفقات القرون".
من جهته أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة حنا ناصر، أن جامعة بيرزيت ليست صرحا أكاديميا فقط، بل رمزٌ للم شمل أبناء فلسطين وغيرهم من أبناء الوطن العربي الكبير ليلتقوا جميعا في جامعة بيرزيت. وما هذا إلا إنجاز وطني وتربوي في آن واحد يجسد ثقة المجتمع الفلسطيني والعربي بجامعة بيرزيت وحبهم لفلسطين أينما وجدوا. "
وأضاف: "ما ميز جامعة بيرزيت خلال كل هذه الحقبة من الزمن، أنها حافظت على أهم بعد في التعليم والتعليم الجامعي بشكل خاص – أي حافظت على مبادئ التعليم الليبرالي والحرية الفكرية واحترام الرأي والرأي الآخر بين جميع مكونات المؤسسة وبين أسرتها الأكبر – أي فلسطين والمجتمع الدولي الذي تتفاعل معه الجامعة."
وكرّمت الجامعة خلال الاحتفال، د. عمر نعيم عبد الهادي، بتقليده شهادة الدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال، لعمله الوطني الدؤوب ولمساندته المؤسسات الفلسطينية ولدعمه السخي لجامعة بيرزيت. وقد تمثل دعمه للجامعة بمنح سنوية لطلبة الموسيقى، بالإضافة إلى مبنى الأعمال والاقتصاد الذي تم افتتاحه قبل بدء الاحتفال.
وقال د. حنا ناصر "إن عبد الهادي ذو حس وطني عال، ويهتم بدعم جهود التنمية في فلسطين وله مساهمات عديدة بهدف تمكين الإنسان الفلسطيني وتثبيت صموده وبناء مؤسساته فهو عضو مجلس الأمناء ومجلس الإدارة في مؤسسة الدراسات الفلسطينية وشريك في مؤسسة الإبداع للتمويل في فلسطين – غير الربحية.
من جهته شكّر د. عمر عبد الهادي، الجامعة على هذا التكريم، الذي يأتي من جامعة وطنية عريقة تتميز بإنجازاتها وتميزها العلمي والبحثي والأكاديمي، وقال: "سعادتي اليوم بشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بيرزيت، تفوق سعادتي بحصولي على شهادة الدكتوراه في الهندسة الجيوتقنية من جامعة كاليفورنياــ بيركلي".
كما قدمت الجامعة درعها الخاص للعام 2018/2019، للمرحومة ليلى قسطندي برتقش، وأعرب د. حنا ناصر، عن اعتزازه وفخره بتكريم سيدة فلسطينية قضت معظم حياتها وهي بعيدة عن فلسطين، ولكن أحبتها بلا حدود، وجسدت هذا الحب بأن وهبت في وصيتها مبلغا سخيا من المال لدعم المنح الطلابية في جامعة بيرزيت.
وفي نهاية الحفل، تم توزيع الشهادات على خريجي الكليات المختلفة، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.
يذكر أن احتفالات التخرج ستستمر لثلاثة أيام، وسيتم تخريج ما يزيد عن 2700 طالباً وطالبة، وغدا السبت سيتم تخريج طلبة كليات: الآداب، والحقوق والإدارة العامة، والفنون والموسيقى والتصميم، في حين تختتم الجامعة احتفالاتها يوم الأحد بتخريج طلبة كليات الأعمال والاقتصاد، والعلوم والصيدلة والتمريض والمهن الصحية.