رام الله الإخباري
كشف الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية نداف شرغاي، أن الأردن يراوغ في صفقة القرن ليضمن استمرار وصايته على الأماكن المقدسة كضمانة لاستقراره.
جاء ذلك في مقال نشره شرغاي اليوم الجمعة، مشيرًا إلى أن الأردن يتعرض لضغوط وإغراءات شديدة لإشراك السعودية بالوصاية على المسجد الأقصى ، موضحًا أن
القصر الملكي الأردني أصبح على قناعة بأن السعودية تزاحمه الوصاية على الأقصى بعد أن طلبت الولايات المتحدة منح السعودية دورا مركزيا في إطار ذلك بالقدس.
وأضاف، أن الأردن يشعر بخيبة أمل كبيرة "فهو الذي يستند على إرث تاريخي يمتد إلى نحو مئة سنة في الحرم وليس أقل من ذلك إلى سلسلة من الاتفاقات والتفاهمات مع إسرائيل".
وقال شرغاي: "الملك الأردني غاضب، فهو غير مستعد لأن يخلي المنصة للسعوديين ولملكهم السابع – سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولا أن يتقاسم معهم هذه الوصاية، والآن يفعل الأردن كل شيء تقريبا كي يوضح ذلك".
وأشارت الصحيفة إلى بعض الأحاديث التي دارت بين الملك عبد الله الثاني وجنرالات جيشه قبل أيام، أكد فيها أن القدس ومستقبل فلسطين هما خط أحمر بالنسبة للأردن،
متسائلًا:" لا أدري كيف يمكنني أن أقول ذلك بشكل أوضح... كيف يمكنني كهاشمي أن أتخلى عن القدس؟ هذا مستحيل. هذا خط أحمر، أنا أقول لا وكلا للتنازل عن القدس... لدينا كلمة ولدينا موقف".
وأضاف شرغاي، أن واشنطن تضغط منذ عدة أشهر على الأردن للموافقة على أن ينقل إلى السعودية، أو أن يتقاسم معها صولجان الوصاية على المكان الثالث في قدسيته للإسلام - المسجد الأقصى (وذلك إلى جانب استمرار سيادة الاحتلال في الموقع)، ويدور الحديث عن ضغط اقتصادي غير رسمي، متداخل وإغراءات اقتصادية في الغالب".
وأشار شرغاي إلى أرقام أوضح من خلالها الضغوط التي تعيشها الأردن وهي:
تبلغ ديون المملكة الهاشمية أكثر من 40 مليار دولار، في فبراير الماضي، في اجتماع الدول المانحة للأردن في لندن، نجح الملك عبدالله في جمع تبرعات لنحو 3 مليارات دولار من السعودية، من الكويت ومن اتحاد الإمارات، توزع على بضع سنوات، 350 مليون دولار حولتها السعودية إلى الأردن في الشهر الماضي كجزء من هذا الالتزام، وهي مجرد قطرة في بحر الاحتياجات الكبرى للأردن، أما الآن فللسعودية شرط مركزي واحد لمواصلة المساعدة: الشراكة في إدارة الحرم الشريف في القدس.
وأوضح،أن الأردن يتعلق جدا أيضا بالمساعدة الأمريكية والبالغة مليارا ونصف مليار دولار في السنة، الأمريكيون، الذين تحدثوا في السنة الماضية مع الحكام العرب
تحدثوا معهم ليس فقط عن البديل السعودي في الحرم، بل وأيضا عن إمكانية أن يستوعب الأردن ويوطن في أراضيه بشكل تدريجي مليون لاجئ فلسطيني، بعضهم من الشتات وبعضهم يعيشون منذ الآن في أراضيه.
وختم قوله: "مقابل هذه الرزمة تعرض واشنطن على الأردن مبلغا خياليا من 45 مليار دولار لتستخدمه المملكة الهاشمية لتسديد الديون، لترميم اقتصادها ولكن أيضا
لاستيعاب وتوطين لاجئين فلسطينيين في أراضيها"، مضيفًا، أن الإغراء هائل؛ يحتمل أن يكون الأردن يوافق عليه، رغم خوفه من مزيد من اللاجئين في أراضيه، لولا قصة الحرم.
عربي 21