الصين تدعو إسرائيل لإشراكها في حل مشكلة قطاع غزة

الصين وقطاع غزة

رام الله الإخباري

كشف الخبير الإسرائيلي في شؤون الصين شيرغا بيران، أن الصين دعت إسرائيل ليكون لها دور في حل المشكلة القائمة بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تجد نفسها بين

المطرقة والسندان في الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة، لكنها مدعوة للاستفادة من هذه القوة الشرقية الصاعدة لأخذ دور لها في التسوية القادمة مع الفلسطينيين.

وأوضح بيران، في مقال نشره اليوم الأربعاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن المعطيات متزايدة تجاه تورط تل أبيب في المواجهة الاقتصادية الناشبة بين بكين

وواشنطن، فقد عبرت الإدارة الأمريكية عن عدم رضاها عن الاستثمارات التجارية المتزايدة للصين في إسرائيل، خاصة في الموانئ البحرية التي تصل قيمتها لـ11 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة والعشرين القادمة، حسب ما أورده موقع "عرب 21".

وأضاف، أن هناك تدخلًا صينيًا متزايدًا في الاقتصاد الإسرائيلي الداخلي، من خلال رغبتها بتملك شركات تأمين وحماية فيها، بينما إسرائيل فتحاول السباحة في المياه الساخنة لهذه الحرب العالمية، فلا تتسبب بغضب واشنطن، وفي الوقت ذاته دون التنازل عن مكتسباتها المالية والتجارية من الصين.

كما وأكد، على أن تلك الدعوة ستجعل إسرائيل تسعى باتجاه استغلال الفرصة المتمثلة بمنح الصين دورا مركزيا في تعاون ذي طبيعة استراتيجية بينها وبين واشنطن، من خلال تحقيق ترتيبات سياسية إقليمية في المنطقة.

وأشار إلى أن الصينيين تحولوا منذ فترة إلى لاعبين أساسيين في الأوضاع الجيو-سياسية والاقتصادية للشرق الأوسط، موضحًا أنه قبل حوالي عام أعلن الرئيس جين فينغ عن خطة الغاز والنفط، التي بموجبها ستكسب الصين عشرين مليار دولار لتوريد مصادر الطاقة في المنطقة

 وإقامة صندوق تمويل بثلاثة مليارات دولار كجزء من رابطة للبنوك الصينية مع الشرق أوسطية، ورزمة مساعدات بأكثر من مئة مليون دولار للأردن ولبنان وسوريا واليمن والفلسطينيين.

وفيما يتعلق بالنفوذ الصيني في الشرق الأوسط، أوضح أنه لم يبدأ حديثا، فالدول العربية شريكة للصين في طريق الحرير الجديد، التي من شأنها مضاعفة التطوير

الاقتصادي في الصين من خلال تقوية تجارتها العالمية مع دول في قارة آسيا وشرق أفريقيا وأوروبا، ومن جهة الصين فسيكون الشرق الأوسط محطة مركزية في إنجاح هذا المشروع الضخم.

وأضاف، أنه منذ عام 2015 تحولت الصين إلى المستورد الأكبر للنفط على مستوى العالم، وأكثر من نصف كمياته تأتي من السعودية وعمان والعراق وإيران واتحاد

الإمارات والكويت، وهنا تبدو مصلحة الصين في تأمين مضيق هرمز، الذي يؤمن وصول النفط إليها، وإبقائه مفتوحا، كما تسعى الصين لفتح أسواق جديدة لمنتجاتها وخدماتها، وتأمين قاعدتها العسكرية في جيبوتي بالقارة الأفريقية.

كما أوضح، أن الصين تريد أن تزيد تأثيرها ونفوذها في المنطقة، وتقوم بذلك فعلا، فهي تعمل بالتعاون مع الجامعة العربية في تأمين قوة سلام دولية، ولا يمكن لإسرائيل

تجاهل دور الصين، بل إن لها مصلحة للتواجد في المنطقة من أجل تطوير حل إقليمي مع الفلسطينيين والدول العربية، دون أن نقصد السلام الاقتصادي، الذي لن ينجح بتجاهل القضية السياسية والأبعاد القومية.

وأضاف، أن المقصود هو دمج المعايير الاقتصادية والسياسية، بحيث تقوم إسرائيل بالدفع بدور للصين بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وربما تكون جزءا من صفقة القرن،

وهذا يعني أنه من دون الصين فلا أمل بتحقيق هذا الحل والتسوية، مع العلم أن بكين أعلنت عدم مشاركتها بقمة البحرين، ولذلك مطلوب مبادرة إسرائيلية تدمج الأبعاد السياسية والاقتصادية لحل الصراع القائم في المنطقة، وسحب هذا الدور الصيني إلى قطاع غزة.

كما وأكد، على  أن مصلحة إسرائيل بحل الأزمة الإنسانية في غزة تتطلب إشراك الصين في حلها من خلال دورها الإقليمي، مشيرًا إلى أن المستقبل الاقتصادي لغزة واعد

جدا، يبدأ باستخراج الغاز الطبيعي الذي تساوي قيمته خمسة مليارات دولار، مرورا بالميناء الذي يوصل لقناة السويس، والخروج من البحر المتوسط شرقا وجنوبا، بجانب إقامة محطات لتوليد الطاقة والزراعة والأيدي العاملة.

وختم مقاله بقوله، إنه في حال نجحت إسرائيل في إيجاد دور صيني في عزة، فسيكون هناك فوائد اقتصادية لها ولجميع المنطقة.

 

عرب 21