رام الله الإخباري
دعا مؤسس المعهد الإسرائيلي للأبحاث الاستراتيجية مارتين شيرمان، الباحث الإسرائيلي في قضايا الأمن مارتن شيرمان، حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى ترك السلطة الفلسطينية تعيش مرحلة الانهيار، بزعم مصلحة السلام في المنطقة.
وقال شيرمان، في مقال نشره أمس الأحد على موقع "ميدا" الإسرائيلي:" إن اتفاقات أوسلو التي أنجبت السلطة الفلسطينية جاءت للحياة بخطيئة كبيرة ونتيجة عملية للخيانة السياسية والرشوة، وبدأت الاتفاقات تتسبب في العديد من المآسي للإسرائيليين فور توقيعها، ودفع الآلاف من الإسرائيليين ثمنها، وعلى الرغم من كل ذلك، فإن مؤيدي الاتفاقيات ما زالوا يصرون على رفض الاعتراف بهذا الخطأ القاتل".
وأضاف شيرمان "لسوء الحظ، وكما توقع خصوم أوسلو، لم يحقق الاتفاق للإسرائيليين وإسرائيل أي فائدة. على العكس من ذلك، لم يتم تحقيق أي من الأهداف الكبيرة التي
وعد بها المبادرون والموقعون على الاتفاقية، في حين أن جميع المخاطر التي حذر منها خصوم الاتفاق قد تحققت بالفعل، وبكل المعايير، أثبتت عملية أوسلو فشلها الكبير، وقد حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة اللاذعة".
وأوضح ضمن هذا السياق، فإنه يجب أيضًا تغيير المفهوم السائد لأهمية انهيار السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الهيكل الهش لاتفاق أوسلو، من الألف إلى الياء. بعد كل هذه
المعطيات، إذا كان النقل المستمر للدعم المالي للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للسلطة الفلسطينية أن تستمر في الوجود بها، فلا يوجد خيار سوى التشكيك في حكمة وصحة الحفاظ على هذا الوضع.
وحسب تقديراته، فإن تنازل إسرائيل عن الاستيلاء على أموال المقاصة لن يؤدي إلى تقويض خطير لمصداقيتها وقدرتها على الردع فحسب، إنما سيشكل أيضًا صفعة لاذعة في وجه حلفائها في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي سنّ قانون "قوة تايلور فورس" مؤخرًا، والذي بموجبه سيتم تقليل دعم السلطة الفلسطينية إذا لم يتوقف تمويل الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم.
وأضاف، أنه يصور لنا أن الانهيار المالي الوشيك للسلطة الفلسطينية هو تهديد جدي لإسرائيل سيزيد من عدم الاستقرار ويزيد من تفاقم المشاكل الأمنية، رغم أنه قد يكون
هناك درجة معينة من الحقيقة في هذا التقييم على المدى القصير، إلا أنه ينبغي رفضه باعتباره أحد قيود صياغة الاستراتيجية الإسرائيلية على المدى الطويل، وبدلاً من
الخوف من الانهيار المحتمل للسلطة الفلسطينية كتهديد، يجب على إسرائيل أن تنظر إليها على أنها فرصة للهروب من طريق أوسلو المسدود.
كما وأشار، إلى أن المفتاح هو إحداث تغيير في التصور، بما يمكن لإسرائيل من رؤية انهيار السلطة الفلسطينية كفرصة للهروب من الخطأ التاريخي المتمثل بأوسلو. مشيرًا
إلى أنه بدلاً من الإصرار على الوهم الباطل بأن السلطة الفلسطينية شريك محتمل للسلام في المستقبل، يجب النظر لها كعدو لإسرائيل. لذلك، ليس على إسرائيل أي التزام،
معنويا أو غير ذلك، بالحفاظ على الهيكل الاجتماعي والاقتصادي للعدو، بل على العكس من ذلك، فإنه من الواجب المساهمة في انهيارها.
وفيما يتعلق بالأموال التي يستولي عليها الاحتلال من المقاصة، أوضح شيرمان أنه يجب استخدامها في حركة لا تنطوي على عنف عسكري وقادرة على ضمان بقاء
إسرائيل على المدى الطويل كدولة قومية للشعب اليهودي، من خلال تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية. ويقترح مشروعا شاملا يهدف إلى تشجيع الهجرة بين
الفلسطينيين إلى دول العالم، ويضرب مثالا على ذلك، كيف ساهم الحصار المفروض على قطاع غزة في هجرة آلاف الفلسطينيين واستعداد الآلاف للهجرة.
صحيفة الحدث