تقرير: كنائس القدس تصارع من أجل حماية أوقافها من الاحتلال

كنائس القدس

رام الله الإخباري

كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الاحتلال وبلدية القدس المحتلة يساهمان في تشجيع عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ومن ضمنها الأوقاف الإسلامية والمسيحية، من خلال التواطؤ مع صفقات مشبوهة مع جمعيات استيطانية تعمل في المدينة.

وأفاد المكتب الوطني، في تقرير نشره اليوم السبت، بأن كنائس القدس لا تزال تصارع من أجل حماية أوقافها من عمليات التسريب المشبوهة لجمعيات استيطانية عاملة في المدينة، مشيرًا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر خلال الأيام المقبلة في الاستئناف المقدم من قبل بطريركية الروم الأرثوذوكس للطعن في مصادقة محكمة إسرائيلية على عملية الاستيلاء على عقارات باب الخليل لصالح إحدى الجمعيات الاستيطانية، بالرغم من إثبات أن عملية التسريب جاءت بطرق غير شرعية.

كما وبين التقرير، أن الأمر يتعلق بحماية أملاك الكنيسة في باب الخليل، خاصة فندقي الإمبريال والبتراء، والحفاظ عليها من الصفقات المشبوهة بعد انحياز القضاء الإسرائيلي للجمعيات الاستيطانية وإخفائه للوثائق والإثباتات لتسهيل صدور قرار يعتمد صفقة التسريب.

ومع مرور الذكرى الـ52 لحرب حزيران/ يونيو 1967، ذكر التقرير، أن الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عقب الحرب، قد تغيرت ملامحها بسبب ما تعرضت له من عمليات نهب وسرقة عبر مصادرة مساحات شاسعة منها لصالح إقامة المشاريع الاستيطانية.

وأضاف المكتب الوطني، أنه تم تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق عسكرية واستيطانية وأراضي دولة ومحميات طبيعية لتسهيل عمليات الاستيلاء على الأرض وتحويلها إلى الأنشطة الاستيطانية.

كما وأوضح، أن الضفة شهدت في السنوات الأخيرة توسعًا استيطانيًا حيث تجاوز عدد المستوطنات (158) مستوطنة، بالإضافة إلى البؤر الاستيطانية والتي قامت الحكومة بدورها بالعمل على شرعنتها، إما من خلال الاعتراف بها مستوطنات جديدة أو الاعتراف بها كأحياء لمستوطنات قائمة.

وكشف التقرير، أن المستوطنات توزعت على محافظات الوطن، في القدس (24)، رام الله (30)، الخليل (21)، بيت لحم (15)، أريحا والأغوار (16)، طوباس (8)، جنين (6)، نابلس (12)، سلفيت (15)، قلقيلية (8)، طولكرم (3).

وأضاف، أن عدد المستوطنين تجاوز الـ(750) ألف مستوطن يتوزعون بين (250) ألف مستوطن في القدس ومحيطها، و(500) ألف مستوطن في باقي محافظات الضفة.

ومن جانبها، قامت حكومة الاحتلال وبلدية القدس برعاية ودعم عمليات تهويد المدينة بموافقة أمريكية، خاصة عقب اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، والذي اعتبرته حكومة الاحتلال مبررًا لسياستها في تهويد المدينة.

وأضاف، أن حكومة الاحتلال تواصل دعمها للمستوطنين على كافة المستويات، حيث قام نتنياهو بتعيين آفي روه وهو أحد القادة المستوطنين في منصب مساعد وزير جيش الاحتلال لشؤون الاستيطان.

وأكد المكتب الوطني في تقريره، على أن الاحتلال ما زال يمضي قدمًا في مشاريعها الاستيطانية من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية، والتي كان آخرها قبل أسبوع عبر الاستيلاء على (511) دونم من أراضي قرى بورين، وعراق بورين، وكفر قليل، جنوب نابلس.

ولفت، إلى أن الاحتلال أودع مخططًا للاستيلاء على هذه المساحة من حوض رقم (15) في المناطق المسماة خلة الشيخ أحمد والمشالح من أراضي قرى بورين، وعراق بورين، وكفر قليل، لتوسعة مستوطنة "براخا".

وأوضح التقرير، أن الاحتلال يواصل أيضًا سياسة التضييق على المواطنين في محافظتي الخليل وبيت لحم، حيث قامت بإخطار المواطنين بوقف العمل ووضع اليد على قواعد لمد خطوط كهرباء الضغط العالي في منطقة بيرين شمال مدينة يطا جنوب الخليل، مخصصة لتزويد سكان تلك المنطقة بالكهرباء.

وجاء هذا القرار، ضمن سلسلة من السياسة الإسرائيلية الهادفة للاستيلاء على أراضي المواطنين بهدف توسعة المستوطنات، عبر الضغط على الفلسطينيين للرحيل عن أراضيهم، حيث استولت الجمعية الاستيطانية "كيرن كييمت" على أربعة دونمات من أراضي المواطنين في بيت جالا في منطقتي المخرور والقصير، واستصلحتها وزرعتها ووضعت أسلاكًا شائكة في محيطها، لوضع بيوت متنقلة "كرفانات" فيها مستعينة بمجموعات من جمعية "الكاكال" الاستيطانية.

وأكد التقرير، على أن الاحتلال لا يقيم وزنًا للمواقف الدولية المناهضة للاستيطان ويواصل تجاهله لها وخاصة موقف الاتحاد الأوروبي الذي أعلنه تعقيبًا على قرار وزارة الاستيطان طرح مناقصة الأسبوع الماضي لبناء (805) وحدات استيطانية في القدس، والذي أكد من خلاله معارضته الشديدة لسياسة الاستيطان بما في ذلك القدس الشرقية.

يشار، إلى أن أملاك الكنيسة في باب الخليل (ميدان عمر بن الخطاب تعتبر المدخل الرئيس لكنيسة القيامة ومدخل لكافة البطريركيات وكنائسها، ويترتب على المساس بهذه الأملاك تأثيرات سلبية على الوجود المسيحي في المدينة المقدسة وفق تقديرات بطريركية الروم الأرثوذوكس المقدسية.

ويذكر، أن غبطة البطرق سبق وأن أرسل رسائل إلى رؤساء الدول والعالم المسيحي أجمع ولمحبي السلام داعيًا فيها إلى العمل لحماية الإرث الكنسي المسيحي في القدس، والمستهدفة من قبل جمعيات الاستيطان المدعومة من حكومة الاحتلال وبلدية القدس.

صفا