شاهد ...أردنيون يبيضون دفاتر ديون الفقراء دون علمهم

تسديد ديون

رام الله الإخباري

ابتكر مجموعة من المتطوعين الأردنيين عددهم حوالي (500) شاب وشابة، مبادرة فريدة من نوعها للتخفيف عن الفقراء في الأردن، وذلك من خلال فريق يجوب القرى

والمحافظات الأردنية، للبحث عن دفاتر الديون في البقالات والمخابز والصيدليات، ويقومون بسداد ديون الأسر المحتاجة تحت اسم مبادرة "صفحتك بيضا" التي تنشط للعام الثاني على التوالي.

وصرح سعيد راشد فيضي، وهو أحد المتطوعين في مبادرة "صفحتك بيضا" لصحيفة عربي 21 اللندنية  بأن المبادرة تعتبر عملًا خيريًا تنفذه جمعية باب الخير للعمل التطوعي برئاسة ماهر الغريب، وهي جمعيات تقوم على العمل التطوعي.

وقال الفيضي:" إن المبادرة رأت النور في رمضان الماضي، عقب عصف ذهني مع مجموعة من المتطوعين الشباب معظمهم من المدارس والجامعات، وكانت فكرتها

الخروج بشكل مختلف عن الإغاثة التقليدية التي تقدمها المؤسسات غير الربحية"، مضيفًا:" جلس الفريق وأجرى عصفًا ذهنيًا للخروج بفكرة سداد ديون الفقراء في دفاتر البقالات في المناطق الشعبية من خلال أموال الزكاة".

وأشار الفيضي إلى عددٍ من قصص دفاتر ديون الفقراء، قائلًا:" إنها تسطر مدى تضامن وتكافل المجتمع الأردني مع الفقراء"، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب المحلات والبقالات لديه ديون مستحقة على فقراء بآلاف الدنانير رغم أنها بقالات صغيرة، إلا أن الشعور بالتعاطف والتراحم يمنعه من طلب هذه الديون خصوصًا من الأسر التي لا معيل لها.

وأضاف، أن هناك دفاتر تحولت فيها الورقة من اللون الأبيض للون الأصفر لمرور الزمن عليها، حيث أن الدائن غير قادر على سداد دينه ولا صاحب الدين قادر على استرداد نقوده، وبالرغم من ذلك صابرون.

وأفادت الصحيفة  بأن المبادرة تلجأ للاعتماد على متطوعين في القرى والأحياء الشعبية، يرشدون الفريق إلى أماكن استدانة العائلات الفقيرة التي تشمل الصيدليات،

حيث يلجأ البعض لاستدانة الدواء والخبز أيضًا، وتقوم المبادرة بسداد الديون للأسر الأشد فقرًا دون سفق مالي محدد.

وأضافت  أن الجمعية تختار المتطوعين من خلال برنامج أطلق عليه اسم "جذور"، وهو فريق تطوعي يقدم له مجموعة من ورشات عمل ودورات متخصصة في

إدارة مبادرة أو مشروع أو حتى نشاط تطوعي باحترافية، وبفكر يحافظ على نجاح العمل وديمومته ويسعى إلى فكر تطوعي تمكيني.

ومن جانبه، أكد الخبير الاقتصادي مازن مرجي، على أن دفاتر الديون هي جزء من الثقافة الشعبية في الأردن، إذ أن بعض الأبناء توارث هذه الدفاتر عن آبائهم، إلا أنها

توسعت في الفترة الأخيرة؛ بسبب تراجع الأوضاع الاقتصادية للأردنيين، التي بات إنفاقها يزيد عن دخلها بنسبة تصل إلى 35% مما يدفع الكثير من الأسر للاستدانة".

وأضاف مرجي، أن هنالك فجوة كبيرة بين الإنفاق والدخل دفعت الأردنيين لبيع مدخراتهم من الذهب أو التوجه للاستدانة، حتى إن بعض العائلات تستدين الأدوية والخبز، وهي نمط من أنماط حصول الإنسان على احتياجاته في الظروف الصعبة.

يشار، إلى أن الجمعية تقدم بالإضافة إلى "صفحتك بيضا" مبادرات في مناطق الأردن كافة، أبرزها تأهيل الأيتام بحرف من خلال دورات تدريبية "خذ فرصة"، إلى جانب

مبادرة لكسوة الأطفال الفقراء "لبسة عيد"، وتقديم طرود غذائية "فطوركم علينا وطرود هنية"، وإجراء عمليات جراحية "حلمي يتحقق" لإعاقات وإصابات تعيق صاحبها عن العمل، وفي الشتاء يقدم "كمشة دفا" لتدفئة الأسر الفقيرة.



61493600_2897632100279195_886467291250688000_n

61534734_2897632176945854_3113707279346565120_o

61480880_2897632296945842_1744791156459307008_n

61538153_2897632386945833_7388503819786649600_n

61781654_2897632486945823_1268130931420430336_o

61992413_2897632593612479_5266916767292194816_n

60149835_3281193615240030_3600736882582880256_n

60076221_3281193661906692_4915518657850769408_n

عربي 21