رام الله الإخباري
تساءل باحثون وأكاديميون في واشنطن عن مستقبل خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط التي تعرف إعلاميا بصفقة القرن، بعد الدعوة لانتخابات مبكرة في
إسرائيل إثر فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية.
وبرزت شكوك واسعة في جدوى ورشة السلام الاقتصادية الشهر المقبل في البحرين، في ظل المقاطعة الفلسطينية وعدم تحمس دول مهمة مثل الصين وروسيا.
وبحسب الباحثون والأكاديميون في واشنطن، فإنه من شأن تأجيل الانتخابات الإسرائيلية وما يتبعها من مفاوضات معقدة وطويلة لتشكيل حكومة ائتلافية، أن يدفع لاستبعاد
طرح ما يعرف بـ"صفقة القرن" خلال النصف الثاني من عام 2019.
وعلق المسؤولون الأمريكيون في تغريدات منفصلة لهم عبر حساباتهم في "تويتر"، على المنعطف الذي تمر به خطة كوشنر بعد تأجيل الانتخابات الإسرائيلية.
ويؤكد الباحث من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي، أن إعادة الانتخابات في إسرائيل تمثل "خبرا جيدا وخبرا سيئا لصفقة القرن. فهي جيدة على المدى القصير من حيث كونها مبررا مقبولا لعدم طرح الشق السياسي للصفقة، وسط شكوك دولية كبيرة".
وأضاف "إلا أنها أيضا تمثل خبرا سيئا حيث لن يتم تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل مع بدء دورة الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020".
بدوره، أكد الباحث في مركز الأمن القومي الأمريكي الجديد إيلان جولدبرج أن إجراء انتخابات جديدة بإسرائيل ينهي عمليا "خطة كوشنر ترامب" لسلام الشرق الأوسط، إلا إذا فاز ترامب بفترة رئاسية ثانية".
وتجرى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في 17 سبتمبر/أيلول المقبل وسيستغرق تشكيل الحكومة شهرين على الأقل.
بعد ذلك بشهرين تبدأ دورة الانتخابات الأميركية بانتخابات ولاية آيوا التمهيدية في العشرين من فبراير/شباط 2020.
أما المفاوض السابق بالخارجية الأميركية ديفد آروون ميلر، فنصح كوشنر أن "يضع خطة صفقة القرن على الرف".
من جهته، اعتقد الكاتب جريج كارلستورم أن الانتخابات الإسرائيلية الجديدة بمثابة "حبل نجاة لخطة كوشنر التي يشكك كثيرون في وجودها من الأصل".
وقد وصل جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي جيسون غرينبلات إلى المنطقة بعد ساعات من الإعلان عن فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة.
ورغم وصولهما في هذا التوقيت السيئ فإن أحدا لم يذكر أي تغيير في برنامج الورشة الاقتصادية بالمنامة.
وفي ذات السياق، شكّك الأكاديمي بجامعة ميريلاند شبلي تلحمي في جدوى ورشة عمل البحرين التي يرى أنها "لا تهدف لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، بل تركز على وعود
اقتصادية للفلسطينيين إذا ما قبلوا شروط كوشنر".
وكان البيت الأبيض قد ذكر أن ورشة عمل البحرين تتعلق "بمبادرات الاستثمار التي يمكن تحقيقها بعد التوصل لاتفاق سلام".
وتعتقد تمارا كوفمان ويتيس -من معهد بروكينجز- أن خطة "صفقة القرن" ستشهد عددا من التغيرات، وقالت إن "كوشنر سيعقد اجتماعات محدودة غير مهمة في ورشة عمل البحرين، بدون أي نتائج كبيرة. وربما لا يعلن أبدا عن الجانب السياسي من الصفقة".
الجزيرة نت