قلل خبير إسرائيلي من أهمية الحديث عن سلام اقتصادي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المزمع العمل به في ورشة العمل الاقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة، نهاية الشهر المقبل.
ووصف الخبير الإسرائيلي سيفر بلوتسكر، السلام اقتصادي بـالـ"كلام فارغ"، طالما أنه يتجاهل الوصول لمرحلة الحسم في القضايا السياسية والقومية، مشيرا إلى أن صفقة القرن مزيج من الخداع والتخبط.
وقال بلوتسكر، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، إن الحديث عن حل اقتصادي في ورشة المنامة ليس سلاما اقتصاديا إنما هراء اقتصادي.
وأشار إلى أن السلام السياسي هو الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الشرط الذي يسبق السلام الاقتصادي، لافتا إلى أن الأخير لن يحصل قبل الأول، وهذا تم تجريبه عدة مرات، ولم ينجح.
وأضاف "حتى أن الاتفاق الاقتصادي في 1994 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد عام واحد على اتفاق أوسلو لم يتطور ليصبح اتفاقا دائما؛ بسبب تعثر العملية السياسية، وخطط البنك الدولي والدول المانحة للتطوير الزراعي والصناعي الفلسطيني لم تنجح".
وأوضح الخبير الإسرائيلي أن بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق فهم هذه المعادلة جيدا، في حين أن دونالد ترامب يكره كل ما له علاقة بعائلة كلينتون.
وتابع "الرئيس ترامب لديه مواقف سلبية مسبقة من الفلسطينيين أسّر بها لمقربيه، فهو لا يرى فيهم أمة جديرة بدولة ذات سيادة، هو يراهم مجموعة إثنية عربية، ربما تكون جديرة فقط بإقامة حكم ذاتي محسن، ليس أكثر".
وأشار إلى أن "السلام الاقتصادي موجه بالأساس لترويض الفلسطينيين، وجعلهم يتجرعون المرارة المتمثلة بالقضاء على تطلعاتهم الوطنية بالاستقلال، واللافت أن ترامب
في قمته الاقتصادية في البحرين التي يدعو إليها كبار المستثمرين ورجال الأعمال لا يريد شراء الفلسطينيين، بل شراء سكوتهم، ومنحهم أموالا من دول الخليج، ويدعي أنه يدير هذا الصراع كما لو كان رجل أعمال مجربا، واقتصاديا محترفا، لكن هذا ليس صحيحا".
وفي سياق آخر، أشار إلى أن التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية في سوريا حصل رغم وجود آثار اقتصادية سلبية على روسيا، مبينا أن إسقاط صدام حسين في
العراق لا ينظر إليه فقط من جوانب اقتصادية بحتة؛ لأن هذا الحدث كلف الاقتصاد الأمريكي ودافع الضرائب تريليونات من الدولارات.
ولفت إلى أن يمكن الحديث عن مؤشرات وشواهد تبدأ ولا تنتهي عن تقدم السياسة على الاقتصاد، وليس العكس.
ووصف الخبير الإسرائيلي الرئيس ترامب، بمشعوذ اقتصادي، مطالبا السلطة الفلسطينية بالحذر كي لا تكون من ضحايا سياسته الخرقاء.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة البحرينية بالشركة مع واشنطن في نهاية شهر يونيو المقبل، ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار".
وأعلنت السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وجميع الفصائل الفلسطينية عن رفضها المشاركة في هذه الورشة، داعية دول العالم برفض المشاركة.