طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رؤساء الدول العربية والإسلامية الذين يعقدون اجتماعاً قريباً في مكة المكرمة، بإعلان موقف إسلامي موحد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والتحرك الفاعل لحماية القدس.
وقال هنية في رسائل إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ورؤساء وملوك وأمراء الدول الإسلامية، في القمّة الرّابعة عشرة العادية للمنظمة، "ندعو الدول المشاركة في المؤتمر بالعمل على أن يشكل إعلان مكة موقفاً إسلامياً موحّداً في بناء خارطة طريق نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه والعودة إليها".
وأضاف، "ندعو إلى الإعلان عن تحرّك إسلامي فاعل وعاجل، يحمي مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويواجه سياسة الاحتلال الإجرامية والعنصرية ضدّها، ويضع حدّاً لمخططات التهويد والتقسيم والتهجير والإبعاد".
وتابع هنية، أن " الإدارة الأمريكية منحازة للاحتلال بشكل سافر، من خلال وقوفها إلى أجنداته العنصرية والإجرامية، وتبنّيها لمواقف حكومته المتطرّفة؛ وهو ما باتت تكرّسه اليوم على أرض الواقع عبر ثلاثي فريق الرئيس الأمريكي ترمب "كوشنير-غرينبلات-فريدمان".
وقال هنية، إن “الفريق الأمريكي يقوم بأدوار مشبوهة، لتسويق مشاريع وحلول سياسية أو اقتصادية تستهدف في جوهرها تصفية القضية الفلسطينية، وتضرب عمقَ حقوق الشعب الفلسطيني".
وشرح هنية ف رسالته، ما تتعرّض له القضية الفلسطينية من مخاطر وتحدّيات كبيرة، تهدّد حاضرها ومستقبلها ووجودها، في الوقت الذي يتصاعد فيه الإرهاب الاسرائيلي ضد الأرض والشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، عبر الاستيطان والتهويد والتهجير والحصار.
وأكد هنية أهمية دعم صمود المقدسيين وثباتهم على أرضهم، وحمايتهم من خطر التضييق على حياتهم ومصادر رزقهم، وتهريب وبيع عقاراتهم للجمعيات الاستيطانية، ومنع الاقتحامات المتكرّرة لباحات المسجد الأقصى، ومساندة المرابطين في الدفاع عنه.
حذر رئيس المكتب السياسي لحماس، من خطورة المساس بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته؛ فهي حقوق ثابتة لا تسقط بالتقادم، منوهاً إلى أن الحقوق غير قابلة للتفاوض أو التنازل أو المساومة، ولا يملك أيّ طرف أو جهة الحقّ في ذلك.
وشدد هنية، على أن شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، لن يسمح لهذه المؤامرة أن تمرّ، وستبقى خياراته مفتوحة للدفاع عن أرضه ومقدساته بكل الوسائل الممكنة حتى زوال الاحتلال.
وأضاف هنية، أن "حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجّروا منها حق ثابت غير قابل للتصرّف"، داعياً إلى حمايتهم من كل أشكال التمييز والعنصرية، والعمل على منحهم حقوقهم الطبيعية، في التوظيف والتنقل والتملك، باعتبارها واجباً إنسانياً وأخلاقياً.
ودعا هنية، لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لتتمكَّن من الاستمرار في تقديم خدماتها لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، مع الرّفض التام لكلّ مشاريع التوطين والوطن البديل، والسعي إلى محاكمة الاحتلال على جرائمه المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني خلال النكبة منذ 71 عاماً.
كما دعا إلى رفض وتجريم مشاريع تطبيع العلاقات معه، والعمل على دعم مقاطعته وعزله، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً ورياضياً.
وطالب هنية رؤساء الدول خلال المؤتمر بالعمل على إنهاء وكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزّة، المستمر منذ 13 عاماً، ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية التي يتعرّض لها أكثر من مليوني إنسان، وتهدّد حياتهم وتعرّضهم للموت البطيء، وإلى تحذير الاحتلال من مغبّة الاستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني واستهداف أرواح المدنيين العزّل من النساء والأطفال والشيوخ، وتحميله المسؤولية كاملة عن تداعيات التصعيد والانتهاكات المتكرّرة.
وقال هنية، إن "الاحتلال هو العدو المشترك الأوّل للأمّة الإسلامية جمعاء، وأنَّ المحاولات الرّامية لتلميع صورته والتودّد إليه، في ظل احتلاله وإجرامه ضد الأرض والشعب الفلسطيني، هي محاولات يائسة لن تفلح في زرع وتسلّل كيانه الغاصب إلى جسم أمتنا الإسلامية".
وفي الرسالة ثمن هنية وعبر عن تقديره للمواقف والأدوار السياسية والدبلوماسية المميّزة في المحافل الدولية لكل الدول الإسلامية، انتصاراً لفلسطين ودفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني وتأييداً لنضاله المشروع من أجل انتزاع حقوقه.
وعبر رئيس المكتب السياسي عن أمله وتطلعاته بأن تتكاتف وتتكامل وتتواصل جهود وأدوار الأمّة الإسلامية، من أجل الوقوف صفاً واحداً ضدّ كلّ المحاولات المشبوهة الساعية إلى الموافقة أو تمرير مشاريع تتناقض مع وحدة الأمَّة وهُويتها ومبادئها وثوابتها وتاريخها ونضالها، حتّى زوال الاحتلال عن أرض فلسطين.