رام الله الإخباري
أعلن أحد المقربين من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لأول مرة عن تفاصيل صادمة ومؤثرة للحظة مقتل الزعيم الليبي، أواخر أكتوبر 2011 الماضي.
وأكد أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي، أو ما يطلق عليه بـ"الصندوق الأسود" للقذافي، أنه كان يتابع ويراقب آخر التطورات من مكان اقامته آنذاك في القاهرة، حيث
تواصل مع القذافي في فجر ذلك اليوم الذي قتل فيه بطرق شديدة التأمين.
وبحسب صحيفة "إندبندنت عربية"، فإن قذاف الدم توقع أن يتعرض القذافي في ذلك اليوم للاستهداف أو الاستشهاد، عند خروجه من سرت، مبينا أن القذافي رجل عسكري وسياسي، خرج من طرابلس لأنه لا يرغب في تدميرها.
واتهم الدول الغربية بقتل معمر القذافي لمشروع أكبر وهو الاتحاد الأفريقي، نظرا لأن القذافي كان يسعى لمشروع الأمم المتحدة الأفريقية، وقطع شوطا كبيرا، لإعلان
الحكومة الأفريقية الموحدة، وبالتالي كان مرفوضا بالنسبة للهيمنة والاستعمار الغربي. وفق قوله.
وأضاف قذاف الدم: "وقت مقتل العقيد كنت في مصر، وكنت مكلفا بمهمة التواصل مع الغرب ومع المعارضين الليبيين، وبعد التدخل الغربي في ليبيا، قدمنا وقمنا بسلسلة من المبادرات مع الغرب وخاصة فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وكذلك روسيا والولايات المتحدة ومجلس الأمن لوقف الحرب وإيجاد حل ومخرج".
وأشار إلى أن أهم مبادرة طرحت من طرف الغرب، هي أن يغادر القذافي إلى أي بلد يريد ومع من يريد، وبكل الضمانات، مقابل وقف الحرب، الأمر الذي لم يكن مقبولا من بداية الأزمة لآخر يوم.
وتابع: "من خلال اتصالاتي بدوائر الحكم الغربية والعربية، ظن الغرب من خلال هذه المبادرة أن القذافي سيخاف ويهرب من البلد، خصوصا بعد الغارات التي طالت منزله
في العزيزية (مقر الحكم الليبي) وقادت لمقتل نجله سيف العرب، ثم طرح القذافي مبادرة، أن يذهب حلف الأطلسي ويتوقف القصف، وأن يذهب هو إلى سرت (مقر ميلاد
العقيد) وبعيدا عن حكم القذافي أو قرارات مجلس الأمن بالحرب، فعلى الليبيين أن يقرروا أي نظام يريدون، لكن الغرب أراد إذعانا، ورجل كمعمر القذافي لن يستسلم".
وبحسب قذاف الدم: "فإن القذافي أبلغه في أحد الاتصالات، أنه سيذهب إلى سرت فور رفع قرارات مجلس الأمن، لكن الغرب أصر على الذهاب أولا، وهو ما اعتقده القذافي أنه إذعان وبمثابة عار ليس عليه فقط، ولكن على كل الليبيين"، وأبلغه "سأقوم بواجبي، نحن نعلم أننا لن ننتصر على كل هذه القوى المتكالبة على ليبيا لكننا سنقوم بواجبنا".
ولفت الصندوق الأسود للقذافي إلى أنه تفاوض أيضا مع الروس والأفارقة، وحاول إيجاد حلول لهذا الكارثة، غير أنه للأسف كان الغرب مصرا على التخلص من القذافي،
وبالتالي عندما قتلوا القذافي في سرت، انسحبوا وتركوا ليبيا لمصيرها.
ووفقا لقذاف الدم، الذي بات يعرف نفسه في الوقت الراهن بالمسؤول السياسي لـ"جبهة النضال الوطني"، والتي أنشأها كجبهة معارضة قبل أربع سنوات، فإن تدهور الأوضاع الليبية واستمرار حالة الانقسام والتشرذم التي تعانيها البلاد يعود إلى اللحظات الأولى من العمليات العسكرية لحلف الأطلسي على بلاده.
وأكد قذاف الدم أن القرار بإسقاط القذافي اتخذ بعد موافقة جامعة الدول العربية خلال أيام معدودة دون إرسال لجنة تقصي حقائق، حيث نفذت طائرات 40 دولة وأساطيلها
نحو 30 ألف غارة على ليبيا، صبت حممها على مدننا وقرانا مما أدى لسقوط عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، وتدمير كامل للبنية التحتية.
كما حمّل حلف الأطلسي ومجلس الأمن والدول المشاركة في غزو ليبيا، المسؤولية لما آلت إليه الأوضاع في الوقت الراهن، داعيا هذه الدول لتصحيح أخطاءهم لما قاموا به في ليبيا، ويعتذروا لليبيين عن تدخلهم، بدلا من تنصيب أشخاص موالين لهم بالحكم لاستكمال مخططهم لتفتيت ليبيا.
سبوتنيك