اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن "صفقة القرن" التي وصفها بصفقة العار، ستذهب إلى الجحيم، وأن حل القضية الفلسطينية يجب أن يبدأ بالمسائل السياسية قبل الاقتصادية.
وقال عباس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أمس الاثنين: "من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلق عليها آمالا ولا نقبل بها لأن قضيتنا سياسية بامتياز".
وأضاف خلال حفل تكريم المتبرعين لمؤسسة محمود عباس، الذي أقيم في مقر الرئاسة بمدينة رام الله مساء الاثنين: "قضيتنا تتقدم خطوة خطوة وسنصل بإذن الله إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وستذهب صفقة القرن أو صفقة العار إلى الجحيم بإذن الله، وسيذهب المشروع الاقتصادي الذين يعملون على عقده الشهر المقبل ليقدموا لنا أوهاما كذلك إلى الجحيم".
وأردف: "نحن قلنا كلمتنا ونقولها في كل وقت وأصدرنا البيانات اللازمة بأننا لن نقبل بهذا الاجتماع ونتائجه لأنهم يبيعون لنا الأوهام التي لن يصل شيء منها إطلاقاً، ونحن لسنا بحاجة لدعمهم لأننا بفضل جهود أبناء شعبنا الفلسطيني قادرون على أن نبني دولة عصرية حديثة بكل امتياز".
يشار إلى أن البيت الأبيض سيطرح الجزء الأول من خطة الرئيس دونالد ترامب التي طال انتظارها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مؤتمر بالبحرين أواخر يونيو حزيران.
ومن المتوقع أن تركز هذه الخطة، التي وصفها ترامب بأنها "صفقة القرن"، على حث الدول العربية المانحة على الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل معالجة القضايا السياسية الشائكة التي تمثل جوهر الصراع.
كان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، قد قال أمس الاثنين، إن عباس سيطالب بمقاطعة مؤتمر البحرين.
وقال أبو يوسف لوكالة "رويترز"، إن "الرئيس (عباس) سيلقى خطاباً أمام القمتين العربية والإسلامية في المملكة العربية السعودية يطالب المشاركين فيهما بعدم المشاركة في ورشة العمل الاقتصادية التي تنظمها الإدارة الأمريكية في البحرين الشهر القادم ضمن صفقة العار الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وتستضيف السعودية قبل نهاية شهر رمضان قمتين واحدة للدول العربية وأخرى خليجية إضافة إلى القمة الإسلامية العادية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية في رام الله يوم الاثنين، إن عباس "سوف يلقي خطابا يسطر فيه بوضوح الموقف الفلسطيني من المجريات السياسية في المنطقة ويطالب العرب والمسلمين بالإيفاء بالتزاماتهم تجاه فلسطين كما يؤكد أن فلسطين مفتاح السلام في المنطقة وهي مركز الصراع".
وجدد اشتية رفض الحكومة لما تخطط له الولايات المتحدة من عقد ورشة عمل اقتصادية في البحرين نهاية الشهر القادم.
وقال: إن "هذا المؤتمر هو أحد حلقات صفقة القرن ويستغرب مجلس الوزراء من الادعاء أن مثل هذا المؤتمر لخدمة الاقتصاد الفلسطيني في الوقت الذي يشن فيه القائمون على هذا المؤتمر حربا سياسية ومالية على شعبنا ومؤسساته وعلى المؤسسات الدولية العاملة لمساندته".
يذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية دعت يوم الأحد الماضي، الدول العربية التي أعلنت موافقتها على المشاركة في مؤتمر المنامة الاقتصادي بالعدول عن قرارها.
كما وأعلنت السعودية والإمارات موافقتهما على المشاركة في المؤتمر فيما لم تعلن بعد العديد من الدول عن موقفها من المشاركة أو عدمها.
ومن جهته، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، دول العالم بعدم المشاركة في مؤتمر المنامة عاصمة البحرين.
وقال عريقات في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، "نحن أعلنا باسم الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والفصائل والحركات الفلسطينية ورجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بأننا لن نذهب (إلى مؤتمر المنامة الاقتصادي)، ونطلب من كل من قرر الذهاب ألا يذهب".