قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن "إجراءات الرئيس الأمريكي لا تصريحاته" هي التي ستثبت سعيه لتأجيج التوتر في المنطقة من عدمه، مؤكداً على أن بلاده لا تسعى للحصول على النووي.
وكتب ظريف في تغريدة، أن "الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه السعودية والإمارات وإسرائيل يؤجج التوتر في المنطقة ويضر بالشعب الإيراني"، مؤكدا أن بلاده "لا تسعى لامتلاك الأسلحة النووية وفقا لفتوى المرشد".
أضاف: "آية الله علي خامنئي قال منذ فترة طويلة، إننا لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية - بإصدار فتوى تحظرها. إن الإرهاب الاقتصادي (الأميركي) يضرّ الشعب الإيراني ويسبب توتراً بالمنطقة".
وأصدر خامنئي عام 2003 فتوى حرم فيها استخدام أسلحة الدمار الشامل، وبعد عامين أعلنتها الحكومة الإيرانية في بيان رسمي خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
واعتبر الرئيس حسن روحاني هذه الفتوى أكبر ضمان لطموحات إيران السلمية في أبحاثها النووية.
بدوره، وصف مستشار الرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، تصريحات المسؤولين الأميركيين بالمتناقضة، معتبراً أنه حتى الرئيس الأميركي غير قادر على توجيه رسالة واضحة إلى إيران.
وكتب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن مشكلة أميركا في مفاوضات الاتفاق النووي هي أن الكونغرس والحكومة لم يتمكنا من توجيه رسالة واحدة حول كيفية التعامل مع إيران".
وقال آشنا: "إنه وبعد خروج أميركا (من الاتفاق النووي) أصبحت المشكلة أنه لم يتم سماع صوت واحد حتى من الحكومة (الأميركية) ذاتها"، مضيفاً: "المشكلة الآن هي أنه حتى الرئيس الأميركي غير قادر على توجيه رسالة واضحة (إلى إيران)".
ونفت وزارة الخارجية الإيرانية، وجود "أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة" مع الإدارة الأميركية، في وقت التقى فيه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، في العاصمة العمانية مسقط، للتباحث في التطورات الأخيرة في المنطقة.
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، تأكيده "عدم وجود أي نوع من المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة بين إيران وأميركا".
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، قد قال يوم الجمعة الماضي، إنه "يبدو أن المفاوضات بين الطرفين (واشنطن وطهران) قد بدأت"، وذلك في تصريح إعلامي له.
وشدد الجار الله أن "الوضع في المنطقة حساس وبالغ الدقة والخطورة"، معرباً عن أمله في الوقت ذاته أن "تسود الحكمة والعقل، وأن يكون الهدوء سيد الموقف، وألا يكون هناك صدام في المنطقة".
وفيما وأكدت إيران على أنها لا ترغب في الحرب مع الولايات المتحدة، وتستبعدها بـ"شكل كامل"، مع التقليل من أهمية التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة، إلا أنها ترفض الدخول في أي تفاوض مع إدارة دونالد ترامب تحت "الضغط" والمعطيات الراهنة.
ويشار إلى أنه مع الذكرى السنوية الأولى للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في الثامن من أيار/ مايو الحالي، تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بشكل ملحوظ، ليتخذ طابعاً عسكرياً بعد إرسال الإدارة الأميركية حاملات طائرات وسفناً وقطعات بحرية حربية، فضلاً عن قوات إضافية إلى منطقة الخليج، ومبيعات أسلحة بقيمة 8.1 مليارات دولار لكل من السعودية والإمارات والأردن، لـ"ردع إيران".