وزير اسرائيلي : ترامب لا يفهم الفلسطينيين

ترامب والفلسطينيين

رام الله الإخباري

دعا الوزير الإسرائيلي السابق، يوسي بيلين، الرئيس الأمريكي ترامب لإلغاء مؤتمر البحرين، والتفكير في طريقة تقنع الفلسطينيين، بدلا ً من "اللقاءات العابرة" التي تسبب شرخاً كبيراً وتراكم الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة الأمريكية الحالية.

وقال بيلين في مقال له على موقع "يسرائيل بلاس"، إنه "يجب منع حصول قمة البحرين إلى حين إعلان ترامب لخطته السياسية، وتقديم أفكار ومشاريع اقتصادية كجزء

منها، أو نتيجة لها، وليس منفصلة عنها، وإلا فسنكون أمام خطأ كبير من خلال قمة اقتصادية دون خطة سياسية، وفي غياب اللاعبين الرئيسيين لها".

وأضاف، أن "ترامب لا يفهم الفلسطينيين بدليل أن تفكيره بإيجاد فاصل بين السلام الاقتصادي وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جزء من أحلام اليقظة، ما يعني إمكانية

التنازل عن لقاء عابر في البحرين إلى موعد آخر يتم تحديده، حتى يتم إعلان الخطة السياسية الأمريكية"، 

وتابع بيلين، أن "ترامب الذي تتلخص تجربة حياته وخبرته في التجارة والأعمال، يعتقد أنه حين يخنق الفلسطينيين اقتصاديا، ثم يعرض عليهم مغريات مالية، سيسارعون إليه، ويأخذوا من يده كل ما يعرضه بالتنسيق مع إسرائيل، لكنه يخطئ بذلك خطأ مريرا، ومعه يخطئ صهره جيراد كوشنير ومستشاره جيسون غرينبلاث".

وأضاف، "ليس كافيا أن تجمع قمة البحرين وزراء المالية في المنامة أواخر حزيران/ يونيو القادم، فقد شهد عالمنا كثيرا من القمم والمؤتمرات، لكن الخطورة أن هذه القمة قد تسبب كثيرا من الأضرار بعد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها إدارة ترامب فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وقال بيلين في مقاله، "هناك حالة من الغضب الفلسطيني على المعاملة المهينة التي تواصل واشنطن توجيهها إليهم، مع إسرائيل وبعض الدول العربية، وكأن لسان حال الإدارة الأمريكية للفلسطينيين: نحن نعطيكم المال، وأنتم تتنازلون عن مبادئكم".

وأشار إلى أن هذه السياسة من شأنها زيادة مواقف الفلسطينيين إصرارا وتطرفا، ورفع مستوى الغضب بين الجانبين، وتقريب العناصر البراغماتية الراغبة في الحل من الأوساط الرافضة لأي تسوية سياسية.

وروى بيلين تجربته مع مؤتمرات عربية سابقة، في التسعينيات لمحاولة إيجاد حلول اقتصادية للقضية الفلسطينية بمعزل عن القضية الفلسطينية، حيث قال إنه "في سنوات التسعينات، فور توقيع اتفاق أوسلو بذلت الأطراف ذات العلاقة الكثير من الجهود لإيجاد اختراق في المسار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال قمم اقتصادية عديدة، بمشاركات عربية لم تكن لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

وقال إن "القمة الأولى كانت في الدار البيضاء في 1994 بمشاركة زعماء عرب وإسرائيليين، الوفد الإسرائيلي كان كبيرا جدا، وشمل رجال أعمال، ما أصاب بالذهول الوفد الفلسطيني والوفود العربية، لكني رفضت السفر؛ خشية أن يفسر على أنه غزو إسرائيلي لقمة اقتصادية عربية خالصة، وهو ما حظي بانتقاد في وسائل الإعلام العربية، لكن القمة كانت حدثا إعلاميا أكثر من كونها واقعية على الأرض"، مشيراً إلى أن "المجتمع الدولي اندهش لرؤية زعماء عرب بالعبايات والدشاديش مع زعماء إسرائيليين بالبدل وربطات العنق يتحدثون مع بعضهم كأصدقاء قدامى".

واستدرك قائلاً، إن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، فالقمة لم تسفر عن صفقات تجارية جوهرية بين الجانبين، وفي الوقت ذاته أصابت بالذهول العرب الذين يخشون توجهاتنا الإمبريالية.

وأشار، إلى أن بعض المبادرات الاقتصادية كالبنك الإقليمي في القاهرة والسكرتاريا الاقتصادية في المغرب لم تنجح، وسرعان ما تفككت، لغياب المسار السياسي، وقد طوت قمة الدوحة صفحة القمم الاقتصادية بالمنطقة"، مشدداً على أن مؤتمر البحرين يؤكد أن طاقم ترامب لا يفهم الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم زعماء الخليج، لأنهم في اللقاءات المغلقة يتحدثون بقسوة عن الفلسطينيين، وتضييعهم الفرص التاريخية، والأخطاء التي ارتكبوها، ويذكرون زعماءهم بغضب واستهزاء".

وأشار إلى أن "المستمع غير المجرب لهذه الأحاديث العربية الرسمية الداخلية يظن أنه أمام قرار عربي بالتخلص من الفلسطينيين، وعدم الوقوف بجانبهم، لكن المجرب يعتقد أنه ليس من صلة بين الحديث العلني والسري، لأن الرأي العام العربي والشعوب العربية تدعم الفلسطينيين، وليس بإمكان الحكام العرب تجاهل هذه الحقيقة".

وتتمسك القيادة الفلسطينية بموقفها الرافض لعقد الورشة الاقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة، والتي ستشارك فيها أمريكا وإسرائيل وعدد من الدول العربية.

 

عربي 21