رام الله الإخباري
كشف تقرير لوزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن إصابة ووفاة نحو 13,500 شخص في المستشفيات نتيجة التلوث والجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية خلال عام 2018 الماضي.
واعتبر التقرير أن ذلك يشكّل ارتفاعا بنسبة 10% مقارنة بالعام 2017، حيث وصل العدد إلى 12,300 شخص، مستندا إلى معطيات مختبرات المستشفيات، حيث تأكد أن مستوى مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية في إسرائيل يعتبر عاليا جدا.
ومن الجدير ذكره أن هناك تطورا عالميا مقلقا في السنوات الأخيرة بشأن ضعف المضادات الحيوية التي باتت غير ناجعة ضد أنواع كثيرة من البكتيريا التي سبق أن قضت عليها في السابق، لدرجة جعلت منظمة الصحة العالمية تقرر أن تضع على جدول أعمالها مكافحة هذه البكتيريا.
وتتكون هذه "البكتيريا المتفوقة"، التي لم تعد الصادات (المضادات الحيوية) قادرة على القضاء عليها، في أعقاب الاستخدام الزائد للصادات، فعندما يتناول مريض مضادات حيوية يكفي أن تبقى جراثيم قليلة للتكاثر بسرعة إلى نوع جديد يكون مقاوما لهذا النوع من الصادات.
ولا يميز التقرير بين تلوثات أصيب بها المرضى قبل وصولهم إلى المستشفيات، وبين المرضى الذين أصيبوا في داخل المستشفيات، الأمر الذي يثير مخاوف شديدة من عدم الفصل بين المرضى الذين يصلون المستشفى مع تلوثات، وبذلك ينقلون العدوى لمرضى آخرين بما يتسبب أحيانا بوفاتهم نتيجة التلوث.
وبالرغم من أن الحديث عن المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن عدد المصابين بالتلوث، فإن التقرير لا يعرض صورة الوضع الكاملة، حيث أن وزارة الصحة لا تكشف عدد المصابين وعدد المتوفين من التلوث بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات، ومن الجائز الافتراض أن الوضع الحقيقي أخطر.
تجدر الإشارة إلى أن انتقال البكتيريا من مريض إلى مريض آخر في المستشفيات يحصل بواسطة تلامس اليدين بدون تعقيم، أو بواسطة أغراض كان يستخدمها مريض حامل للبكتيريا المقاومة للصادات.
وكشف مراقب الدولة قبل بضعة سنوات أنه يموت في إسرائيل في المستشفيات سنويا بسبب التلوث ما يتراوح بين 4 إلى 6 آلاف شخص، ويصاب نحو 100 ألف مريض.
وأوضحت رئيسة جمعية "طب آمن"، راحيل لايكوفيتش، التي تعمل على منع التلوث في المستشفيات، إنه يمكن معاينة التتابع بين المعطيات التي يتم الكشف عنها في التقرير الجديد، وبين معطيات نشرت قبل نحو ستة شهور من قبل الدائرة المركزية للإحصاء.
وبحسب تقدير الدائرة المركزية للإحصاء فإن هناك ارتفاعا في عدد التلوثات في المستشفيات في البلاد. فقبل بضع سنوات كانت التلوثات سادس أسباب الوفاة الأكثر شيوعا، أما اليوم فإن التلوثات تحولت إلى ثالث أسباب الوفاة الأكثر شيوعا.
وذكرت أن سبب الوفاة بسبب التلوث مرتبط بمعطى آخر يشير إلى أن الازدحام، الذي يعتبر سببا مركزيا في الإصابة بالتلوث في المستشفيات، قد تفاقم في السنوات الأخيرة، إذا أن عدد الأسرة في المستشفيات لكل ألف شخص قد تراجع، وبات جهاز الصحة الإسرائيلي بعيدا جدا عن معدل عدد الأسرة لكل ألف شخص في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
عرب 48