لردع إيران..أمريكا ترسل قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية

قاذفات بي 52

قال مسؤولون أمريكيون، إن قاذفات من طراز بي 52 ستكون جزءاً من القوات الإضافية التي ستُرسلها الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، للتصدي لما تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها «مؤشرات واضحة» على تهديد للقوات الأمريكية هناك من إيران.

وكان جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، قال يوم الأحد الماضي إن إدارة ترامب «سترسل مجموعة حاملة طائرات هجومية وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط».

وقال كابتن بيل أوربان وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية إن قوة مهام القاذفات ستتألف من قاذفات بي 52.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم نشر أسمائهم، قولهم إنه سيجري «نشر أربع قاذفات من طراز بي 52 لكن هذا العدد قد يتغير».

وتُبقي الولايات المتحدة عادة قاذفات في المنطقة وكانت هناك قاذفات من طراز بي 1 حتى الشهر الماضي. وتتسم قاذفات بي 52 بأنها طويلة المدى وذات قدرات نووية.

وأكد الجيش أيضاً أنه من المقرر أن تتوجه حاملة الطائرات أبراهام لنكولن إلى الشرق الأوسط، لكن سيتم التعجيل بتحركها بسبب تفاقم التوترات مع إ سلاح خطير

وتُعد قاذفات بي 52 أحد أهم الأسلحة الجوية للقوات الأمريكية، فهي قاذفة قنابل استراتيجية بعيدة المدى ذات ثمانية محركات، ويستخدمها سلاح الجو الأمريكي منذ عام 1954.

وحلت القاذفة محل القاذفتين كونفير بي 36 وبي 47. وبُنيت في فترة الحرب الباردة حيث كان الردع النووي مطلوباً، وتمتلك هذه القاذفة القدرة على حمل وإلقاء 32 ألف كيلوغرام من القنابل.

وتعتبر القاذفة الجوية بي 52 من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة، إذ ترمز إلى القوة الأمريكية في مجال السلاح الجوي، وزودت بي 52 أيضاً بإمكانية حمل رؤوس نووية. ويمكن في الوقت الحالي تحميل الطائرة برؤوس تثبت بصواريخ موجهة يمكن للطائرة تسديدها إلى الهدف عن بعد، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وتمثل بي 52 مزيجاً من التكنولوجيا الحديثة والقديمة، ويبلغ طول الطائرة نحو 49 متراً وعرضها 56 متراً، ويحمل كل جناح 4 محركات نفاثة.

وفي حرب الخليج الثانية أسقطت طائرات بي 52 نحو 40% من قنابل قوات التحالف الدولي على الأهداف العراقية.

ويمكن لـ بي 52 الطيران على ارتفاع منخفض بفضل نظام رادار يكشف عن تضاريس الأرض حتى مسافة 10 أميال للأمام، لكن الطائرة لم تعد تكلف بمهام تتطلب الطيران المنخفض. ويزود قائدو الطائرة بمناظير للرؤية الليلية تمكنهم من الإقلاع والهبوط والطيران في الظلام.

ضرب أهداف أمريكية

ويوم الإثنين الماضي، كشف مسؤولون من الولايات المتحدة عن قائمة أهداف قالوا إن إيران حددتها لاستهداف المصالح الأمريكية، والتي كانت سبباً في إرسال واشنطن قوات لها إلى الشرق الأوسط بهدف ردع أي تحرّك محتمل لطهران.

ونقلت صحيفة wall street journal الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين لم تسمّهم، قولهم إن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها واشنطن، أفادت بأن إيران كانت تخطط لضرب مصالح أمريكية في عدة دول بالشرق الأوسط.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين الذي تحدثوا للصحيفة، فإن إيران كانت تنوي استهداف القوات الأمريكية في العراق وربما في سوريا، فضلاً عن نيتها شن هجمات منسقة من مضيق باب المندب، الواقع جنوب غرب اليمن، عبر وكلاء إيران من المجموعات المسلحة، في إشارة على ما يبدو إلى الحوثيين.

ونقلت الصحيفة أيضاً أن إيران كانت تخطط لاستهداف القوات الأمريكية المنتشرة في الكويت، فيما قال المسؤولون إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران كانت ستنفذ الهجمات من خلال الطائرات المسيرة، والتفجيرات.

. حرب نفسية

وردَّت إيران على تعزيز أمريكا لقواتها في الشرق الأوسط، من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي وصف تحرك واشنطن بأنه «حرب نفسية»، وفقاً لما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية، أمس الثلاثاء.

ونقلت الوكالة عن كيوان خسروي، المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي، قوله: «تصريح بولتون استخدام أخرق لحرب نفسية مستهلكة».

والإجراء الأخير الذي اتخذته أمريكا هو الأحدث في سلسلة من التحركات التي قامت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب لزيادة الضغط على إيران في الأشهر الأخيرة.

وقالت واشنطن إنها ستلغي الإعفاءات للدول التي تشتري النفط الإيراني، وذلك في محاولة لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى الصفر. كما أدرجت قوات الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء، متخذة بذلك خطوة غير مسبوقة بتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو ما اعتبرته إيران بمثابة استفزاز أمريكي.

وبدأت جهود إدارة ترامب لفرض عزلة سياسية واقتصادية على طهران العام الماضي، عندما انسحبت من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه مع قوى عالمية أخرى ضد إيران في عام 2015.