أكد الخبير الاقتصادي الإسرائيلي سامي بيرتس، أن العامل الاقتصادي ساهم في اتخاذ القرار بوقف العدوان الأخير على قطاع غزة، وذلك في مقال نشرته صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، اليوم الإثنين، تحت عنوان "التصعيد في الجنوب تهديدٌ لجيوب الإسرائيليين".
واستهل بيرتس مقاله قائلاً: "في عملية الجرف الصامد -حرب 2014- ترواحت تكلفة كل يوم قتالٍ للاقتصاد الإسرائيلي ما بين 420-840 مليون شيكل، وهذا الثمن دفعه الإسرائيليون عبر رفع الضرائب والتقليصات على الخدمات الاجتماعية، ولو استمرت جولة التصعيد فإن هذا السيناريو سيكرر نفسه".
وأشار بيرتس في مقاله إلى مؤتمرٍ سياسيٍ عُقد بعد حرب 2014 حول تداعيات الحرب، وخلاله قال مسؤولٌ رفيعٌ في "المنظومة الأمنية" أن العملية انتهت بعد 50 يومًا، تحديدًا في اليوم الذي انتهت فيه ميزانية الجيش، مضيفًا، "ثمة شكوك حول صحة هذه الجملة ولكنها تعكس حقيقة أساسية هي أن الحروب تكلف أموالاً طائلة، وهذا يُشوش لأسابيع طويلة على الحياة في الجبهة المدنية".
وقال بيرتس: "عندما تطلق المدافع نيرانها لا نُقيم وزنًا للمال، هذا هو موقف الحكومة الرسمي وغير الرسمي خلال جولات التصعيد الأخيرة، لكن الخبراء القدامى في وزارتي المالية والأمن وقسم الاستشارات المالية لرئيس الأركان يدركون جيدًا أن كل جولة تصعيد أمني تتحول في النهاية إلى قضيةٍ اقتصادية. عمليات الجرف الصامد والرصاص المصبوب وعمود الغيم وحرب لبنان الثانية كلفت الخزينة مليارات الشواقل".
وسأل: "متى تتضاعف التكلفة المالية لجولات التصعيد أو الحروب الاسرائيلية قطاع غزة؟"، ثم أجاب موضحًا أن تكلفة كل جولة قتال تتكون من ثلاثة أقسام، أضرارٌ مباشرة في الاقتصاد بسبب توقف النشاط الاقتصادي وخسارة أيام عمل، وأضرارٌ تحلق بالممتلكات، وإنفاقٌ عسكريٌ وانتهاء أيام عمل جنود الخدمة الاحتياطية.
ووفق تقديرٍ أعده المحاضر في جامعة "تل أبيب" البروفيسور عيران ياشيف، ونشره "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، فقد ترواحت تكلفة اليوم الواحد من القتال خلال حرب 2014 بين 420-840 مليون شيكل، وهذا المبلغ يأخذ في الحسبان فقدان القدرة الإنتاجية بسبب التغيب عن العمل، وانخفاض الإقبال على بعض المرافق خاصة السياحية والمطاعم وأماكن الترفيه، إضافة إلى الأضرار التي تلحق بالنشاط الاقتصادي اليومي بسبب توقف العمل الناتج عن صافرات الإنذار والإرباك في عمل مزودي البضائع والخدمات.
وأشار بيرتس إلى أن الإنفاق العسكري اليومي في عملية الجرف الصامد عام 2014 انقسم إلى قسمين، أولهما 100 مليون شيكل قبل الاجتياح البري، و200 مليون شيكل بعد الاجتياح البري، والثاني هي الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالمنازل والمباني العامة والمناطق الزراعية والمصانع وبلغت مليار شيكل تقريبًا.