زار الحائز على جائزة نوبل للكيمياء العالم الأمريكي جورج سميث جامعة بيرزيت، والتقى برئيسها د. عبد اللطيف أبو حجلة، وقدم محاضرتين لطلبة الجامعة، الأولى حول الحرية الأكاديمية، والثانية حول إنجازاته العلمية.
وسميث هو أحد أشد مناهضي الصهيونية، وأحد الداعمين لفرض المقاطعة على إسرائيل (BDS)، وينسب له مقولة إن "مناهضة الصهيونية هي حركة عدالة اجتماعية من أجل المحرومين والمضطهدين".
وأعرب د. أبو حجلة عن سعادة الجامعة باستقبال العالم سميث في الجامعة، مقدما للعالم الضيف نبذة عن الجامعة وتخصصاتها وبرامجها الاكاديمية، وتحدث عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقطاع التعليم في فلسطين بشكل عام وجامعة بيرزيت بشكل خاص
خصوصا رفض الاحتلال الإسرائيلي تجديد تأشيرات الدخول للأساتذة والموظفين الأجانب في جامعة بيرزيت، والذي سيؤدي إلى مزيد من عزلة الجامعات الفلسطينية عن مجتمع الأكاديميين في العالم.
في المحاضرة الأولى حول الحرية الأكاديمية أكد سميث أنه داعم للقضية الفلسطينية ولحركات مقاطعة إسرائيل، ولعل هذا ما يفسر مهاجمة صحف إسرائيلية له بشدة عقب إعلان فوزه بنوبل. وقال إن إسرائيل تمارس القمع المنهجي ونزع ملكية الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس".
أما المحاضرة الثانية فتحدث العالم سميث عن إنجازاته العلمية التي أهلته للحصول على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2018، وقال إنه طور طريقة لتطور بروتينات جديدة واستخدم وينتر الطريقة تطور الأجسام المضادة، وهي بروتينات مقاومة للأمراض في الدم.
وبين سميث أن أي اكتشاف علمي يعتمد على مساهمة العلماء السابقين، قائلاً: القليل جدا من الابتكارات البحثية تعتبر جديدة. عمليا كل منها مبني على ما مضى. إنها مصادفات. كان هذا بالتأكيد هو الحال في عملي، حيث أن اكتشافي كان فكرة ضمن مجموعة من الأبحاث التي بنيت بشكل طبيعي جدًا على أساس الأبحاث التي جرت سابقًا".
وقال "في عام 1985 قمت بالتلاعب بالمادة الجينية لفيروسات تصيب البكتيريا «Bacteriophage» بحيث تتكون كبسولتها من نسخة معدلة من البروتين. كانت النتيجة المباشرة لهذه التجربة إمكانية الربط بين النمط الظاهري «phenotype» -الصفات-للبروتين وبين «التركيب الجيني – Genotype» له.
وما إن يتم تقديم الجين الجديد إلى التركيب الجيني للفيروس حتى تتم ترجمته إلى بروتين يشكل سطح الفيروس. هكذا يصبح الفيروس بيئة مثالية يمكنها إجراء المزيد من التعديلات على الجين ذي الطفرة وتسمح أيضًا بإجراء عمليات «Screening» مختلفة وأسهل مما يؤدي بدوره إلى فهم الجين ونشاطه بوضوح."
وحول أهمية الاكتشاف العلمي قال: "هذه التقنية أصبحت أداة مفيدة في اكتشاف الأدوية. كما تستخدم هذه التقنية لتحديد مضادات الأورام (لاستخدامها في التشخيص والعلاج الموجـّه).
جدير بالذكر أن جورج سميث، من مواليد 1941، وحصل على البكالوريوس من جامعة هارفارد في علم الأحياء، والدكتوراة في علم الجراثيم، وهو متخصص في الكيمياء الحيوية في مجال الأبحاث عن البروتينات، واستطاع تطوير طريقة تعتمد على استخدام الفيروس الذي يصيب البكتيريا لإنتاج بروتينات جديدة، حاز سميث برفقة فرانسيس أرنولد وغريغوري وينتر على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 2018 لأبحاثهم على البروتينات.