ملك المغرب يتخذ خطوة هي الأولى من نوعها منذ نصف قرن بشأن اليهود

ملك المغرب واليهود

أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس، بتنظيم الانتخابات في صفوف الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية المغربية، التي تعنى بأوضاع فقراء وأوقاف اليهود، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 1969 تاريخ إجراء آخر انتخابات للطائفة اليهودية بالمغرب.

جاء ذلك في بيان لوزارة الداخلية المغربية أصدرته ليل الجمعة 19 نيسان/ أبريل الجاري، وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية.

وقال بيان الوزارة، إن "أمير المؤمنين الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لوزير الداخلية قصد تنظيم انتخابات الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية المغربية، التي لم تجر منذ سنة 1969".

وزاد البلاغ أن العاهل المغربي "طالب وزير الداخلية بأن يحرص مستقبلا على ضمان احترام تجديد هذه الهيئات بشكل دوري طبقا لمقتضيات ظهير (قانون يصدره الملك) 7 أيار/ مايو 1945 المتعلق بإعادة تنظيم لجان الجماعات اليهودية".

وكانت آخر انتخابات للهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية المغربية قد جرت قبل 50 سنة وبالضبط في 1969.

وتميزت علاقة المغاربة يهودا ومسلمين على مر التاريخ بالتعايش، وتشير كثير من المصادر إلى دور الملك الراحل، محمد الخامس، خلال الحرب العالمية الثانية، في حماية اليهود المغاربة من حكومة "فيشي" النازية وقوانينها التمييزية، ورفضه تطبيقها في المغرب بحيث قال إن اليهود المغاربة سيظلون تحت حمايته وأكد رفضه لأي تمييز بين رعاياه.

وفي خطابه، أواخر الشهر الماضي، بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان إلى المغرب، أكد الملك محمد السادس أنه بصفته ملكا للمغرب وأميرا للمؤمنين فإنه مؤتمن على "ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية"، مردفا "وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين على اختلاف دياناتهم".

وأضاف "بهذه الصفة لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية، وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون في المغرب".

ولا توجد معطيات رسمية حول الأقليات الدينية بالمغرب، إلا أن تقريرا سنويا للخارجية الأمريكية لعام 2017 عن وضع الحريات الدينية حول العالم، أكد أن أكثر من 99 بالمئة من المغاربة مسلمون.

وذكر التقرير، وفقا لأرقام الطائفة اليهودية، أن عدد اليهود في المغرب يتراوح ما بين 3 إلى 4 آلاف يهودي.

وكان العاهل المغربي قد أعلن خلال استقباله لبابا الكنيسة الكاثوليكية، قائلا: "لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام، وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين. فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية. وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى، الذين يعيشون في المغرب".