قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير إن "إسرائيل" تبني نظامًا للفصل العنصري، وتستأنف من جديد شق طرق التفافية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاستخدام المستوطنين لها.
وأشار المكتب في تقريره الأسبوعي الصادر السبت ووصل رام الله الاخباري نسخة عنه إلى أن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 تشهد حملة تطهير عرقي متواصلة تقوم بها حكومة الاحتلال هدفها الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية وطرد أكبر عدد ممكن من المواطنين منها.
وأضاف أنها تشهد أيضًا وبشكل جلي وواضح بناء نظام فصل عنصري بدأت حكومة الاحتلال بتطبيقه على الأرض بالتدريج على مدى سنوات.
وأوضح أنه وبعد افتتاح شارع "الابرتهايد" في القدس، شارع “4370”، الذي يفصل بين السائقين الفلسطينيين والإسرائيليين ويربط مستوطنة "جيفع بنيامين" (مستوطنة آدم) بشارع رقم “1” أو شارع “تل أبيب-القدس"، قرر الاحتلال الاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي 7 قرى جنوب نابلس لشق طريق التفافي مخصص للمستوطنين يجنبهم المرور من بلدة حوارة.
وبين أن سلطات الاحتلال أصدرت قرارًا باستملاك نحو 406 دونمات من أراضي سبع قرى هي بورين، حوارة، بيتا، عورتا، يتما، الساوية، وياسوف جنوب نابلس، بهدف شق شارع التفافي يسلكه المستوطنين عوضًا عن شارع حوارة.
وبحسب المخطط الإسرائيلي، فان الشارع سيبدأ من زعترة ويسير بالقرب من حسبة بيتا ويقطع منطقة النجمة ويسير بجانب منتزه لونا بارك ويقطع الجبل الذي يقع أمام بئر المياه باتجاه حواره، وهذا الشارع يشمل بناء جسور معلقة وعدة دوارات في المنطقة.
وبحسب المكتب الوطني، فإن سلطات الاحتلال أصدرت أمرًا عسكريًا بمصادرة 401 دونم من أراضي مخيم العروب وبلدتي بيت أمر وحلحول لشق طريق استيطاني جديد يمتد من "عصيون" شمال مدينة الخليل حتى حلحول (التفافي العروب).
وأشار إلى أن هذا الشارع سليتهم أكثر من 1273 دونمًا تحديدًا في مناطق جبل القرن، بيت زعتة، جبل أبو سودة، العقاب، فريديس، واد الشيخ، واد العروب، رأس القاضي، خربة إم الدرج، وظهر البو.
وادعت سلطات الاحتلال بأن هذا الشارع سيشكل حلًا للمصلحة العامة من ناحية المواصلات والأمان للفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.
وفي المقابل، اعتبر الفلسطينيون الشارع بأنه سيعزل مخيم العروب وبلدة بيت أمر وأجزاء كبيرة من مدينة حلحول، وأن الهدف الاستراتيجي منه يكمن في ربط ما يسمى بـ "القدس الكبرى" التي حدودها تصل لبيت البركة مع مستوطنة "كريات أربع" ومستوطنة "كرمي تسور"، وسيمنع الفلسطينيين من استخدام هذا الشارع في المستقبل.
وأضاف المكتب الوطني أنه من خلال تتبع مسار الطريق الاستيطاني الجديد، فإنه سيلتهم مساحات شاسعة من أراضي المواطنين المزروعة بالأشجار المثمرة وخاصة العنب واللوزيات، بالإضافة إلى مساحات من أراضي كلية العروب الزراعية، وسيلحق الضرر بالأشتال والأشجار في هذه المساحات والمعدة للتجارب والبحوث الزراعية.
وفي الوقت نفسه، قررت سلطات الاحتلال مصادرة 385 دونمًا زراعيًا في طوباس وطمون وتياسير بالأغوار الشمالية في محافظة طوباس، بحجة شق طريق عسكري يمتد من قرية تياسير مرورًا بأراضي أم القبا ويرزا وسمرا التابعة لطوباس اضافة لأراضي الرأس الأحمر والبقيعة الشرقية وأراضي طمون.
وفي السياق هذا، قال رئيس دائرة الدراسات الفلسطينية في جامعة اكسيتر البريطانية المؤرخ الاسرائيلي التقدمي إيلان بابيه، إن "إسرائيل دولة فصل عنصري، وإن سيطرتها وهيمنتها على الأرض الفلسطينية تشبه نظام الفصل العنصري الذي كان سائدًا في جنوب إفريقيا".
وأوضح أن الاسرائيليين اتخذوا قبل 15عامًا قرارًا بجعل الدولة عرقية عنصرية وليست ديمقراطية، مشيرًا إلى أن المجتمع الاسرائيلي حسب كثير من المراقبين، يؤيد اليوم دولة فصل عنصري بدلًا من محاولته تقويض ذلك وتبني أفكار وقيم ديمقراطية.
وعلى صعيد البناء في المستوطنات، صدّق ما يسمى "المجلس الأعلى للمستوطنات وبلدية بيتار عيليت" على بناء (770) وحدة استيطانية في مستوطنة "بيتار عيليت ج" الجاثمة على أراضي مواطني قرى حوسان ونحالين وواد فوكين غرب بيت لحم، بعد ثلاثة أيام من تصديقه على بناء (70) وحدة في مستوطنة "مكساد" جنوب شرق المدينة.
وصادق مجلس التنظيم الأعلى التابع لـ "الإدارة المدنية" الإسرائيلية الأسبوع الماضي على مشروع بناء في مستوطنة "معاليه أدوميم" يتضمن هدم مبنيين قائمين يتكون كل منهما من أربعة طوابق فيها 147 وحدة و17 محلًا تجاريًا، وإقامة سبعة مبان عوضًا عنها وأبراجًا سكنية جديدة تتكون من 26 و31 طابقا تتضمن مساكن ومحال تجارية ومبان عامة.
وسيبلغ مجموع الوحدات في هذا المشروع 750 وحدة استيطانية، فيما صادقت "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" على مخطط هيكلي جديد لمستوطنة “غيلو” يتضمن زيادة عدد سكانها وربط مناطق جديدة بالمستوطنة.