قللت مصادر مصرية مسؤولة، اليوم الخميس، من دقة ما نشرته وكالة "رويترز" للأنباء، بشأن وجود قرار مصري بالانسحاب من المشاورات الخاصة بالجهود الأميركية لتشكيل ما يُعرف بـ"الناتو العربي"، الذي يستهدف في المقام الأول مواجهة تصاعد النفوذ الإيرانيفي منطقة الشرق الأوسط.
وقالت المصادر إن "الحديث عن خطوة أو قرار بالانسحاب من جانب القيادة المصرية ليس صحيحاً بالمرة، ولكن هناك تباينات في الرؤى، ترغب القاهرة في حسمها، قبل إنهاء مرحلة المشاورات والبدء في الخطوات العملية".
وتابعت المصادر أنه "إضافة إلى ذلك، انضمت أسباب أخرى تكشّفت ملامحها خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة، ولقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب"، موضحة أن "الرئيس المصري تلقى في واشنطن إجابات قاطعة على مطالب عسكرية سبق وتقدم بها للجانب الأميركي، منها زيادة المعونة العسكرية المقدمة لمصر، ورفْع الحظر عن انتقال نوعيات من الأنظمة المتطورة لمصر".
من جهته، علّق دبلوماسي مصري رسمي قائلاً إنه "بالتأكيد أنه لم يصدر قرار بالانسحاب من المشاورات، ولكن هكذا تدار المفاوضات"، متابعاً أن "القاهرة لها مطالب عدة تتفاوض بشأنها مع الإدارة الأميركية ولديها مجموعة من الأوراق التي يمكنها اللعب عليها لتحقيق جزء من مطالبها، في مقدمتها ورقة الناتو العربي، في وقت يحتاج فيه الجميع إلى مشاركة الجيش المصري الذي يُعدّ أكبر جيشٍ عربي".
واستدرك الدبلوماسي المصري بالقول إنه "وفق ما لديّ من معلومات، فالقاهرة منذ البداية لم تكن ترغب في مثل هكذا أحلاف تكون فيها القيادة لدول أخرى على قواتها، إلا أنها اضطرت إلى الدخول في مشاورات، ظنّاً منها أن تلك المشاورات ستستهلك الوقت، وفي نهاية المطاف لن يتم التوصل إلى تشكيل قوة عسكرية حقيقية".
ورأى الدبلوماسي المصري أن "القاهرة ترغب في الحصول على أكبر قدر من المكاسب بالمشاركة فقط في المشاورات"، مؤكداً أن ما يثار بشأن الانسحاب غير حقيقي، خاصة أن القاهرة شاركت في اجتماعين من ثلاثة لتلك الآلية منذ مطلع العام الحالي، أحدها كان في فبراير الماضي، والآخر منتصف مارس".
وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد ذكرت، في تقرير لها نقلته عن "أربعة مصادر" وصفتها بـ"المطلعة"، أن مصر انسحبت من الجهود الأميركية لتشكيل "الناتو" العربي.
وبحسب الوكالة، فإن مصدراً ذكر أن مصر أبلغت قرارها للولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية بالتحالف الأمني في الشرق الأوسط المقترح تشكيله، قبل اجتماع عُقد يوم الأحد في الرياض.
وأضاف المصدر أن القاهرة لم ترسل وفداً إلى الاجتماع، وهو الأحدث في إطار السعي لإعطاء دفعة للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لجمع الحلفاء العرب السُّنّة في معاهدة أمنية وسياسية واقتصادية للتصدي لإيران.
وقال مصدر عربي، بحسب تقرير "رويترز"، طلب عدم نشر اسمه على غرار بقية المصادر، إن مصر انسحبت لتشككها في جدية المبادرة، فهي لم تر بعد خطة أولية تحدد ملامح هذا التحالف، ولأن وضْع خطة ينطوي على خطر زيادة التوتر مع إيران.
وتابع المصدر العربي أن الغموض المحيط بما إذا كان ترامب سيفوز بولاية ثانية العام المقبل، واحتمال أن يتخلى من يخلفه عن المبادرة، عامل أسهم في اتخاذ مصر القرار.