تصادف اليوم الذكرى الـ71 لاستشهاد الشيخ عبد القادر الحسيني في قرية القسطل القريبة من القدس بعد أن قاد معركة ضد العصابات الاسرائيلية لمدة ثمانية أيام.
ولد عبد القادر بن موسى بن كاظم الحسيني بمدينة القدس عام 1908 وأتم تعليمه الإبتدائي بمدرسة روضة المعارف الابتدائية في القدس ثم انتقل إلى مدرسة "صهيون"
الإنجليزية وهي المدرسة العصرية الوحيدة آنذاك حيث أتم تعليمة الثانوي ثم التحق بعدها بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم ما لبث أن طرد منها نظراً لنشاطه الوطني فما كان منه إلا الالتحاق بجامعة أخرى تسمح له بقدر من الحرية فتوجه إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ودرس في قسم الكيمياء بها.
حين التحق "الحسيني" بكلية العلوم في الجامعة الأمريكية في القاهرة قام بفضح الدور المشبوه للجامعة آنذاك وأدان سياستها، فأمرت حكومة إسماعيل صدقي باشا بطرده من مصر عام 1932 ليعاد عبد القادر إلى بلاده فلسطين ويعمل محرراً في جريدة "الجامعة الإسلامية" ثم مأموراً في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين.
ومنذ العام 1935 بدأ الحسيني رحلة المقاومة دفاعا عن فلسطين، استمرت حتي عام 1948 حيث استشهد في معركة القسطل.
في عام 1935، إلقى عبد القادر الحسيني قنبلة على منزل سكرتير عام حكومة فلسطين تلتها قنبلة أخرى على المندوب السامي البريطاني وتوج نشاطه الوطني في هذا العام
بعملية اغتيال الميجور سيكرست مدير بوليس القدس ومساعده بالإضافة إلى اشتراكه مع أفراد الوحدات التنظيمية التي أسسها في مهاجمة القطارات الإنجليزية، وظلت هذه المناورات بصورة متفاوتة حتى عام 1939 حيث بلغت المقاومة ضد البريطانيين أشدها في معركة الخضر الشهيرة التي قضت بإصابة عبد القادر الحسيني إصابة بالغة.
عاد "الحسيني" في يناير عام 1946 إلى مصر الدولة التي سبق وأن طرد منها بأمر إسماعيل صدقي باشا رئيس الحكومة ولكنه هذه المرة عاد للعرض على الأطباء ومداواة جروحه.
وخلال فترة مكوثه في مصر عمل على إعداد وتنظيم المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين.
وفي عام 1947 تولى قيادة قطاع القدس وعمل على وقف زحف القوى اليهودية، ومن ثم قام بعمليات هجومية على المستوطنين المتواجدين في محيط المدينة المقدسة.
بالإضافة إلى الهجوم المنظم على عدة مراكز يهودية كانت تعم بالأحياء العربية كـمقر "ميقور حاييم"، وصولاً إلى معركة "صوريف" في السادس عشر من يناير عام 1948 والتي قتل فيها 50 مستوطنا.
وفي عام 1948، خاض "عبد القادر الحسيني" معركة القسطل الشرسة ضد الاحتلال، فقام باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق القوات الصهيونية وتحت وطأة نيرانهم لكن بعد ثلاث ساعات تمكنوا من طرد المحتلون منها.
في عمر الأربعين، استشهد "عبد القادر الحسيني" في مثل هذا اليوم صبيحة الثامن من إبريل عام 1948 حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد.