ملف الأسرى...أسيران لم يذكرهما نتنياهو

الاسرى التابعين لاسرائيل في غزة

تعليقا على استعادة رفات المجند الإسرائيلي، زخاريا باومل، الأربعاء الماضي، والذي فقد إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، في العام 1982، أوضح بنيامين نتنياهو، أنه سيواصل جهوده لاستعادة القتلى والمفقودين.

وعلى هامش استعادة العريف، زخاريا باومل، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه سيواصل بذل كل جهد ممكن، من أجل استعادة المفقودين والقتلى الآخرين، دون ذكر أسيرين إسرائيليين آخرين لدى حركة حماس بقطاع غزة.

وذكر نتنياهو في تغريدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، مساء الأربعاء الماضي، أنه وبلاده سيعملان على استعادة المفقودين والقتلى، بدعوى أنها "مهمة مقدسة"، وكتب الأسماء التالية: تسفي فلدمان ويهودا كاتز وإيلي كوهين ورون أراد وأورون شاؤول وهدار غولدين.

ونسي رئيس الوزراء الإسرائيلي ذكر أسمين آخرين، وهما هشام السيد، الإسرائيلي من أصل عربي، من عرب 48 الفلسطينيين، وإبراهام منغستو، إسرائيلي من أصل

إثيوبي، ولم يعرف عنهما أي معلومات، حتى اللحظة، وهما أسيران لدى حركة حماس بغزة، منذ العام 2014.

الغريب أن "صفقة الأسرى" لدى الإسرائيليين مع حركة حماس، غالبا، ما تذكر لدى المسؤولين الإسرائيليين، للحديث عن الجنديين، أورون شاؤول وهدار غولدين، فحسب، اللذان أسرتهما الحركة، إبان الحرب الأخيرة على قطاع غزة، المعروفة باسم "الجرف الصامد" (يوليو/تموز- أغسطس/آب 2014)، والتي استمرت 54 يوما كاملة، نجحت الحركة في أسرهما، إضافة إلى دخول السيد ومنغستو بطرق مختلفة للقطاع.

 "أزرق أبيض"

ويتظاهر أهالي الأسيرين الإسرائيليين، هدار غولدين وأورون شاؤول، كثيرا، وغير مرة، وتوجه لهما الأنظار الإعلامية، دون أي حديث يذكر عن أهالي هشام السيد أو إبراهام منغستو، ربما الأخير لأن الأقلية الإثيوبية بعض أفرادها يتظاهر بين الفينة والأخرى.

وأعاد بنيامين نتنياهو تسليط الضوء على "صفقة الأسرى" الإسرائيليين لدى حركة حماس، خاصة وأن هناك أخبار تتوارد، بين الفينة والأخرى، حول محاولة إتمام الصفقة بين الحركة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، ولكن دون جدوى.

ازداد الحديث مؤخرا عن هذه الصفقة مع حركة حماس، بغرض اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية للكنيست الإسرائيلي، والمقررة الثلاثاء المقبل،  ويواجه فيها نتنياهو منافسة شرسة من غريمه التقليدي الجديد، رئيس هيئة الأركان السابق، رئيس حزب "أزرق أبيض"، وسط توقعات بفوز الأخير، بفارق ضئيل عن نتنياهو، وإن تفاوتت النتائج بين ساعة وأخرى.

ومن آخريات الحديث عن توقيع اتفاقية أو صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، ما نقلته قناة القدس الفضائية مؤخرا، من احتمال توقيعها قريبا، ليخرج، على الفور، وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وينفي هذا الحديث، ويؤكد أن الصفقة ليست على جدول الأعمال، وإنها أخبار وهمية، كما صرح بذلك لهيئة البث الإسرائيلية العامة، الثلاثاء الماضي.

تفاهمات جديدة

وفي السياق نفسه، نقلت القناة العبرية "هيئة البث الإسرائيلي" (كان)، في اليوم نفسه (الثلاثاء)، على لسان موسى دودين، العضو البارز في حركة حماس، والمسؤول عن ملف الأسرى، أنه لا توجد اتصالات حول إتمام صفقة لتبادل الأسرى بين حركته الفلسطينية وإسرائيل.

"حماس": من المبكر الحديث عن صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل

لتعود وتنقل القناة العبرية على لسان البروفيسور سمحا غولدوين، والد هدار غولدوين، الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس، أنه لا يقبل أي تفاهمات بين بلاده والحركة، دون عودة الأسرى.

والثابت أن حكومة نتنياهو، حاولت إدارة مفاوضات واتصالات، غير مباشرة، لتحريك "صفقة الأسرى" قبل الانتخابات الإسرائيلية للكنيست، في محاولة لدعم صورة حكومة نتنياهو في الشارع الإسرائيلي.

وغالبا ما تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، أن أي اتصالات جديدة تجرى عبر طرف أوروبي إضافة إلى الوسيط المصري، بشأن تحريك مفاوضات ملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة. في وقت تشير هذه الوسائل إلى أن حكومة نتنياهو تناور من وقت لآخر لتحقيق مكاسب شعبية داخلية.

ضغوط دولية

وفي الإطار نفسه، شارك وفد من الكنيست الإسرائيلي في اجتماع اتحاد البرلمان الدولي، في العاشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي مثل برلمانات 176 دولة من جميع أنحاء العالم، بغرض حث دول الاتحاد للضغط على حركة حماس، من أجل عودة الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها.

وقبيل ساعات، قال مسؤول ملف الأسرى والمفقودين في إسرائيل، يرون بلوم، إن إعادة إعمار قطاع غزة مرتبطة بالإفراج عن الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس، إبان حرب عام 2014 الماضي. مؤكدا أن حماس تعلم جيدا القنوات التي يتم من خلالها التفاوض على الأسرى، داعيا قيادة حماس إلى الإسراع في تحرير الجنود المأسورين لديها.

كتائب "القسام": إسرائيل ستدفع مرغمة ثمن أي صفقة تبادل أسرى

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية العسكرية والاستخباراتية تواصل البحث عن جثامين الجنود المفقودين والأسرى، بدعوى أنه التزام تجاه كل جندي إسرائيلي مفقود.

وفاء الأحرار

بيد أن الحركة تتمسك عبر ذراعها العسكرية، كتائب عز الدين القسام، بالشروط السابقة المتعلقة بإطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين الذين كان أفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار"، عام 2011، وأعادت إسرائيل اعتقالهم بعد إتمام الصفقة التي أُفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي، الذي كان بحوزة حماس، آنذاك، جلعاد شاليط.

يشار إلى أن صفقة "وفاء الأحرار"، أعلن عنها يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول في العام 2011، بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة مصرية، والتي أطلق عليها اسم (صفقة شاليط)، حيث تمكنت حماس من إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط.

الأولى من نوعها

وتعد هذه الصفقة، هي الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية، التي تمت عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين.

وتعتقل إسرائيل في سجونها، نحو 6 آلاف و500 فلسطيني، أغلبهم من سكان الضفة الغربية، وفقا لإحصاءات فلسطينية رسمية.