هآرتس تكشف كيف نفذت قوات الاحتلال جريمتها المروعة في كفرنعمة

شهداء كفر نعمة

رام الله الإخباري

كشف تحقيق لصحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال أطلقت النار اتجاه الشبان الثلاثة قرب قرية كفر نعمة في الرابع من آذار، بعد أربعة دقائق ونصف من اصطدام مركبتهم مع مركبة جيش الاحتلال.

واستشهد أمير محمود جمعة دراج (20 عاما) من قرية خربثا المصباح، ويوسف رائد محمد سليمان عنقاوي (20 عاما) من قرية بيت سيرا، فيما أصيب الشاب هيثم علقم بجروح قبل أن يتم اعتقاله، بعد إطلاق قوات الاحتلال على مركبة كانوا يستقلوها بذريعة محاولتهم تنفيذ عملية دهس قرب قرية كفر نعمة غرب رام الله. 

فيما زعم جيش الاحتلال بإصابة اثنين من جنوده، أحدهما وصفت إصابته بالخطيرة. 

وجاء في التحقيق أن تسجيلاً مصوراً ظهر فيه أن إطلاق النار تجاه الشبان بدء بعد عدة دقائق من الإصطدام، حيث يسمع في التسجيل دوي رصاصة واحدة فقط بعد الإصطدام بين سيارة الشبان ومركبة الاحتلال العسكرية، في حيث كان هنالك إطلاق لتسع رصاصات أخرى بعد أربع دقائق ونصف من الحدث.

وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك زعموا أن الشاب الفلسطيني المعتقل اعترف أنهم كانوا عائدين بسيارتهم بعد إلقاء زجاجات حارقة، مضيفة أن الشاب المعتقل وضع قبل التحقيق معه في غرفة بداخلها ما يعرف بـ "العصافير".

وحسب التحقيق الذي أجرته مؤسسة "بيتسيلم"، فإن الدعس والإصطدام حدث حوالي الساعة الثالثة والنصف فجر ذلك اليوم، وبعد ذلك بعشر ثوان أطلق الجنود رصاصة واحدة تجاه السيارة، وبعد أربعة دقائق ونصف أطلقت ستة رصاصات أخرى، وبعدها بحوالي عشرين ثانية أطلقت رصاصتين آخرتين، في حين كانت آخر رصاصة بعد ذلك بحوالي نصف دقيقة.

وفي وقت سابق نشرت صحيفة الحدث المحلية ان قسم التحقيق في مخابرات الاحتلال في مركز عسقلان قد انهى التحقيقات  مع الأسير هيثم باسم علقم، صباح الاربعاء الماضي ونُقل على أثر ذلك إلى سجن "عوفر" المقام على أراضي بلدة بيتونيا جنوب رام الله.

وقالت سجى علقم  شقيقة الأسير، إن شقيقها تواصل معها، وأخبرها بتواجده في سجون "عوفر"، بعد 16 يوما في تحقيق عسقلان.  وأوضحت أنه أخبرها بأنه رفض خلال فترة التحقيق الإقرار برواية الاحتلال بأن ما حدث عملية دهس

 وأكد أن الذي حصل معهم حادث سير أثناء ذهابهم للعمل. وأنهم تفاجأوا بوجود "الجيبات العسكرية"، التي حاولوا أن يتفادوها إلا أنهم لم يستطيعوا بسبب وجودها في عرض الشارع.

وبيّن علقم أثناء تواصله مع شقيقته، أن ضابط التحقيق أحضر صورة للشهيدين عنقاوي ودراج وهم داخل الثلاجات، وذلك للضغط عليه نفسيا، وفي ما بعد أخبروه بأنهم قاموا بتسليم الجثامين لعائلاتهم وتم دفنها، وأن عليه الاعتراف بالرواية الإسرائيلية في القضية، وهو ما رفضه.

بدوره، قام جهاز الشرطة الفلسطينية بإصدار تقرير مفصل بالأدلة والشهود عن حادثة استشهاد الشابين يوسف العنقاوي وأمير دراج برصاص جنود الاحتلال وإصابة الأسير هيثم علقم برضوض، على مدخل قرية كفر نعمة الغربي.

وأكد التقرير الذي حمل عنوان "تفاصيل حادث طرق مع جرحى"، بأنه في تمام الساعة 3:30 فجرا، وأثناء سير المركبة من قرية كفر نعمة باتجاه قرية ديربزيع، وأثناء

خروجها من منعطف حاد بالمكان، تفاجأ الشبان "بجيب" عسكري "إسرائيلي" متوقف بعرض الشارع، ولتفادي التصادم معه، قام السائق بالانسحاب لأقصى اليمين،

واصطدم بمقدمة مركبته بـ"جيب عسكري آخر" متوقف وقوفا تاما" و"غير مضاء"، مما نتج عن الحادث أضرارا مادية بالمركبة، ومن ثم أطلق  جنود الاحتلال النار وأعدموا شابين وأصابوا آخر.

وبيّن التقرير المفصل، عدم وجود عاكس يحذر من وجود شيء ما في الطريق، وهذا مخالف للقانون الذي يطالب وجود عاكس أو شيء يحذر من وجود حاجز أو عطل سيارة أو أي شيء.

وأشار التقرير،إلى العوامل الجوية التي كانت سائدة في تلك الليلة كالأمطار والغيوم التي تحجب النظر.  كذلك عوامل متعلقة بالطريق خاصة وأنها ذات منعطفات صعبة، وإلى وجود علامات لفرامل "بريك" لمركبة الشبان على الشارع.

ويوّضح الفيديو الذي وثقه الشاب مجدي الديك، أن السيارة تفاجأت بالجيب العسكري واصطدمت به، وبعد الحادث بعدة ثوانٍ أطلقت رصاصة واحدة فقط، واستمر الهدوء قرابة الخمس دقائق قبل أن يبدأ جنود الاحتلال بالصراخ وإطلاق النار بشكل هستيري.

ويبيّن الفيديو أن هناك عملية تصفية وإعدام حصلت بالمكان، وما يؤكد ذلك أن عملية التصفية تمت خارج السيارة وليس بداخلها، بدليل أن انتشار الدم كان على الشارع الذي حاول الاحتلال "إزالة آثاره بالتراب" بواسطة جرافة عسكرية حملت كمية من  التراب ووضعتها في الشارع، ولم يكن هناك آثار للدماء في السيارة.

وكشف الجريح الأسير هيثم لشقيقته أنه نجا من الإعدام بأعجوبة، حيث أنه كان في المقعد الخلفي وعندما وقع الحادث سقط على أرضية السيارة، وسقطت فوقه المقاعد الخلفية، ولم يكتشف جنود الاحتلال وجوده إلا بعد وصول قوات إضافية وبدء تجمهر الناس في المكان.

وفيما يخص موضوع استعادة جثامين الشهيدين عنقاوي ودراج، قال المحامي مصطفى يحيى، لـ"الحدث" إنه تم انتزاع قرار بعدم دفن الشهيدين العنقاوي ودراج في مقابر الأرقام، حتى تنتهي كافة التحقيقات، وجلب الأدلة الكافية.

وأوضح  أن الدلائل التي تم جمعها كافية لتثبت بأن الذي حصل حادث سير وليست عملية دهس مثلما يدعي الاحتلال.

وأضاف أنه قام بتقديم طلب للمحكمة العليا "الإسرائيلية"، لكي تقوم عائلات الشهداء بمعاينة جثامينهم. وأكد أنه قام بتقديم طلب للمحكمة "العليا" بناء على الأدلة والشهود حتى يتم تسليم الجثامين.

وفي فجر الرابع من آذار الماضي، أطلق جنود الاحتلال النار تجاه 3 شبان اصطدمت سيارتهم في "جيب عسكري إسرائيلي" على مدخل قرية كفر نعمة الشرقي، مما أدى

إلى استشهاد الشابين يوسف رائد العنقاوي 19 عاما من قرية بيت سيرا، وأمير محمود دراج 19 عاما من قرية خربثا المصباح برصاص الاحتلال، وإصابة واعتقال الشاب هيثم باسم علقم من قرية صفا. واتهم الاحتلال الشبان الثلاثة بتنفيذ عملية دهس



شهداء كفر نعمة

 

 

رام الله الاخباري